دافع الرئيس الإندونيسي سوسيلو بامبنغ يوديونو عن التقارب مع الكيان الصهيوني، وقال إن اجتماع وزير خارجيته مع نظيره الإسرائيلي ،على هامش قمة الأممالمتحدة، جاء بناء على رغبة من الجانب الفلسطيني، موضحا أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس طلب منه القيام بدور في المباحثات مع الجانب الإسرائيلي. ونقلت الصحف الإندونيسية عن يوديونو أن هذا التحرك يهدف إلى دعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة ولا يعني بالضرورة فتح علاقات مع إسرائيل، مشددا على أن قيام دولة فلسطينية مستقلة محط اهتمام الأمتين العربية والإسلامية.وقال رئيس تحرير صحيفة ريببليكا اليومية إخوان الكرام -الذي كان ضمن الوفد المرافق للرئيس- إن لقاء الوزيرين لم يتطرق إلى فتح علاقات إندونيسية إسرائيلية، مشيرا إلى أنه كان منصبا على الوضع الداخلي للفلسطينيين بعد الانسحاب الإسرائيلي من غزة.وأضاف إخوان الكرام أن الحكومة الإندونيسية غير مهتمة الآن بإقامة علاقات مع إسرائيل، خصوصا مع الرفض الشعبي لذلك ووجود تعهدات من الرئيس للأحزاب ذات التوجه الإسلامي في الحكومة بعدم إقامة مثل هذه العلاقات.في المقابل امتنع السفير الفلسطيني في جاكرتا ربحي عوض عن تقديم أي توضيح حول اللقاء. من جانبه قال المحلل السياسي في صحيفة جاكرتا بوست كورنيلس بوربا إنه لا يمكن لإندونيسيا أن تدعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة دون أن تكون هناك اتصالات مع الجانب الإسرائيلي، مضيفا أنه إذا أرادت الحكومة أن يكون لها دور فاعل في الشرق الأوسط فلا بد لها أن تحوز على ثقة جميع الأطراف.وأوضحت المصادر الصحفية أن الاجتماع بحث أيضا السماح للأجهزة الأمنية الفلسطينية بتأمين الحماية للرئيس الإندونيسي لدى زيارته مناطق السلطة الفلسطينية والتي كانت مقررة بعد عودة يوديونو من الجمعية العامة الأممية الأسبوع الماضي، ولكنها أجّلت بسبب الأوضاع الراهنة في إندونيسيا. من جانبه قال الأمين العام لحزب العدالة والرفاه أنيس متى إنه نظرا للأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد فإن هناك اتفاقيات اقتصادية ستوقعها الحكومة الإندونيسية مع الحكومة الأميركية، وقد استغلتها الأخيرة للضغط على جاكرتا لإنجاح عقد اللقاء.وأضاف متى أن هناك تطمينات من الحكومة للحزب وللشعب الإندونيسي بأن هذا اللقاء لن يكون له امتداد في المستقبل، معربا عن اعتقاده بأنه كان لقاء عابرا. وكان وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم قد قال في خطابه أمام الجمعية الأممية إن من يريد مساعدة الشعب الفلسطيني وتحقيق السلام والازدهار له أن يدرك بأن بناء العلاقات والتعاون مع إسرائيل يعتبر عنصرا حاسما في العملية، داعيا الدول العربية والإسلامية إلى إعلان علاقاتها مع إسرائيل والتوقف عما أسماها لعبة الاستغماء.