اعلنت دمشق ان ثمانية مدنيين قتلوا اثر انزال جوي نفذته مروحيات اميركية ، مساء يوم الاحد ، في قرية بشمال شرق سوريا ، محاذية للعراق, مشيرة الى انها استدعت القائمين بالاعمال الاميركي والعراقي للاحتجاج على هذا ""الاعتداء الخطير"". وذكرت وكالة الانباء الرسمية السورية «سانا»، ان ""اربع طائرات مروحية اميركية ، قادمة من العراق ، قامت بانتهاك الاجواء السورية في منطقة البوكمال (550 شمال شرق دمشق) مزرعة السكرية, واستهدفت مبنى مدنيا ، مما ادى الى مقتل ثمانية مواطنين"". من جهتها، اعلنت قوات التحالف بقيادة الجيش الاميركي في العراق ، ان ""لا معلومات"" لديها حول الغارة التي شنتها مروحيات على منطقة البو كمال السورية قرب الحدود مع العراق مساء الاحد. وقال مصدر سوري ان ""اربع مروحيات اميركية هاجمت منطقة البوكمال بعمق8 كيلومترات (عن الحدود العراقية) . واضاف ان ""الطائرات الاميركية هاجمت مزرعة السكرية ، واقتحم جنود اميركيون مبنى مدنيا قيد الانشاء (...) واطلقوا النار على العمال داخل المبنى ، مما ادى الى سقوط ثمانية شهداء ، بينهم زوجة حارس المبنى"". واكد ان ""الطائرات الاميركية غادرت بعد هذا العدوان باتجاه الاراضي العراقية"". وتقع البو كمال في مقابل بلدة القائم العراقية, التي كانت ، قبل سقوط النظام السابق ، معبرا لتهريب البضائع , لكنها تحولت بعد الاجتياح لمدة ثلاث سنوات ، منفذا لتسلل المقاتلين الاجانب قبل ان تقضي مجالس الصحوة على تنظيم القاعدة في الانبار. وقد اعلن متحدث عسكري عراقي ، اواخر اغسطس الماضي، ان وتيرة تسلل المقاتلين من سوريا باتت اقل من السابق. ويتهم مسؤولون اميركيون سوريا بعدم بذل جهود كافية للحد من تسلل المقاتلين الاجانب الى العراق. وحسب قناة «الجزيرة» القطرية ، اعترف مصدر عسكري أميركي بشن مروحيات أميركية هجوما على منطقة البوكمال, بمحافظة دير الزور , داخل سوريا , قرب الحدود العراقية. وقال المصدر في تصريح لوكالة أسوشيتد برس إن العملية استهدفت ما سماه شبكة تابعة لتنظيم القاعدة على صلة بعملياتِ نقلٍ لمقاتلين أجانب إلى العراق عبر سوريا. من جانبها رفضت وزارة الدفاع العراقية الحديث في الموضوع، لكن رئيس بلدية بلدة القائم الحدودية العراقية , فرحان المحلاوي , قال لوكالة رويترز إن الطائرات الأميركية ضربت قرية على الجانب السوري من الحدود، مضيفا أن قوات سورية انتشرت حول القرية. يذكر أن وكالات الأنباء نقلت عن شهود عيان من المنطقة قولهم إن الهجوم استهدف منزلا, قُتِل فيه رجل وأبناؤه الأربعة ، وعاملان كانا قرب المنزل، إضافة إلى جرح أشخاص آخرين. وأكد سكان أن أربع مروحيات هاجمت المنطقة، وأن ثمانية جنود نزلوا من اثنتين منها وأطلقوا النار على مجموعة من عمال البناء، ثم أقلعتا وغادرتا مع الأخريين الأجواء السورية. كما أكدت مصادر في مستشفى الباسل الحكومي السوري, في البوكمال, استقباله سبع جثث وأربعة جرحى، مضيفة أن الجميع مصابون بطلقات نارية. وأدان بيان للخارجية السورية الهجوم ، الذي أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص, بينهم أطفال، وحملت دمشق القوات الأميركية المسؤولية عن العملية التي قالت إنها استهدفت مبنى مدنيا، كما طالبت الحكومة العراقية بإجراء تحقيق فوري. وقد اعتبر رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا ، عمار قربي ، هذه العملية "جريمة ضد مواطنين أبرياء واختراقا لسيادة دولة مستقلة" ، داعيا إلى "إدانة دولية واسعة ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة".