تعينت إماما وخطيبا، وأريد أن أعرف آداب خطبة الجمعة، مما يسن للخطيب التمسك بها ؟وجزاكم الله خيرا للجمعة أحكام وآداب وردت في السنة المطهرة يسن على الخطيب التمسك بها من غير نظر واعتبار لما زاده الفقهاء من شروط وقيود لا تستند إلى دليل ولا تعتمد على برهان: أولا : إذا رقي المنبر سلم على الناس فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صعد المنبر سلم (رواه ابن ماجة). ثانيا: القيام روى الجماعة عن ابن عمر قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب قائما ثم يجلس ثم يقوم، وروى ابن ماجة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خطب في الحرب خطب على قوس، وإذا خطب في الجمعة خطب على عصا. ثالثا: أن تفتتح الخطبة بالحمد والتشهد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يفتتح الخطبة بذلك، قال ابن مسعود كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا تشهد قال: الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد أن لا إله إلا الله واشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله بالحق بشيرا ونذيرا بين يدي الساعة من يطع الله تعالى ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فإنه لا يضر إلا نفسه ولا يضر الله تعالى شيئا. رابعا: تقصير الخطبة لكيلا يمل الناس ويسأموا من سماعها، خاصة وإن وقت الخطبة يكون قريبا من وقت الغذاء، فإذا طالت الخطبة حتى مل الناس وجاعوا لحلول وقت الأكل فلا تأثير للذكر ولا نفع للموعظة مع الجوع والملل، روى أحمد ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه - أي علامة على أنه ذو علم ومعرفة بالسنة - فأطيلوا الصلاة واقصروا الخطبة. خامسا: أن يهتم الخطيب بالخطبة ويتواجد معها ليكون ذلك أوقع في النفوس وأقرب للتأثير في السامعين، لا كما هو حال خطبائنا اليوم من إلقاء الخطبة بالأنغام والموازين والسجع السيء الذي هو إلى جلب النوم أقرب منه إلى الوعظ والتذكير. روى مسلم عن جابر قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم، ويقول أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة. ثم على السامعين الإنصات إلى الخطبة ليفهموها فهما صحيحا ويعوا ما فيها من مواعظ وتذكير.. ندخل المسجد أحيانا وقد اكتمل الصف أو الصفان خلف الإمام فمن أين نبدأ بناء الصف الجديد هل من الوسط أم اليمين؟ إن هذه المسألة لم يثبت في شأنها حديث صحيح إلا أن مواقف المأموم مع الإمام كما رتبها النبي صلى الله عليه وسلم تقضي أن المأموم إذا كان واحدا وقف عن يمين الإمام، وإذا كانوا أكثر من واحد وقفوا خلفه، فلو فرضنا أن إمام المسجد لم يكن معه إلا بضعة أفراد فالسنة أن يقفوا خلفه، ولا يبدؤوا الصف من جهة يمين المسجد، وما انطبق على الصف الأول ينطبق على غيره من الصفوف لعدم الفارق بينهما.