أثارت العملية العسكرية التي نفذتها الأحد (226/10) مروحيات أمريكية داخل الأرضي السورية، وأدت إلى مقتل ثمانية أشخاص، إلى إثارة غضب دمشق التي ردت على العملية باستدعاء القائمين بالأعمال العراقي والأميركي وسلمتهما احتجاجا شديد اللهجة، مطالبة بغداد بالتحقيق في الحادثة. وكانت أربع طائرات مروحية أمريكية قادمة من داخل أراضي العراق، قد قامت مساء أمس بانتهاك الأجواء السورية في منطقة البوكمال الحدودية مقابل مدينة القائم (حصيبة) واستهدفت مبنى مدنياً ما أدى إلى مقتل ثمانية مواطنين هم المواطن داود محمد العبد الله وأولاده الأربعة والمواطن أحمد خليفة والمواطن علي عباس الحسن، وزوجته وجرح مواطن آخر. وعادت بعدها المروحيات الأمريكية إلى قواعدها داخل الأراضي العراقية. وفي بيان رسمي نقلته وكالة الأنباء الرسمية السورية سانا استنكرت دمشق الهجوم وأدانته، محملّة القوات الأمريكية مسؤولية هذا العدوان وكافة تبعاته . واعترف مصدر أميركي بشن الغارة، مؤكدا أنها استهدفت شبكة تابعة لتنظيم القاعدة، على حد قوله. ولم تصدر عن الحكومة العراقية أية توضيحات بشان العملية، في وقت أشارت فيه مصادر عراقية مطلعة أن العملية تدخل في صلب الاتفاق الأمني المزمع توقيعه بين بغداد وواشنطن، الذي يخول القوات الأميركية الدفاع عن نفسها حتى لو استدعى الأمر عبور الحدود العراقية. وللعراق حدود مع سوريا، تبلغ نحو 650 كيلو متر.