خص جلالة الملك محمد السادس اليومية الإقتصادية اليابانية (نيهون كيزايي شيمبون) التابعة لمجموعة (نيكون) بحديث صحفي بمناسبة الزيارة الرسمية التي يقوم بها لليابان. وقد أبرز جلالة الملك في هذا الحديث أن المغرب واليابان يتقاسمان نفس الطموحات بالنسبة لبلدينا وكذلك نفس قيم الحوار والاعتدال والانفتاح ، دون أن نتخلى قط عن هويتنا الخاصة.وقال أعتقد أن هذه النقط المشتركة، في عالم مضطرب جدا كالذي نعيش فيه اليوم، لها أهمية قصوى أكثر من أي مؤشرات نقيم من خلالها عادة وضعية العلاقات بين دولتين. وفي معرض تطرقه لعلاقات التعاون بين المغرب واليابان، أشار جلالة الملك الى أن الأرقام تعتبر جد مشجعة في مختلف الميادين، وذلك بالنظر لكون اليابان تأتي في المرتبة الثانية كمانح للدعم العمومي للتنمية في المغرب وفي المرتبة السابعة من بين الدائنين على المستوى الثنائي. ودعا المستثمرين اليابانيين لتعزيز حضورهم بالمغرب لاسيما أن هناك إطارا للتعاون يتضمن العديد من الامتيازات. وعلى المستوى السياسي، قال جلالة الملك لدينا موقف موحد حول القضايا الكبرى التي تشغل العالم كمحاربة الفقر والحوار شمال-جنوب ومسلسل السلام بالشرق الأوسط و الإرهاب. وأضاف: بالطبع سنتشاور حول مختلف القضايا التي تدخل في دائرة انشغالاتنا، معبرا عن أمله في أن تضطلع اليابان بدور أكثر أهمية على صعيد الهيئات الأممية. وجوابا عن سؤال حول شروط تسريع مسلسل السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين أكد جلالة الملك أن هذه الشروط لايمكن أن تعطي ثمارها الا بالعودة الى الحكمة والاعتدال. وأضاف حينما بعثت برسائل لرؤساء فلسطين وإسرائيل والولايات المتحدة لتهنئتهم على الجهود التي مكنت من الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة ، وهو ما شكل مرحلة هامة في تفعيل خارطة الطريق ، كنت بذلك أعرب عن دعمي لهذه الدينامية. وقال الآن وبعدما تحقق الانسحاب يتعين تسوية القضايا العالقة التي يشكل حلها نجاحا لفترة ما بعد الانسحاب، مستعرضا في هذا السياق حرية تنقل الفلسطينيين وتحسين وضعهم الاقتصادي وحياتهم اليومية حيث تعيش الغالبية العظمى منهم في ظل ظروف مزرية. وأكد جلالته أنه يتعين على المجموعة الدولية أن تضاعف من جهودها لتعزيز هذا المكتسب ، لأنه لا يغيب عن أذهاننا بأن الهدف هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة وديمقراطية تعيش في سلام ووئام الى جانب إسرائيل. وردا على سؤال حول الإرهاب، أكد جلالة الملك أن المغاربة معنيون مباشرة بهذه المسألة، وقال لقد كنا ضحايا وأوذينا في أعماقنا بفعل وحشية الإرهابيين خلال الاعتداءات التي وقعت في16 ماي2003 بالدارالبيضاء. كما ذكر في هذا السياق بأن اثنين من مواطنينا، بريئين، تم اختطافهما في20 أكتوبر الماضي بالعراق. وأضاف جلالة الملك أن هويتنا العربية الأمازيغية الإسلامية جعلت منا شعبا منفتحا على نحو فريد فخورا بثقافته وتقاليده (...) وإننا نتشبث بهويتنا، وفي كل مرة نصاب فيها كما هو الأمر اليوم مع الاختطافين اللذين وقعا في العراق، ينزل المغاربة بمئات الآلاف الى الشوارع ليجددوا التأكيد على الشعور بالاعتزاز هذا وللتنديد بالإرهاب. وشار جلالته إلى أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تعد برنامجا واسعا يهدف إلى إعطاء دفعة قوية للتنمية السوسيو اقتصادية من خلال تحفيز الاندماج في النسيج المنتج بالنسبة للشرائح الأكثر تهميشا من الساكنة. وبخصوص إصلاح المدونة، قال جلالة الملك انه إصلاح له مكانة خاصة عندي ، لأنه جعل من المغربيات اليوم مواطنات بمعنى الكلمة. وفي ما يتعلق بآفاق الإندماج المغاربي، أشار جلالة الملك الى أن مسلسل البناء المغاربي مازال على الخصوص، رهين النزاع حول الصحراء الذي ما زالت المواجهة فيه مستمرة بيننا وبين جارتنا الجزائر، والذي هو في واقع الأمر من مخلفات الحرب الباردة والمواجهة بين المعسكرين السابقين. وأكد جلالة الملك سنبقى متشبثين باتحاد المغرب العربي ، وقد عبر المغرب على الدوام عن استعداده للحوار في إطار الأممالمتحدة، و لحل سياسي لهذا النزاع من خلال حكم ذاتي نهائي يحترم سيادة المغرب ووحدته الترابية. وآمل أن تنخرط الجزائر في دينامية السلام هذه من أجل إعادة إطلاق البناء المغاربي على أسس سليمة وواضحة.