كشف إحصاء قامت به وزارة العمل والشؤون الاجتماعية الإسبانية أن المهاجرين المغاربة في إسبانيا يشكلون الرتبة الثانية بين عدد المهاجرين المشاركين في مصالح الضمان الاجتماعي، مباشرة بعد المهاجرين المنحدرين من الإكدوادور. وأشار الإحصاء الذي أنجزته الوزارة أخيرا ونشرت نتائجه الصحف الإسبانية صباح أمس الثلاثاء، أن عدد العمال المهاجرين المسجلين في مصالح الضمان الاجتماعي لشهر يوليوز الماضي بلغ مليون و 590٫187 ألفا، بزيادة نحو مائة ألف مسجل عن شهر يونيو الذي سبقه، وذلك بسبب مسلسل التسوية الذي شمل عددا من المهاجرين غير الحاصلين على أوراق الإقامة في الفترة القليلة الماضي، إثر وصول الاشتراكيين إلى الحكم، وسجل الإحصاء أن المغاربة يحتلون الصف الثاني بعد الإكوادوريين، حيث يبلغ عدد المسجلين منهم 226 ألفا و,287 مقابل الإكوادوريين البالغ عددهم 253ألفا و,197 ويأتي بعد المغاربة الرومانيون ثم الكولومبيون ثم البيروفيون والأرجنتينيون والصينيون على التوالي. وأفاد الإحصاء أن العدد الأكبر لهؤلاء المهاجرين يتمركز في إقليمكاطالونيا، يليها إقليممدريد ثم فالنسيا ثم إقليم أندلسيا. وفي تعليقه على هذه الأرقام، قال مصطفى المرابط، رئيس جمعية أتيميللمهاجرين المغاربة في إسبانيا، أن تلك المعطياتتؤكد بأن الاقتصاد الإسباني وجد في الهجرة أساسا من أسسه التي يعتمد عليها الآن في الوقت الحالي، لأنه يعتمد في العديد من جوانبه على اليد العاملة الأجنبية، وهناك اعتراف بذلك في إسبانيا، وقال المرابط في تصريح لجريدةالتجديدأمس لدى وصوله إلى تطوان قادما من إسبانيا إن الأرقام التي يتضمنها الإحصاء الذي أنجزته وزارة العمل والشؤون الاجتماعية الإسبانية تستحق وقفة تأمل، مشيرا إلى أن المغاربة الذين كانوا في الماضي يعتبرون الجالية الأولى في إسبانيا أصبحوا اليوم يواجهون منافسة قوية من لدن مهاجري قارة أمريكا اللاتينية، حيث إنهم اليوم يحتلون الرتبة الثانية بعد الإكوادوريين، وقد تتسع هذه الفجوة لغير صالح المغاربة ليصبحوا في الدرجة الثالثة أو الرابعة. وأضاف مصطفى المرابط إن تراجع أعداد المغاربة مقابل المهاجرين اللتينيين نتج عن السياسة التي نهجها رئيس الحكومة السابقة خوسي ماريا أذنار الذي أراد خلق توازن مع المغاربة بالمراهنة على المهاجرين القادمين من أمريكا اللاتينية الذين يندمجون بشكل أسهل في المجتمع الإسباني، بسبب القواسم المشتركة بينهم وبين الإسبان، مثل اللغة والديانة والتاريخ، بينما يجد المغاربة صعوبات في الاندماج بسبب عدم وجود تلك القواسم، وخاصة اللغة، وكذا تداعيات تفجيرات 11 مارس 2004 في مدريد التي لا تزال تلاحق المغاربة.ونحا المرابط باللوم على الحكومة المغربية معتبرا أنها تصدر إلى إسبانيا السواعد العاملة وليس العقول والخبرات، مما ينعكس سلبا على صورة المغرب السياسية والثقافية في إسبانيا، وطالب الحكومة بالتدخل في إطار علاقاتها القوية حاليا مع الحكومة الإسبانية لإيجاد حل لمشكل الهجرة عبر إعادة تأهيل المهاجرين، لأن غالبية المهاجرين المغاربة الذين يتجهون إلى إسبانيا لا يملكون شواهد أو مؤهلات مثلما هو الأمر مع المهاجرين القادمين من أوروبا الشرقية مثلا، مضيفا قوله بأن ذلك سوف يجعل الإسبان مقتنعين بأن هذا ما يصدره المغرب.