قال مسؤولون في الاستخبارات الأمريكية إن إدارة الرئيس باراك أوباما وجهت تعليمات إلى وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، بالرد على هجوم إلكتروني تتهم روسيا بشنه على الحملة الانتخابية للحزب الديمقراطي. وقال المسؤولون لتلفزيون "إن بي سي"، ليلة الجمعة 14 أكتوبر 2016، إن الأقسام المعنية في "سي آي إيه" ستقدم للبيت الأبيض خيارات هجوم إلكتروني من شأنه أن "يحرج" الكرملين. ولم يذكر المسؤولون حجم الهجوم، إلا أنهم أكدوا أن الرد على روسيا على الصعيد التكنولوجي يمثل أولوية بالنسبة للولايات المتحدة. واتهمت الإدارة الأمريكية، الأسبوع الماضي، رسميًّا روسيا بشن هجوم إلكتروني على الحملة الانتخابية والقواعد الإلكترونية للحزب الديمقراطي، ومحاولة التأثير على الانتخابات الأمريكية. وأعلن الحزب الديمقراطي، في يونيو الماضي، للمرة الأولى أنه تعرض لهجوم إلكتروني، ما أثار جدلًا في البلاد حول ضلوع روسيا في الهجوم، واتهمت المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية الأمريكية، هيلاري كلينتون، أواخر يوليوز الماضي، روسيا بالوقوف وراءه. وكانت وسائل إعلامية أمريكية أفادت، آنذاك، بأن شبكات حاسوب تابعة للحزب الديمقراطي تعرضت لهجمات إلكترونية، وبأن مكتب التحقيقات الفيدرالي يجري تحريات متعلقة بهذا الشأن. ورجح مقر كلينتون الانتخابي ضلوع "قراصنة روس" في تلك الهجمات التي حاولوا خلالها الحصول على معلومات تشوه سمعة الحزب الديموقراطي، حسب زعمه. ونقل مقر كلينتون الانتخابي أن الهجوم الأخير الذي تعرض له الحزب أتاح فرصة للقراصنة لاستعمال برنامج يستخدم لجمع المعطيات وتحليلها. من جهته، أعلن جون برينان، مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "CIA"، أن وكالته تأخذ على محمل الجد إجراء التحقيق المتعلق بحالات الهجمات الإلكترونية على مقر الحزب الديمقراطي، معتبرا إياها تدخلا في عملية التحضير للانتخابات الرئاسية الأمريكية. ومع ذلك رفض "برينان"، حينها، الإجابة عن السؤال حول مَن قد يكون متورطا في الهجمات الإلكترونية المذكورة. غير أن الكرملين رفض هذه الاتهامات الأمريكية، مشيرا إلى أن موسكو لا تتدخل في الشؤون الداخلية الأمريكية، مؤكدا أن هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة. ووصف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في كلمة بمنتدى "روسيا تنادي" الاستثماري، بأنها "جهود لتشتيت انتباه الشعب الأمريكي" .