أكد موقع الجزيرة نت قبل يومين، أن الأفغان أصيبوا بصدمة لدى رؤيتهم صورا لجنود أمريكيين وهم يحرقون جثتي اثنين من عناصر حركة طالبان الأسبوع الماضي، مما أدى لموجة غضب ودعوات للجهاد ضد ما وصف بالتدنيس الجديد الذي يرتكبه الأمريكيون هناك. واعتبر الملا غلام فاروق المسؤول في أحد المساجد الكبرى في مدينة هرات غرب البلاد أنه يجب عدم السكوت وإلا فسيزداد الأمريكيون وقاحة. كما استدعى هذا العمل تنديدا من الرئيس الأفغاني الموالي للاحتلال حامد قرضاي، إثر بث شبكة (أس بي سي) الأسترالية الأربعاء مشاهد فيديو لجنود أمريكيين يحرقون الجثتين. ويأتي هذا العمل إضافة للائحة ممارسات منسوبة للجيش الأمريكي في أفغانستان. كما توجه اتهامات بانتظام، وأحيانا في تقارير داخلية، للجنود الأميركيين بإجراء اعتقالات اعتباطية وعمليات إعدام بلا محاكمة وبممارسة التعذيب. الجنود الأمريكيون الذين أحرقوا الجثتين، وهم كما قيل عنهم اختصاصيون في العمليات النفسية، قالوا إنهم أقدموا على هذا العمل لأسباب صحية. غير أن الموقع أكد أن هذا الادعاء فنده صحفي أسترالي يرافق الوحدة العسكرية الأمريكية تمكن من تصوير الحادث. وأكد أن الجنود كانوا يسعون للاستفزاز إذ وجهوا الجثتين نحو مكةالمكرمة. ووفقا لما أورده تقرير التلفزيون الأسترالي فإن وحدة للحرب النفسية بالجيش الأمريكي بثت بعد حرق الجثتين رسالة إلى مقاتلي طالبان عبر مكبرات الصوت وجهت لقرية مجاورة يعتقد أنها تؤوي مقاتلين لطالبان، تحدثهم فيها أن يحاولوا استعادة الجثتين وأن يقاتلوا. مواطنون أفغان في مزار الشريف شمال البلاد عبروا عن الاشمئزاز من هذا التدنيس للإسلام ودعوا الحكومة الأمريكية لمعاقبة المذنبين. فيما هدد إمام مسجد في قندهار جنوب البلاد، وهي معقل لحركة طالبان، بالثورة على الأمريكيين. وذكر المصدر أن أحد سكان كابل قال إنه بوجود هذه الحكومة الضعيفة، في وسع الجميع أن يفعلوا ما يشاؤون وهذا ما يجري، مبديا أسفه لخضوع الحكومة الأفغانية للولايات المتحدة التي أطاحت نظام طالبان في نهاية ,2001 وتقدم الدعم العسكري والمالي الرئيس لأفغانستان حيث تنشر نحو 18 ألف جندي. ورأى أحمد فهيم حكيم من اللجنة المستقلة الأفغانية لحقوق الإنسان أن هذه الأعمال تثير الصدمة خصوصا أننا كنا نعتقد أن الأمريكيين سيبذلون جهودا لتحسين صورتهم. وقال إن هذا النوع من التجاوزات يغذي غضب الأفغانيين الذين يرون في الأمريكيين محتلين يضعون أنفسهم فوق القانون. وأشار إلى أنه يتلقي عددا متزايد من الشكاوى من عائلات أفغانية ضد الجيش الأمريكي وقد بلغ عددها حتى الآن 120 شكوى. وقد أجبرت هذه الأحداث الوحشية الرئيس الموالي لواشنطن قرضاي لأن يطلب على الأقل علنا خلال الأشهر الماضية من الجيش الأمريكي التخفيف من شدة استراتيجيته العسكرية. غير أنه تلقى جوابا واحدا هو أن بعض العمليات الحساسة لا تسمح دائما بالتعاون مع القوات الأفغانية.وقد أقرت وزارة الخارجية بأن هذه الاتهامات خطيرة، فيما تتفاقم مشاعر الغضب في أفغانستان رغم عدم تنظيم أي عمل احتجاجي حتى الآن.