في أعقاب موجات المد البحري (تسونامي) التي ضربت منطقة جنوب شرق آسيا العام الماضي ظهر دور الشريعة الإسلامية كسند قوي للزوجات الإندونيسيات اللاتي ترملن والأطفال اليتامى في مواجهة أقربائهن الجشعين الذين يحاولون الاستيلاء على ميراثهن. فبحسب صحيفة كرستيان ساينس مونتيتور الأمريكية الثلاثاء 982005 فإن أهالي إقليم آتشيه الإندونيسي الذي تسبب تسونامي في فقد وقتل وتشريد حوالي 170 ألفًا من أبنائه، ينظرون الآن إلى الشريعة كمدافع عن حقوق النساء، في الوقت الذي تسود فيه نظرة عامة إلى المحاكم المدنية في إندونيسيا عامة على أنها غير فعالة، وتفتح الطريق للفساد. يونيارتي سيدة إندونيسية فقدت زوجها و3 من أطفالها في موجات تسونامي لا تعتزم الاحتكام إلا لأحكام الميراث في الإسلام بعد أن استولى والدا زوجها على كل متعلقاتها وممتلكاتها. وقالت لكرستيان ساينس مونيتور: الطريق الوحيد الذي سأتبعه هو المحاكم الشرعية. أعرف أنني سأكسب القضية في هذه المحاكم، مضيفة أن والدي زوجها متدينان، وتأمل أن يستمعا إلى قرار المحكمة الشرعية، ويقبلاه. ووفقًا للشريعة الإسلامية فإن للأرملة الحق في أن ترث ثُمن ميراث زوجها إن كان لديها أطفال، أو ربع الميراث إن لم يكن لديها. كما أكدت الحاجة سيدة، وهي تحمل حفيدها محمد جايا الذي فقد والديه في موجات تسونامي أن الشريعة الإسلامية هي السبيل الأفضل لحماية حقوق حفيدها من أقرباء والده الجشعين. ووفقًا للقانون الوطني والشريعة والإسلامية فإن لمحمد جايا الحق في أن يرث كل ثروة والديه، بما في ذاك معاش والده. بيد أن أقرباء والده استولوا على ثروة الأب ومعاشه، ولا يعطون محمدًا سوى نسبة ضئيلة تصله شهريًّا من المعاش. وتقول جدة الطفل: إن أهل أبيه يقولون إنهم سيعطونه حين يكبر كل ثروة أبيه، إلا أنها شرعت في إجراءات رفع دعوى قضائية أمام المحكمة الشرعية على الرغم من تهديدات أسرة والد الطفل لها إذا لم تسحب هذه الدعوى، مضيفة أنهم يريدوني فقط أن أتبع ما يقولونه. لكني أعتقد أننا يجب أن نتبع الشريعة. ولفت الحاج أديوارني حسين رئيس الاتحاد النسائي الإسلامي في مدينة باندا آتشيه عاصمة إقليم آتشيه إلى أنه قبيل موجات تسونامي لم تعر العديد من النساء أهمية لقضية الميراث، لكن بعد الكارثة التي راح ضحيتها 200 ألف شخص على الأقل في إندونيسيا، وتشرد أكثر من 600 ألف آخرين، دخلت العديد من الأسر، خاصة الأرامل، بإقليم آتشيه في نزاع حول ميراث الأقارب. وتابع للنساء الحق في الحصول على حقوقهن في الميراث التي يقرها القانون الوطني، غير أن الناس يجهلون القانون، كما أن بعض النساء المتعلمات ربما يدركن حقوقهن، غير أنهن لا يملكن الشجاعة للمطالبة بها. وحول حل مشاكل الميراث التي جسدتها موجات تسونامي قالت أنيسة عبد الله عالمة دين إسلامي بحسب الجريدة الأمريكية: إن حل هذه القضية يتمثل في توعية النساء والرجال بما نزل في القرآن الكريم حول الميراث، خاصة حق المرأة فيه. وأضافت نحن نحتاج لإعداد جيل جديد من العلماء، وإرسالهم إلى القرى، لكن العقبة أننا لا نملك تمويلاً لمثل هذه الأنشطة. وقد لخص أبو روسماورداني وهو محام يعمل مع إحدى منظمات إقليم آتشيه التي تقدم خدماتها للنساء والأطفال قضية حقوق الأرامل والأطفال في الميراث قائلاً: لقد فتحت موجات تسونامي عيوننا على أهمية الشريعة الإسلامية.