لم يكتف الامريكيون بجرائمهم ضد الشعب العراقي والتي خلفت منذ احتلالهم بلاد الرافدين في 9 ابريل 2003 أكثر من مليون ونصف شهيد، فقد وسعوا اعتداءاتهم الى جيران العراق. ففي واحد من اخطر الاعتداءات الامريكية على سوريا منذ الاحتلال الامريكي للعراق قبل خمس سنوات، وفي توقيت مريب يسبق الانتخابات الرئاسية الامريكية المقررة بعد اسبوع ، نفذ جنود امريكيون تسللوا على متن مروحيات عسكرية، مجزرة في حق عمال بناء سوريين في منطقة البوكمال الحدودية السورية العراقية، اسفرت عن سقوط ثمانية قتلى وعدد من الجرحى يفوق ,14 فيما حملت دمشق القوات الأمريكية مسؤولية هذا العدوان وكافة تبعاته، مطالبة الحكومة العراقية بمنع استخدام الأراضي العراقية للعدوان على سوريا. وغالبا ما يكرر القادة العسكريون الأمريكيون للتغطية على اخفاقاتهم في مواجهة المقاومة العراقية، اتهامهم لدمشق بعدم منع المقاتلين من العبور إلى العراق، بالرغم من إشارتهم إلى أن ما يسمونه وتيرة عمليات التسلل قد خفت كثيرا. وكان ضباط الاحتلال قد تحدثوا الاسبوع الماضي عن خطة لاقامة سواتر ترابية ونقاط تفتيش في المنطقة التي شهدت المجزرة، والتي ادعوا ان الجانب السوري لا يخضعها لرقابة كافية. ونقلت وكالة الأنباء السورية سانا عن مصدر إعلامي سوري رسمي قوله انه في حوالي الساعة الرابعة وخمس وأربعين دقيقة من بعد ظهر يوم الاحد خرقت أربع مروحيات أمريكية الأجواء السورية في منطقة البوكمال بعمق 8 كيلومترات بمزرعة السكرية. يشار إلى أن معبر البوكمال يعتبر أهم مركز حدودي بين سوريا والعراق. وأضاف المصدر قامت المروحيات الأربع بالاعتداء على مبنى مدني قيد الإنشاء، وأطلقت النار على العمال داخل المبنى من بينهم زوجة حارس البناء، ما أدى إلى استشهاد 8 مواطنين وجرح آخر ثم غادرت المروحيات المعتدية باتجاه الأراضي العراقية. من ناحيته، نقل التلفزيون السوري الرسمي عن مصدر إعلامي رسمي انه اثر الإنزال اقتحم جنود أميركيون مبنى مدنيا قيد الإنشاء وأطلقوا النار على العمال داخل المبنى. وقال رئيس بلدية بلدة القائم العراقية المجاورة للبوكمال فرحان المحلاوي لـرويترز إن مروحيات أمريكية هاجمت قرية على الجانب السوري من الحدود، موضحا أن القوات السورية تحاصر المكان. وسجل الملاحظون ان القوات السورية في المنطقة لم تشتبك مع القوات الغازية الامريكية. وأشارت سانا إلى أن نائب وزير الخارجية فيصل المقداد قام باستدعاء القائم بالأعمال في السفارة الأمريكيةبدمشق وأبلغها احتجاج وإدانة سوريا لهذا الاعتداء الخطير، وتحميل الإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عنه، كما جرى استدعاء القائم بالأعمال العراقي إلى وزارة الخارجية للغرض ذاته. وذكرت وزارة الخارجية أن المنطقة التي هاجمتها المروحيات الأمريكية لا تحوي أي مواقع عسكرية أو بؤر أو خلايا تحوي مجموعات مسلحة وأن عدد سكان المنطقة يبلغ 2000 شخص. وأكد الغارة مسؤول عسكري أمريكي من واشنطن، مدعيا أنها استهدفت عناصر في شبكة لوجستية للمقاتلين الأجانب، معتبرا أن ما سماه تراخي سوريا دفع واشنطن أن تقرر أن نتولى الأمر بأنفسنا. وفي أول رد فعل عربي على الجريمة الامريكيةالجديدة قال المتحدث باسم حركة حماس سامي أبو زهري نستنكر هذا العدوان الهمجي ونعتبره صورة من صور العربدة الأمريكية. وطالب كل الأطراف العربية بالوقوف عند مسؤولياتها أمام هذه الغطرسة.