افادت الصحف التركية اليوم الخميس ان توترا جديدا يسود العلاقات بين الحزب الحاكم في تركيا المنبثق عن التيار الاسلامي والسلطات الاكاديمية بعد توقيف رئيس جامعة يعتبر من المدافعين الشرسين عن العلمانية بتهمة الفساد. وفي اجتماع استثنائي عقد أمس الاربعاء , شنت سلطات التعليم العالي هجوما عنيفا على الحكومة متهمة اياها بجعل الاستاذ يوجل اسكين رئيس جامعة فان ( شرق ) يدفع " ثمن دفاعه عن العلمانية ". وتم توقيف هذا المسؤول الجامعي في14 اكتوبر الحالي بتهمة التورط في عملية شراء غير شرعية لمعدات طبية بقيمة25 مليون دولار لكلية الطب التابعة للجامعة التي يرأسها. لكن سلطات التعليم العالي التي سبق ان واجهت الحكومة مرات عدة تحدثت عن "مؤامرة فاضحة" واكدت ان اسكين الذي عارض دخول اساتذة اسلاميين مفترضين الى جامعته عاقبته الحكومة بسبب قناعاته العلمانية بعد ضغوط قد تكون مارستها على القضاء. وكان اسكين المعتقل حاليا عارض ارتداء الحجاب في جامعته. ويحظر ارتداء الحجاب في المؤسسات التابعة للدولة والجامعات في تركيا وهي بلد مسلم ذو نظام علماني. ويسعى حزب العدالة والتنمية الذي تولى السلطة منذ2003 الى رفع هذا الحظر والسماح للطالبات اللواتي تم طردهن من الجامعات لانهن رفضن نزع حجابهن , بالعودة اليها. لكن الحكومة تواجه معارضة سلطات التعليم العالي والاوساط المؤيدة للعلمانية. واتهم وزير العدل التركي عمداء الجامعات بمحاولة "تسييس" قضية قانونية فيما وجه رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان تحذيرا غير مباشر الى العمداء. وقال "على الجميع ان يعرف ما هو منصبه وما هو عمله".