كشفت مصادر فلسطينية مطلعة أن الأطباء الفرنسيين المشرفين على علاج الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات بمستشفى بيرسي العسكري بباريس أبلغوا مساء السبت 2004-11-6 كلا من السيدة سهى عرفات زوجة الزعيم الفلسطيني وعدد من كبار مرافقيه أنه أصبح في حكم المؤكد بالنسبة لهم أن الرئيس عرفات قد مات بالفعل، تاركين توقيت الإعلان عن خبر الوفاة لتقدير السلطة الفلسطينية وحركة فتح. وأضافت المصادر في تصريحات خاصة لإسلام أون لاين.نت الأحد 2004-11-7 أن الأطباء أخبروا أيضا قادة السلطة الوطنية الفلسطينية أن أجهزة التنفس الصناعي التي لا يزال عرفات موصولا بها لم يعد لها قيمة لأنه توفي بالفعل. ووفقا للمصادر نفسها الواسعة الاطلاع، فإن قادة السلطة وحركة فتح طلبوا من السلطات الفرنسية عدم إعلان هذه الخبر وإمهالهم 36 ساعة قبل ذلك الإعلان للقيام بعدة ترتيبات تخص الأوضاع الداخلية في المدن الفلسطينية المحتلة (رام اللهوغزة). وأرجعت المصادر طلب السلطة الفلسطينية تأجيل الإعلان عن وفاة عرفات إلى سعي ثلاثة أجنحة داخل منظمة فتح لحسم الصراع على خلافته كل بطريقتها.كما أشارت إلى أن قرينة الرئيس الفلسطيني فوضت اللجنة المركزية لفتح بتقرير الوقت المناسب الذي ستطلب فيه من المستشفى الفرنسي نزع أجهزة الحياة عن عرفات والإعلان رسميا عن خبر الوفاة. واستغربت المصادر ذاتها التصريح الذي أدلى به صباح الأحد نبيل أبو ردينة، المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني وتحدث فيه عن إفاقة عرفات من غيبوبته، خاصة أنه أحد الأشخاص الذين طلبوا مهلة ال36 ساعة من الفرنسيين. وكان أبو ردينة قد صرح للصحفيين المتجمعين أمام مستشفى بيرسي في ضاحية كلامار في ساعة مبكرة من صباح الأحد بأن عرفات في حالة مستقرة.. إنه نائم الآن.. نأمل أن نتمكن خلال الأيام القليلة المقبلة من معرفة ما يعاني منه على وجه الدقة. ونفت المصادر نفسها المعلومات التي ترددت بشأن إرسال عينات من دم الرئيس الفلسطيني لفحصها في عدد من البلدان الأوروبية أو الولاياتالمتحدة.وقالت إن هذه التصريحات تهدف إلى إتاحة الفرصة لأجنحة فتح لحسم صراعها على السلطة. من جهة أخرى، كشفت المصادر نفسها أن الحكومة الفلسطينية اعتقلت عددا من الذين كانوا يعدون الطعام للرئيس الفلسطيني، والذين كانوا يتولون عملية تقديمه له. وأضافت أن تحقيقات موسعة تجرى في سرية تامة للكشف عن المتورطين في دس السم لعرفات، خاص أن القيادات الفلسطينية باتت متأكدة بنسبة مائة في المائة من أن الرئيس الفلسطيني تم قتله بواسطة نوع محدد من السم. ولم يستطع الأطباء الفرنسيون حتى الآن تحديد سبب تدهور صحة الزعيم الفلسطيني البالغ من العمر 75 عاما بشكل مفاجئ في الأسبوع الماضي على الرغم من استبعادهم أن يكون ذلك بسبب إصابته بسرطان الدم (اللوكيميا). ونوهت تلك المصادر إلى أن التكتم من قبل القيادة الفلسطينية على هذه المعلومات يرجع إلى سعيهم نحو عدم تفجير الوضع الداخلي قبل إحداث نوع من الشرعية لمن يخلف عرفات. وشددت المصادر على أن موضوع تسميم الرئيس الفلسطيني بات أداة أساسية ضمن أدوات حسم الصراع بين الأجنحة الفتحاوية المتصارعة، حيث من المعروف أن عرفات لم يدخل في أطقم خدمته سوى كوادر فتحاوية طوال فترة حصاره بالمقاطعة ومن جهة أخرى قالت البي بي سي إن معركة دفن الزعيم ياسر عرفات قد بدأت قبل وفاته. إذ صرح شاؤول موفاز وزير الدفاع الإسرائيلي لمجلس الوزراء بأن التصريح الفلسطيني بأن ياسر عرفات أبدى رغبته من سرير مرضه بباريس بأن يدفن بالقدس، مرفوض شكلا وموضوعا. وقال موفاز إن دفن عرفات ممكن بغزة التي انتهت قوات الأمن من تأمينها تحسبا لأي أعمال عنف بالجنازة التي من المتوقع أن يحضرها عشرات الآلاف. وقال إن الخطة الإسرائيلية الموضوعة للجنازة تتضمن توفير حافلات خاصة لنقل الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى غزة لحضور الجنازة في طرق مؤمنة. وتتضمن الخطة كذلك نقل القادة العرب الذين لا تعترف بلادهم بإسرائيل إلى غزة لحضور الجنازة. إسلام أون لاين/ بي بي سي