رحبت الجالية المسلمة في إيطاليا بموافقة بلدية مدينة جنوة (شمال) على إنشاء مسجد جديد بالمدينة، رغم احتجاجات أنصار اليمين في جنوة التي توصف بأنها معقل لليمين المتشدد في إيطاليا. وحسب موقع إسلام أون لاين الذي أورد الخبر أمس، فقد اعتبر حمزة روبرتو بيكاردو الأمين العام لاتحاد الجمعيات والمنظمات الإسلامية في إيطاليا أن هذه الخطوة جاءت ثمرة الصبر والثبات إزاء اليمين الإيطالي المتشدد، وخاصة من قبل حزب رابطة الشمال المشارك في الائتلاف الحاكم الذي عارض إنشاء المسجد. وقال بيكاردو في تصريحات نقلتها وكالة آكاي الإيطالية للأنباء في موقعها على الإنترنت: إن هذا المسجد -الذي تمت الموافقة على إنشائه يوم 24/9/2005 سيكون ملتقى للحوار والتواصل بين المسلمين والأديان والثقافات في المدينة. وأضاف أنه يعطي من جهة أخرى دليلا على إمكانية نجاح التحاور مع مؤسسات الدولة في الحصول على حقوق الأقلية المسلمة. ومن جانبه أعرب أحمد زرغر رئيس الجمعية الإسلامية لإقليم ليجوريا بشمال إيطاليا عن سعادته لموافقة بلدية جنوة على إنشاء مسجد على أرض مصنع مهجور بالمدينة. ووصف زرغر موقف بلدية جنوة بالحضاري، وقال في تصريحات نقلتها آكاي: إن المسجد سيجعل مسلمي جنوة يشعرون بأنهم على قدم المساواة مع بقية المواطنين الإيطاليين، وأن الجميع سواسية أمام القانون. كما اعتبر أن هذا الموقف سيساهم أيضا في إيجاد حوار حقيقي بين مختلف الأقليات الدينية في المدينة. وفي المقابل نظم حزب رابطة الشمال اليميني مسيرة احتجاج في جنوة على قرار موافقة البلدية على إنشاء المسجد. ويعد هذا الحزب من أشد مناهضي الوجود الإسلامي في إيطاليا ويطالب بمنع المسلمين من دخول البلاد، وإغلاق جميع المراكز الإسلامية والمساجد في كل أنحاء المدن الإيطالية. ويصل عدد المساجد في إيطاليا -حسب إحصائيات رسمية صدرت أخيرا- إلى 611 مسجدا. وتشرف جمعية (اتحاد الجاليات الإسلامية في إيطاليا) على 160 منها، فيما يقدر عدد مسلمي إيطاليا بنحو 5‚1 مليون نسمة من إجمالي 85 مليون نسمة هم عدد سكانها. وجاء افتتاح المركز الإسلامي في روما عام 1973 بمثابة خطوة رمزية هامة على صعيد تعزيز مسيرة الانفتاح المتبادل بين الحياة العامة الإيطالية والإسلام. وعقب تفجيرات 7 يوليوز 2005 في لندن شنّت بعض الصحف الإيطالية وعلى رأسها إل الكورييري دلا سيرا حملة واسعة للمطالبة بفرض المزيد من الرقابة على المساجد، وتحديد مصادر تمويلها، والاطلاع على محتوى الخطب التي تلقى فيها. كما تبنى وزير الداخلية الإيطالي جوسيبي بيزانو في يوليو 2005 قانونًا جديدًا لمكافحة الإرهاب يسهل طرد الأجانب الذين ينظر إليهم على أنهم يمثلون خطرًا على الأمن الوطني، أو الذين يؤيدون الجماعات الإرهابية. وقامت وزارة الداخلية الإيطالية قبل أسبوعين بطرد المغربي بوريقي بوشتة إمام مسجد تورينو في إطار إجراءات مكافحة الإرهاب التي صادقت عليها الحكومة في نهاية شهر غشت 2005.