تظاهر يوم الأحد 20 نونبر 2005، أمام مقر البرلمان المغربي بالرباط، نواب برلمانيون وقيادات في الحركة الإسلامية وبعض الأحزاب السياسية والمنظمات النقابية وجمعيات المجتمع المدني وشخصيات فنية وهيئات طلابية، وعشرات المواطنين المغاربة، احتجاجا على مشاركة وفد من (الكنيست) الصهيوني في الدورة الاستثنائية لمؤتمر الجمعية البرلمانية الأورمتوسطية المنعقدة بمقر البرلمان المغربي. وقال الدكتور لحسن الداودي النائب الثالث لرئيس مجلس النواب، عن فريق حزب العدالة والتنمية إن حضورالوفد الصهيوني قد تم التكتم عليه، ولم نعلم بحضوره إلا أربعة أيام قبل انعقاد الدورة. كما ذكر الداودي أنه باسم فريقه سبق له أن تحفظ منذ اليوم الأول الذي أعلن فيه رئيس مجلس النواب داخل مكتب المجلس؛ خلال الدورة التشريعية السابقة؛ عن إمكانية حضور الوفد الصهيوني للدورة البرلمانية الأورومتوسطية التي ستنعقد بمقر البرلمان المغربي، وهو ما لم يتنكر له أحد داخل المجلس وأقر به رئيس المجلس. وخلال الدورة الحالية، إبان حصة تفسير التصويت على القانون المالي 2006 في الجلسة العامة، وفي جواب رئيس المجلس على تدخل النائب عبد القادر اعمارة، قال بأن المكتب قد صادق على الحضور الصهيوني. وحينئذ تدخل النائب الداودي وذكَّر الرئيس بتحفظه على الحضور الصهيوني، وهو ما أقره الرئيس. وأكد الداودي الذي كان حاضرا إلى جانب أعضاء الفريق في الوقفة الاحتجاجية، أن موقف الفريق ثابت ويشهد عليه أعضاء من مكتب المجلس، وقال: >إن أي محاولة للتلاعب بمواقف الفريق من الحضور الصهيوني، بوصفها أنها متناقضة ستبوء بالفشل، مشددا على الوضوح التام في مواقف العدالة والتنمية المبدئية تجاه القضية الفلسطينية، التي لا تقبل المزايدة عليه فيها من أحد". من جهته، استنكر خالد السفياني منسق مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين، قبول رئيسي مجلسي البرلمان حضور الوفد الصهيوني، وتدنيس البرلمان المغربي ب مجرمين لا تزال أيديهم ملطخة بدماء الشعب الفلسطيني. واعتبر السفياني الدورة المنعقدة في البرلمان المغربي خيانة للشعب الفلسطيني ومقاومته، واستفزازا كبيرا للشعب المغربي، باعتباره (أي قبول حضور الوفد) أخطر أشكال التطبيع مع الصهاينة. وحيى السفياني موقف النواب البرلمانيين المقاطعين لأشغال الدورة، واصفا إياهم بالشرفاء، معتبرا حضور الوفد المذكور دعما مباشرا للصهيونية ولجرائم الاحتلال. في السياق نفسه، أكد الحبيب الشوباني نائب رئيس فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب، رفض الفريق القاطع لكل مظاهر التطبيع مع الكيان الصهيوني تحت أي ذريعة مهما كانت المبررات، معتبرا تدنيس الوفد الصهيوني لمقر البرلمان المغربي إهانة للمؤسسة التشريعية وللأمة المغربية التي تحيي هذه الأيام ذكرى الاستقلال. وأضاف الشوباني أن حضور الصهاينة يتزامن مع استمرار وتصاعد الهجمة التدميرية والتقتيلية في حق الشعب الفلسطيني، وقال إن فريقه بمجلس النواب يدين الحضور الصهيوني وينسجم موقفه مع مواقف الشعب المغربي المناهضة دائما للاحتلال الصهيوني. عبد الرحيم الشيخي، عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح، اعتبر مشاركة حركته في الوقفة الاحتجاجية تعبيرا عمليا عن مواقف الحركة المبدئية من القضية الفلسطينية، وضد الإجرام الصهيوني الممارس على الشعب الفلسطيني، معبرا عن رفض حركته للتطبيع المباشر وغير المباشر مع الكيان الصهيوني، مؤكدا على رفضه لحضور الصهاينة في المؤسسة التشريعية المغربية، وغيرها من المؤسسات الوطنية، لما في ذلك من إهانة للشعب المغربي وخيانة للمقاومة ودماء الشهداء والمقاومين. ودعا الشيخي المسؤولين إلى تحمل مسؤولياتهم الدينية والوطنية إزاء قضايا الأمة، وفي مقدمتها قضيتي فلسطين والعراق.