بعد مرور أكثر من أربعة أشهر على حادثة حرمانها من المشاركة في مهرجان مسرحي بفرنسا، عادت جمعية البحث المسرحي والتربوي بمراكش لتوزع بيانا استنكاريا ضد مسؤولة مصلحة الجوازات بالقنصلية العامة الفرنسية بمراكش، التي قال البيان إنها هي السبب في حرمان الجمعية من المشاركة في مهرجان شكسبير، الذي نظمته جمعية سيكومور بتورنو في فرنسا الصيف الماضي، والذي كان من المقرر أن تقدم فيه الفرقة مسرحية الملك لير باللغة العربية. وتعود وقائع هذه الحادثة إلى منتصف يوليوز 2003 عندما تقدم ممثلا الجمعية في شخصي رئيسها وأمين مالها إلى القنصلية العامة بمراكش للحصول على التأشيرات، مصحوبين بالوثائق المطلوبة، ومن ضمنها طلب الحصول على مجانية التأشيرة، وهو الطلب المضمون حسب المجانية المعمول بها في مثل هذه الحالات، نظرا لأن مشروع التبادل بين الجمعية المراكشية والجمعية الفرنسية المنظمة يندرج ضمن اتفاقية تبادل، غير أن مسؤولة مصلحة التأشيرات التي استقبلت ممثلي الجمعية، وحسب البيان، أفهمتهما أنها هي التي تقرر منح أو عدم منح المجانية، قبل أن تحيلهما على موظفة طلبت منهما وثائق إضافية، رغم أن مثيلاتها متوفرة في ملف الطلب، وبعد رفض استقبال الملف، طلب من ممثلي الجمعية كتابة تنازلهما عن طلب التأشيرة، الشيء الذي لم يستجيبا له، وعبرا عن رغبتهما في الحصول على موعد آخر قصد إحضار ما طلبته المسؤولة. وفي 21 من الشهر نفسه، أحضر الممثلان الوثائق المطلوبة بعد الحصول عليها من الآباء ومن الجمعية المضيفة، ليحالا على موظفة أخرى ترفض استقبال الملف ما لم تتم تأدية ثمن طلب التأشيرات. وذكر البيان أن ستة عشر فردا الذين يكونون الوفد كانوا قد اقتنوا تذاكر سفرهم ذهابا وإيابا (2200 درهم للفرد)، كما حصلت الجمعية المنظمة لهذا المهرجان وجمعية البحث المسرحي والتربوي على دعم مالي من سفارة فرنسا بالرباط، لكن مسؤولة مصلحة الجوازات لم تقبل أن تكون مصادقة السفارة على مشروع التبادل ودعمه ماليا دليلا على أحقية الجمعية في الحصول على مجانية التأشيرة، استنادا إلى ما هو معمول به. وختم البيان بلغة غاضبة قائلا : >هكذا رضوخا لأوامر مصلحة التأشيرات لم يتمكن وفد مغربي من ممثلين تلاميذ من اللقاء بأصدقائهم الفرنسيين، الذين زاروهم في أبريل الماضي بمراكش في إطار الاتفاقية نفسها، كما حرم سكان تورنو وجمعية سيكومور من مواصلة التبادل، الذي أبان عن اقتناع الشباب، فرنسيين ومغاربة، أن روح التسامح والقبول بالاختلاف والتحاور آلية ناجحة للحوار بين حضارتين<، كما ذكر البيان أن عدم سفر الوفد المغربي إلى تورنو خلف ردود فعل قوية غاضبة لدى الجمعية الفرنسية وجمهور المدينة ومسؤوليها، كما عكس ذلك إعلامهم السمعي والمكتوب. عبد الغني بلوط