استعدادا لفعاليات المهرجان الثامن للمديح والسماع الذي تنظمه الجماعة الحضرية لفاس أيام 29 و30 شتنبر وفاتح أكتوبر,2005 نظمت إدارة المهرجان أمس الأحد بمقر النقابة الوطنية للصحافة المغربية ندوة صحافية، وفي هذا الإطار أفصح عبدالمجيد الكوهن مدير هذه الدورة أن المهرجان الذي انطلق تنظيمه منذ 1996 هو مناسبة للرقي بفن السماع والمديح نظرا لإقبال العديد من المواطنين عليه خاصة الشباب، مفيدا أن أنشطة موازية علمية وتقافية وفكرية وتجارية ستنظم على هامش المهرجان وفي سؤال ل>التجديد< حول ميزانية المهرجان خاصة وأن حضور مختلف الحفلات بالمجان، أكد مدير المهرجان أن الميزانية المرصودة تقدر ب30 مليون سنتيم، يخصص ثلثها للفرق المشاركة وثلث للإقامة والباقي للملصقات وغيرها. وبخصوص إمكانية ضم مسابقات في تجويد القرآن على غرار السماع والمديح، قال المتحدث نفسه أن الفكرة مهمة ووارد ترجمتها في المستقبل القريب. من جهته قال الحسن ساعو رئيس لجنة الإعلام بالمهرجان أن ظروف استقبال الإعلاميين سواء المبعوثون أو مراسلو الصحف الوطنية مواتية مع توفير كل وسائل الاتصال والخدمات الموازية رشيد بناني المدير التنفيذي للمهرجان ذكر بالبرنامج العام للمهرجان وبصيرورته التاريخية، وأكد استقطاب أهم الفرق المغربية في مجال السماع والمديح من مختلف مناطق ومدن المغرب. فيما ذكر رشيد ياسين عضو مقاطعة فاسالمدينة أن المهرجان في السابق لم يكن متزامنا مع موسم مولاي ادريس زرهون، فقرر مجلس المقاطعة تقديم تاريخه ليتزامن مع موسم مدينة فاس، كما تحدث عن تنظيم ندوات ومحاضرات مع المشاركين. وقد أجمعت تدخلات المنظمين على تميز هذه الدورة وغنى فقراتها، وأنه منذ انطلاق المهرجان وهاجس تدويله (تحويله إلى مهرجان دولي) مطروح إلا أن الظروف وقلة الإمكانات تحول دون ذلك. وفي إطار البرنامج الفني لهذه السنة، ينظم المهرجان أربع مباريات للمحافظة على تراث السماع مفتوحة في وجه الفنانين والحفظة؛ وتضم هذه المباريات مباراة الأطفال المنشدين ومباراة الإنشاد النادرة وهي مباراة للحفاظ على تراث السماع والإنشادات التي يحفظهاالمتسابقون أو أقل تداولا ومباراة الموال المغربي وهي مباراة مفتوحة في وجه جميع الفئات العمرية، وتروم اكتشاف مدى تمكن المترشحين من المواويل الغنائية على الطريقة المغربية القديمة. ولتشجيع حفظ المتون الشعرية والغنائية الطويلة خصص المهرجان هذه السنة المباراة الرابعة لقصيدة البردة وستخصص لكل صنف من هذه المباريات جائزتان تقديريتان. كما خصص المهرجان مسابقة وطنية لاختيار أجود الوثائق والمخطوطات التي تساعد على معرفة تاريخ هذا الفن وأهم مراكزه وأعلامه والأشعار والألحان والطبوع المستعملة فيه، وفي هذا الإطارتم رصد ثلاث جوائز لهذه المسابقة وشهادات تقديرية . وفيما يخص البرنامج العلمي، ستنظم ندوة في موضوع السماع والمديح: علم وفن وتربية، تنتظمها ثلاثة محاور، الأول يبحث في فن المديح باعتباره جزءا من عمل الزوايا الدينية والصوفية، وباعتباره عملا مؤسسا على الأصول الشرعية وعلى الفلسفة الإسلامية وعلى التراث الفكري الصوفي، ولكون الأقطار المالكية ومنها المغرب ظل منذ سنوات متشبعا بالأصول السنية المبنية على الحوارالفقهي، ويتوزع المحور الثاني إلى فرعين أساسيين هما الشعر والغناء(تاريخ السماع، الخصائص الفنية ،التفاعل الموسيقي..) ، فيما خصص المحور الثالث للتربية من خلال مواضيع التربية الداخلية للفرد والتربية الاجتماعية والزوايا والتعليم والزوايا وعمل الإحسان. وقد تم اقتراح مجموعة من الأسماء للمساهمة في هذه الندوة منها: الأساتذة: عباس الجراري ومحمد الكتاني ومحمد السوسي الموسوي وعبد المالك الشامي وعبد الله الوزاني الشاهدي وإدريس الفاسي وسينظم على هامش المهرجان معرض ثقافي بالمركب الثقافي البلدي يضم معرضا فوتوغرافيا لأهم مراكز المديح والسماع بفاس ومعرضا للكتب والدراسات التي أنجزت حول فن المديح والسماع ومعرضا للصناعة التقليدية بساحة بوجلود .