أعلنت الجامعة الوطنية لموظفي التعليم استعدادها الكامل للانخراط في مسار إصلاح المنظومة التربوية بعد اشراك النقابات التعليمية في عملية تنزيل الاصلاح وحالما تتوفر جديته ومصداقيته في إطار اي رؤية استراتيجية تتفاعل مع القانون الإطار الذي عكفت رئاسة الحكومة على إعداده لضمان التنفيذ والأجرأة بدل الارتهان لمنطق التوصيات والأماني التي توفرت في مشاريع الإصلاح سابقا والتي لم يكتب لها تحقيق أهدافها على أرض الواقع. وأدانت النقابة في بيان جامعتها الصيفية المنعقدة بالعرائش على ندى اربعة ايام ابتداء من 21 غشت 2016 (أدانت) للعشوائية والارتجال الذي تميزت به خطوات الوزارة وهي تسارع الزمن لفرض إجراءات اصلاحية بنفس استعجالي قد يعيد مآسي وإخفاقات "البرنامج الاستعجالي" بشكل منفرد بعيدا عن منطق التشاور والتشارك (التدابير ذات الأولوية، المنهاج المنقح، مراجعة برامج التربية الإسلامية). كما دعت إلى التحلي بالروح الوطنية وفضائل المقاربة التشاركية في تفعيل خطة الإصلاح بالنظر للآمال المعلقة عليها في تحقيق التنمية المرجوة. وعلى مستوى الملف المطلبي طالب البيان وزارة التربية الوطنية بالمعالجة الفورية لملفات عمرت على طاولة الحوار في مقدمتها ملف ضحايا النظامين، المكلفون خارج اطارهم، الترقية بالشهادات، المساعدون الاداريون والتقنيون ……الخ. ونبه إلى ضرورة التسريع بإخراج قانون النقابات بما يضمن تأهيل المشهد النقابي وتكريس النزاهة والديمقراطية والشفافية داخل المنظمات النقابية بم يقطع مع البلقنة ومقاربة التفييء التي تضعف العمل النقابي وتبخس أدواره الرائدة في الوساطة وتكريس الحقوق،كما دعا المصدر إلى إخراج قانون تنظيم حق الإضراب بما يضمن الحق الدستوري في ممارسته في إطار الاحترام التام للحريات النقابية وبإشراك حقيقي للمنظمات النقابية. وجددت النقابة التابعة للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب دعوتها إلى مأسسة الحوار القطاعي وإضفاء المعنى على محطاته من خلال منهجية واضحة بمؤشرات واضحة تضمن إمكانية التقييم من طرف الوزارة ومن طرف النقابات التعليمية.ودعت في ذات السياق إلى الإفراج عن النظام الأساسي ووقف مسلسل التسويف والتمطيط الذي تبنته الوزارة بطريقة غير مسؤولة وغير مفهومة بخصوص ملف مفصلي لدى عموم الشغيلة التعليمية مع التنبيه إلى ضرورة إخراج نظام أساسي عادل ومنصف يضع حدا لمعاناة فئات متعددة دشنت نضالات مشروعة آمنت الجامعة الوطنية لموظفي التعليم بها وساندتها بكل وعي ومسؤولية. البيان شدد ايضا على ضرورة تكريس حكامة القطاع وتحديد المسؤوليات المتعلقة بالاختلالات المالية والتدبيرية سواء تلك المتعلقة بالبرنامج الاستعجالي والفضائح التي تسربت بخصوصه أو ما يتعلق بباقي الاختلالات مركزيا ومجاليا. كما دعا إلى تفعيل منهجية تشاركية وفعالة لتدبير الدخول المدرسي بما يضمن استقرار الأسرة التعليمة وخدمة الناشئة المغربية. وعلى مستوى الملف التنظيمي دعت الجامعة عموم المناضلين إلى الاستعداد لاستكمال صرح الديمقراطية الداخلية بعقد المؤتمرات الجهوية والإقليمية والمحلية لتجديد الهياكل كما تنص على ذلك قوانين الجامعة وأنظمتها الداخلية مع التعبئة لإنجاح الدخول المدرسي للموسم (2016-2017) بما يضمن خدمة الشغيلة التعليمية ورفع الحيف عنها. يذكر ان محطة الجامعة الصيفية ،والتي تم خلالها تكريم الكاتب العام السابق للجامعة عبدالاله الحلوطي ،كانت مناسبة للنقاش العميق والجدي من طرف المناضلين والمناضلات من أعضاء المكتب الوطني والكتاب الجهويين في استحضار تام لخصوصيات السياق الدولي والإقليمي والوطني وبتركيز مستوعب لأولويات المرحلة الفاصلة التي تعيشها بلادنا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا حيث الجامعة الصيفية شكلت فرصة للتداول في اختيارات الجامعة وأسئلة المرحلة وافاقها وهي تدشن مرحلة جديدة أفرزها المؤتمر الوطني الخامس الذي ضخ دماء جديدة لدى القيادة وعموم المناضلين خاصة وأن منظومة التربية والتكوين تقف على أعتاب مرحلة إصلاحية جديدة تتطلب تعبئة مجتمعية شاملة وإرادة حقيقية تستجيب للانتظارات الكبيرة المعلقة على رؤية الإصلاح لوضع حد للنزيف الذي كلف بلادنا كثيرا.