تعيش طنجة على إيقاع مسرحي بدماء شابة، حيث تحتضن، للسنة الثانية على التوالي، الدورة الثانية للمهرجان الوطني للمسرح الجامعي، الذي تشرف على تنظيمه المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بشراكة مع عدد من المؤسسات والهيئات في المدينة. وافتتحت فعالية المهرجان بمسرحية «قالوا لا»، لمجموعة المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير، وهي مسرحية تتحدث عن عالم مليء بالمفارقات والتناقضات، حيث تعيش مجموعة من الشباب الذين استيقظوا بعد غفلة طويلة وهم يحلمون بإمساك مصيرهم بين أيديهم. ويستضيف هذا المهرجان، طوال فترة تنظيمه الممتدة ما بين 5 و9 نوفمبر في قاعة صامويل بيكيت، عددا من الفرق المسرحية من عدد من المدن المغربية، بالإضافة إلى ندوات ومحاضرات تتعلق بالمسرح وبمواضيع مختلفة. وتشارك في المهرجان فرق مسرحية من تطوان ومراكش والدارالبيضاء والمحمدية، بالإضافة إلى فرق مسرحية من وفرنسا ورومانيا وليبيا. وبدا، من خلال العرض الأول، حضور جمهور كبير لم تستوعبه قاعة بيكيت الصغيرة، وهو ما أصبح يتطلب قيام الجمعيات والهيئات المدنية في طنجة بحملة حقيقية من أجل بعث الروح في المسرح بالمدينة من خلال بناء مسرح كبير وحقيقي، في الوقت الذي يزحف فيه العقار المتوحش على كل مكان في المدينة. وتشمل المسابقة الرسمية للمهرجان 8 عروض مسرحية هي «قالوا لا»، لفرقة المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير، و«البيت» لمسرح الحي الجامعي بتطوان، و«فاصلة على طرق الموت» لمسرح الأمل بمراكش، و«مشاجرة رباعية» لجامعة محمد الخامس، سلا، و«لها اسم آخر» لفرقة المسرح الجامعي بالعاصمة الليبية طرابلس، و«شمس الليل» لمجموعة موليير للمسرح التابعة لكلية طب الأسنان بالدارالبيضاء، و«جنان العشقة» لفرقة شكسبير للفن الدرامي التابعة لجامعة الحسن الثاني بالمحمدية، ومسرحية «خدام لالّة» لمجموعة البحث المسرحي والموسيقي في الدارالبيضاء. ويقول منظمو مهرجان المسرح الجامعي إنهم يطمحون إلى تأسيس تجربة مسرحية جديدة، لها خصوصيتها وأهدافها وقيمها في المشهد المسرحي المغربي، وذلك من أجل المساهمة الفعلية في ترسيخ الفعل المسرحي بالمؤسسات الجامعية. من جهته قال، حذيفة أمزيان، مدير المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بطنجة، إن هذا المهرجان يهدف إلى استرجاع الزمن الحالم لمدينة تجاورت في رحابها الحضارات وتساكنت في ربوعها الثقافات، وفي زخم الإصلاحات الكبرى التي تعرفها المنظومة التعليمية، وعلى إيقاع طقوس التهييء لكسب رهانات المستقبل وتكوين أجيال الغد. وأضاف أمزيان: «كنا دائما مقتنعين أن المؤسسة الجامعية تمتلك أهمية كبيرة في الحياة الاجتماعية وستبقى دائما ذلك الفضاء الأمثل لتلاقح الثقافات وازدهار المعارف والفنون، وأن الدورة الثانية للمسرح الجامعي بطنجة تشكل امتدادا طبيعيا لمسارات التأسيس التي خطتها تجارب المسرح الجامعي بمبادرة تلقائية لعدد من الطلبة والأساتذة الملسوعين بهذا الفن». وطوال فعاليات المهرجان، تشرف على تتبع العروض لجنة تحكيم مكونة من عدد من المسرحيين والنقاد، وتتألف اللجنة من خمسة أعضاء هم أحمد مسعاية وحميد العيدوني وسعيد الناجي وعبد القادر غونغاي وخليل الدامون وامحمد مكروم الطالبي. كما استضاف المهرجان عددا من الضيوف وهم نعيمة المشرقي وسامية أقريو وعبد الرحمن بلخياط وسناء شداد وعبد اللطيف المسناوي وياسين أحجام وقدس جندل. يذكر أن المهرجان يشرف على إصدار نشرة خاصة بالعربية والفرنسية وتتضمن أخبار المهرجان وحوارات وصوراً. يذكر أن المهرجان يقدم خمس جوائز هي الجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للمسرح الجامعي، وجائزة الإخراج، وجائزة السينوغرافيا، وجائزة أفضل دور رجالي، وجائزة أفضل دور نسائي.