أعلن رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، جون برينان، أن الولاياتالمتحدة متأكدة من ضلوع جماعة "أنصار بيت المقدس" في كارثة الطائرة الروسية فوق سيناء في الخريف الماضي. وفي كلمة ألقاها في مجلس الشيوخ الأمريكي، الخميس 16 يونيو ، قال برينان" :إننا نعتقد أن هذه المجموعة متورطة في تدمير طائرة الركاب الروسية فوق سيناء"، مشيرا إلى أن لدى هذه المجموعة المتصلة بتنظيم "داعش" إمكانيات لتنفيذ هجمات إرهابية.
وكانت طائرة Airbus A321 التابعة لشركة "كوغاليم أفيا" التي كانت في رحلة من منتجع شرم الشيخ المصري إلى بطرسبورغ، قد تحطمت فوق شبه جزيرة سيناء، في 31 أكتوبر الماضي، وقتل جراء تحطمها 217 راكبا وأفراد الطاقم السبعة ومعظم الضحايا هم مواطنون روس.
وبحسب هيئة الأمن الفدرالية الروسية فإن الكارثة نتجت عن عمل إرهابي.
برينان: التعاون الاستخباراتي مع الروس وثيق حول سوريا
وقال: "نتعاون بشكل وثيق مع الروس في شأن تسوية النزاع، ونحاول إيجاد سبل لمكافحة الإرهاب".
إلى ذلك، فقد أعرب برينان عن "خيبة أمله" من أن "الروس لا يلعبون دورا بناء بما فيه الكفاية في استخدام نفوذهم داخل سوريا من أجل حمل النظام الحاكم وقواته المسلحة على التخفيف من شدة القتال وجلب فائدة أكبر عندما يدور الحديث عن مفاوضات (حول وقف النزاع)".
وذكر برينان أن واشنطن تنطلق من استحالة حسم الأزمة السورية "في ساحة القتال" وضرورة إيجاد حل سياسي دبلوماسي لها.
برينان: الأسد أقوى من العام الفائت
وأعرب مدير الاستخبارات الأمريكية عن قناعة الولايات المحدة بأن موسكو تدخلت في سوريا لمنع انهيار "نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد"، والذي اعتبرته روسيا أمرا لا مفر منه آنذاك. وأوضح برينان أنه "قبل عام كان الأسد في موقف دفاعي بينما كان مقاتلو المعارضة يشنون هجمات تحد من قدرة الجيش السوري، لكنه حاليا (الأسد) في موقف أقوى مما كان عليه في يونيو من العام الماضي نتيجة للدعم الروسي".
"داعش" سيغير أساليبه في الشهور المقبلة
وحول مكافحة "داعش"، قال برينان إن الولاياتالمتحدة وحلفاءها حققوا مكاسب على حساب هذا التنظيم الإرهابي، لكنه يتوقع أن يغير هذا الأخير أساليبه لتعويض الأراضي التي خسرها.
وقال برينان، خلال شهادة أمام لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ: "لتعويض خسائر الأرض، سيعتمد تنظيم الدولة الإسلامية، أكثر على الأرجح، على أساليب حرب العصابات بما في ذلك الهجمات الكبيرة خارج الأراضي التي يسيطر عليها".
برينان: "داعش" يخطط لهجمات انتحارية في مدن وعواصم أوروبا
وحذر برينان بأن "داعش" يخطط لمواصلة هجماته الانتحارية في العواصم والمدن الأوروبية، محاولا الزج بمزيد من عناصره في تلك المدن لهذا الغرض.
وأكد مدير الاستخبارات الأمريكية أن قادة التنظيم في سوريا والعراق بصدد تدريب مزيد من العناصر على شن عمليات انتحارية في قلب أوروبا، ومن ثم إرسالهم إلى هناك بطرق غير شرعية، أو استغلال أزمة تدفق اللاجئين لهذا الغرض.
وشدد برينان على أن "التنظيم يمتلك كثيرا من المتعاطفين والمناصرين له في أوروبا، وهو الأمر الذي يسهل عمله هناك، إذ أنه ينوي الآن بناء منظومة متكاملة، أو شبكات متصلة مع بعضها البعض وبتنسيق عال، لشن عمليات انتحارية في الأماكن التي تتواجد بها، على غرار هجمات باريس وبروكسل الأخيرة".
وذكر برينان أنه "على الرغم من تجفيف العديد من مصادر التنظيم التمويلية، إلا أنه مازال يحصل على ملايين الدولارات شهريا عبر بيعه للنفط في كل من سوريا والعراق، وفرض الضرائب على المناطق التي يسيطر عليها".
خطورة الفرع الليبي ل"داعش"
كما أشار رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية إلى "خطورة التنظيم المتنامية في ليبيا"، معتبرا إياه "الفرع الأكثر تطورا في الفترة الحالية"، محذرا من "انتشار فكر وعناصر التنظيم في القارة الإفريقية والعواقب الوخيمة لذلك".