استطاع الوفد المغربي المشارك في المهرجان العالمي السادس عشر للشباب والطلبة بفنيزويلا التعديل في فقرات البيان الختامي للمهرجان الذي أنهى أعماله يوم الثلاثاء الماضي 16 غشت، وذلك لمواجهة ما أراده خصوم الوحدة الترابية للمغرب والموالين له التنصيص عليه في البيان، وكشف عضو الوفد، عبد الله البقالي كاتب عام الشبيبة الاستقلالية في تصريح لالتجديد، أن التعديل طال عبارة جاء فيها أن المهرجان العالمي للشباب والطلبة يتضامن مع شباب الشعب الصحراوي ضد الاحتلال المغربي، ومن أجل قيام دولته المستقلة، وبعد تدخل الوفد المغربي في الكواليس أصبحت الفقرة كما يلي: يتضامن المهرجان مع شباب الشعب الصحراوي من أجل تقرير المصير وفقا لمقرارت الأممالمتحدة، كما عدلت عبارة المطالبة بالإفراج عن السجناء الصحراويين المعتقلين في المغرب لتصير الإفراج عن السجناء الصحراويين المعتقلين لدى البوليساريو والمغرب. وأوضح البقالي أن كل وفود دول كوبا وفنيزويلا والجزائر كانت تساند جبهة الانفصاليين وممثليهم في المهرجان وضد المغرب، كما أن ال 25 عضواً المشكلين للجنة التحضيرية الدولية للمهرجان العالمي، والتي كان المغرب عضواً فيها، جلهم يساندون الطروحات الانفصالية، ما عدا ممثل لبنان وليبيا اللذين كانا محايدين، ورغم كل هذه الظروف استطاع الوفد المغربي تغيير الصياغة الأولى للبيان الختامي. وحول سبب هذا الاتجاه المؤيد للمناوئين للوحدة الترابية للمغرب داخل المهرجان، أوضح عضو الوفد أنه راجع إلى عدم إيلائنا في المغرب أهمية للدبلوماسية الشعبية على حد وصفه، مضيفاً أن أيام المهرجان عرفت محطات اصطدام ومواجهات بين الوفد المغربي ووفدي البوليساريو والجزائر، أولها تم في يوم 9 غشت خلال افتتاح المهرجان برئاسة الرئيس الفنيزويلي هيغو تشافيز، إذ وقف الوفد المغربي المكون من 140 شاباً وعشرة قيادات وطنية بزي موحد أمام المنصة الشرفية لمدة 10 دقائق وسلم علم مغربي كبير لتشافير، الذي لوح به لمدة 3 أو 4 دقائق، في حين رفض طلب الجزائر والبوليساريو بتسليم الرئيس الفنيزويلي للعلم الجزائري أو الانفصاليين. وكانت ثاني محطات مواجهة مناورات الانفصاليين في صباح 9 غشت خلال ورشة سميت ورشة حق الشعوب في تحقيق المصير، ونوقشت فيها قضايا العراق وفلسطين وقبرص، وفوجئ الوفد المغربي بإعطاء الكلمة الأولى للبوليساريو، وآنذاك احتج على أساس أن قضية الانفصاليين ليست عادلة كباقي القضايا المذكورة ونجح الوفد في إيقاف النقاش حول البوليساريو وفق ما ذكره المتحدث. وفي مساء اليوم ذاته، كان مقررا تنظيم ورشة اسمها تقرير مصير الشعب الصحراوي، وذهب جميع أعضاء الوفد المغربي أيضاً إلى الورشة وأفشلها بعد مصادمات عنيفة بينه وبين الوفدين الجزائري والانفصالي، وتمثلت آخر محطات المواجهة في ورشة حول المطالبة بإطلاق سراح المحتجزين المغاربة في تندوف والتي نشطها حسن عبد الخالق وعلي نجاد من الوفد المغربي، وفي هذه المرة أتى الجزائريون والانفصاليون لإفشال الورشة فأخفقوا في تحقيق ذلك فاستمرت وأنهت أعمالها. وتقييماَ للمشاركة المغربية في المهرجان، اعتبر البقالي أنه رغم الظروف الصعبة لإقامة الوفد وبعدها عن مكان التظاهرة (قطع مسافة ساعتين ذهابا وإيابا) فإن أداءه كان إيجابياً، ورغم الأعداد الكبيرة لخصوم المغرب فالوفد الكوبي ضم 2600 مشاركا، والكولومبي 3000 مشاركا والفنيزويلي أكثر من ألفين والجزائري أكثر من 150 مشاركاً.