يتواصل إضراب جزاري جماعة أيت الرخا بإقليم تيزنيت منذ يوم الاثنين 30 أكتوبر الجاري، دون بوادر لحل مشاكلهم، رغم الأزمة الحادة التي خلفها الإضراب بانعدام اللحوم الحمراء بتراب الجماعة طيلة هذه الأيام. ويأتي إضراب جزاري أيت الرخا على خلفية عدم الاستجابة لمطالبهم المتكررة والموجهة لرئاسة المجلس الجماعي للرفع من مستوى خدمات الجماعة بالمجازر الجماعية، التي يؤدي فيها الجزارون رسوما وضرائب لا أثر لها في واقع البنية التحتية، ولا في الخدمات التي تقدم لهم فيها، فالمجازر تقول بعض المصادر ليست إلا بقعة أرضية على قمة مرتفع تحيط بها أربعة جدران، وتتوسطها مشاجب حديدية صدئة، دون سقف يحميها من الشمس والمطر والرياح، ودون كهرباء، وبالتالي دون غرف للتبريد، والماء الذي لا يمكن للمرء أن يتصور مجازر بدونه، فمكتوب على جزاري أيت الرخا أن يأتوا به على ظهورهم مع مواشيهم أو على عرباتهم اليدوية (البرويطة) التي يرجعون بها محملة باللحوم بعد الذبح لمسافة كيلو متر ونصف الكيلومتر التي تبعد بها المجازر عن دكاكينهم وفي مسالك وعرة كلها صخور وحفر، كثيرا ما تعرض حمولة العربات للاختلاط بالتراب، كما يلتجئ الكثير من الجزارين الذين لا يملكون عربات إلى نقل اللحم على ظهورهم لكل تلك المسافة. أما محيط المجازر فيعد مرتعا لكل أصناف الجراثيم والميكروبات ومبعث الروائح الكريهة، خاصة مع تباعد فترات معالجة نفايات الأحشاء التي ترمى بجانبه. ونظرا لهذه الوضعية المتردية للمجازر الجماعية بأيت الرخا، دخل الجزارون في إضرابهم المفتوح على أمل أن يتعرف المسؤولون عن أهمية قطاعهم في تنمية الجماعة، ودوره الاجتماعي لدى السكان الذين التجأوا مدة الإضراب إلى استهلاك لحوم الدواجن. وقد أفاد أحد المضربين بأن الجماعة تستخلص من الجزارين رسوما مهمة مثل 04 درهم عن كل رأس بقر، و6 دراهم عن رأس ماعز، و7 دراهم عن رأس غنم، بالإضافة إلى ضريبة الذبح التي يؤدي فيها الجزار 90 سنتيما عن كل كيلوغرام لحم بعد الذبح، وهذا يضيف المصدر نفسه يشكل مصدرا مهما من مصادر الدخل للجماعة. ويذكر أن اجتماعا انعقد بمقر الجماعة يوم الأحد 9أكتوبر الجاري، برئاسة باشا بلدية لخصاص رئيس دائرة أيت الرخاء، وبحضور رئيس الجماعة والجزارين المضربين، لمدارسة مطالب المضربين والبحث عن حلول لها، مع محاولة إقناع الجزارين بتعليق الإضراب، إلا أن الاجتماع، وحسب الجزارين، لم يسفر عن أية نتيجة، وخرج منه الجزارون متشبثين بإضرابهم على اعتبار أن الوعود التي سمعوها من رئيس الدائرة ورئيس الجماعة سبق لهم أن وعدوا بها غير ما مرة. والجزارون المضربون يطمعون في التفاتة عملية من عمالة الإقليم لحث رئاسة المجلس الجماعي على النهوض الحقيقي بقطاع المجازر بجماعة أيت الرخا، والالتزام بمعالجة ما يشكو منه الجزارون من مشاكل.