أكد شهود عيان أن القصف الأمريكي العنيف يستهدف المساجد ومنازل المدنيين في بلدة الحصيبة العراقية ، وتفيد الأنباء الواردة من الحصيبة بنزوح الكثيرين من أهالي الحصيبة عنها، وقد ناشد وجهاء البلدة الأممالمتحدة والجامعة العربية التدخل الفوري لوقف العمليات العسكرية فيها ليتمكنوا من دفن موتاهم. فيما توعد تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين بزعامة أبو مصعب الزرقاوي بإطلاق حملة "ثأر" في غرب العراق بعد انتهاء المهلة التي منحها للقوات الأمريكية والعراقية لوقف حملة "الستار الفولاذي" التي تشنها منذ السبت على الحدود مع سوريا. ويتواصل لليوم الرابع على التوالي الهجوم الأمريكي بالاشتراك مع عدة كتائب من القوات العراقية على منطقة القائم في محافظة الأنبار. وفي المقابل أكد البيان الأمريكي أن المسلحين يستخدمون ما وصفه بمنشآت حساسة للاختباء، وأن جنود المارينز يردون على إطلاق نيران من هذه المباني يذكر أن الجيش الأمريكي أعلن أمس مصرع ستة من جنوده أحدهم خلال العمليات الجارية في القائم، في حين قتل أربعة آخرون في انفجار سيارة مفخخة بجنوب بغداد، وقتل السادس في انفجار عبوة ناسفة قرب تكريت شمال بغداد. وبمقتل الجنود الستة يرتفع إلى 2054 جنديا أمريكيا على الأقل لقوا حتفهم في العراق منذ بدء غزوها في مارس الماضي. وفي مواجهات متفرقة أخرى أعلنت مصادر في الشرطة والجيش العراقي مقتل 11 عراقيا معظمهم من قوات الجيش والشرطة بينهم ثلاثة ضباط وجرح 13 آخرين في هجمات في العراق. وذكر مصدر في الشرطة العراقية أن رئيس وحدة التحقيقات الجنائية في البصرة العقيد محمود قاسم قتل مع أحد مرافقيه وجرح أربعة آخرون عندما انفجرت عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم في منطقة أبو الخصيب جنوبالمدينة. ورغم الخسائر اليومية المتزايدة بصفوف القوات الأمريكية، أخطرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) 92 ألف جندي بأنهم سيتناوبون الخدمة بالعراق على مدى العامين القادمين اعتبارا من منتصف عام 2006. وقال متحدث باسم البنتاجون إن هذا لا يعني أي تخفيض بحجم القوات الأساسي وهو 138 ألفا. ويوجد حاليا بالعراق نحو 160 ألف جندي. وتنوي الولاياتالمتحدة الحصول من الأممالمتحدة على التمديد للقوة المتعددة الجنسيات التي تقودها في العراق لعام آخر بينما يبدو أن أي عضو في مجلس الأمن لا يعارض ذلك. ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن سفير الولاياتالمتحدة في الأممالمتحدة جون بولتون قوله إن بلاده تسعى إلى التمديد للقوة "قبل فترة طويلة من الانتخابات حتى لا يطرح ذلك مشكلة خلال الانتخابات" التشريعية المقررة في 15 ديسمبر المقبل. وتأمل واشنطن أن يشجع هذا الإجراء شركاءها في التحالف على الإبقاء على قواتهم في العراق وتجنب معركة قد تكون قاسية في مجلس الأمن حول تفويض القوة المتعددة الجنسيات العام المقبل بعد تسلم الحكومة العراقية مهامها. وينص القرار 1546 الصادر في الثامن من يونيو 2004 على دراسة مسألة انتشار القوة المتعددة الجنسيات بعد سنة على هذا التاريخ بطلب من الحكومة العراقية.