نظم طلبة جامعة محمد الخامس بالرباط أول أمس مظاهرة احتجاجية على حضور الوفد الصهيوني ببلادنا أحرقوا خلالها العلم الصهيوني بعدما داسوا عليه، كما أحرقوا مجسما أقاموه لأرييل شارون رئيس الوزراء الصهيوني ثم صلوا أخيرا صلاة الغائب على شهداء المقاومة الفلسطينية. وتميزت المظاهرة التي دعا إليها فصيل العدل والإحسان بمشاركة جماهيرية مكثفة أبانت فعلا عن مشاعر الطلبة تجاه الكيان الغاصب ورفضهم مطلق وتنديدهم واضح بسياسته العدوانية ضد الفلسطينيين العزل، وقد أظهرت ذلك الشعارات الجهادية التي رفعها المتظاهرون من مثل: إلى الجحيم يا باراك وارحل عنا يا شارون، وأيضا: بالروح بالدم نفديك يا فلسطين.. ومنددين في الوقت نفسه بالتخاذل العربي والإسلامي معتبرين أن حضور وفد صهيوني بالمغرب والجلوس بجانبهم في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي طعنة حقيقية في ظهر المقاومة الفلسطينية. وقد تميزت المظاهرة بحضور ممثلي عدد من المواقع الجامعية الوطنية بناء على دعوة وجهتها فعاليات وقيادات فصيل العدل والإحسان كما صرح بذلك أحد المسؤولين عن اللجنة التنظيمية للمظاهرة، فضلا عن طلبة المعاهد بالرباط كطلبة معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة وغيرهم، حيث لم تمنع ظروف الامتحانات هؤلاء جميعا من المشاركة الفعالة. وقد وصل التضامن مع الشعب الفلسطيني إلى حد مقاطعة الطلبة كل ما هو أزرق بما فيه الأقلام الجافة الزرقاء لما يحمل ذلك من إيحاء بالتطبيع مع الكيان الصهيوني كما صرح بذلك أحد المتظاهرين أثناء خروجه من قاعة الامتحان. ورغم الحضور المكثف لرجال الأمن الذين طوقوا المظاهرة فقد تجاوز الطلبة المتظاهرون أسوار مدينة العرفان منددين بحلول الصهاينة بأرضنا. ويشار إلى أن طلبة الوحدة والتواصل سبق أن قاموا بمظاهرات مماثلة في عدد من المواقع الجامعية كوجدة ومراكش منددين بالوجود الصهيوني بالمغرب وداعين البرلمانيين المغاربة إلى مقاطعة أشغال مؤتمر اتحاد البرلمان الدولي المنعقد بمراكش من 17 مارس الجاري إلى غاية 23 منه. وفي نفس السياق أصدر فروع الدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان وحركة التوحيد والإصلاح والحركة من أجل الأمة بالرباط، ونادي الفكر الإسلامي بيانا مشتركا أدانت فيه استضافة الوفد الممثل للكنيست اليهودي بأرضنا، كما دعوت إلى رفض أي اعترف أو مصالحة أو تطبيع مع الكيان الصهيوني وعبرت عن دعمها ومباركتها للانتفاضة المباركة. وندد البيان بالمنع الجائر الذي استهدف الجهات الموقعة في التعبير عن تضامنها المطلق مع انتفاضة الأقصى يوم الجمعة 15 مارس 2002. ودعوت الوفود العربية والإسلامية المشاركة في هذا المؤتمر مقاطعة أشغاله. من جهة أخرى أعلنت النقابة الوطنية للتعليم العالي، بفرع وجدة، والنقابة الوطنية لموظفي التعليم العالي التابعة للاتحاد العام للشغالين بالمغرب فرع وجدة ونقابة موظفي جامعة محمد الأول التابعة للكونفدرالية الديمقراطية بوجدة أيضا عن تضامنها المطلق واللامشروط مع الشعب الفلسطيني وحقه المشروع في المقاومة لتحرير أرضه من الاحتلال الصهيوني، كما أعلنت عن شجبها للمواقف العربية التي لا ترقى إلى مستوى معاناة الشعب الفلسطيني وكفاحه المرير. وأصدرت النقابة الوطنية للتعليم العالي بلاغا تضامنيا مع الشعب الفلسطيني أعلنت فيه أن مكتبها الوطني يدعو كل الأساتذة بكافة مؤسسات التعليم العالي للتجنيد الدائم والمستمر لنصرة قضية شعبنا الفلسطيني العادلة بالانخراط في كل الأشكال النضالية المشروعة التي يمكن أن تحددها النقابة بشكل فردي أو في إطار التنسيق مع هيئات المجتمع المدني: ودعا البيان إلى: تنظيم وقفة بمختلف مؤسسات التعليم العالي لمدة ساعة واحدة يوم الخميس 21 مارس ابتداء من الساعة العاشرة صباحا، احتجاجا على حضور الوفد الصهيوني في مؤتمر اتحاد البرلمانات الدولي الذي ينعقد بمراكش. والإسهام في تخليد يوم الأرض (30 مارس) عبر توزيع وحمل شارة التضامن التي سيتم تهييئها من طرف عدد من الهيئات المدنية من ضمنها النقابة الوطنية للتعليم العالي بالمشاركة مع العديد من الجماعات البلدية والقروية عبر مختلف أرجاء الوطن. عبد الرحمان الخالدي