أنا الموقع أسفله "فلان بن علان" ألتزم بألا يُدْخِل ابني المسمى قيد امتحانه "حافظ بن مستظهر" أي وسيلة إليكترونية أو تقليدية أثناء امتحانات البكالوريا، وأنه إذا تم القبض عليه وهو في حالة تلبس فستتحمل العائلة الصغيرة والكبيرة التبعات القانونية لهذا التصرف المشين. امضاء: "فلان بن علان" والد "حافظ بن مستظهر". وتم الإمضاء بحضور رئيسة مقاطعة المدينة الفاضلة. والسلام.. الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، لقد اكتشفت وزارتنا الموقرة أسباب الغش في الامتحان وستقضي عليها نهائيا. كنّا ننتظر منها نتائج التحقيق في تسريبات امتحانات البكالوريا، التي سيمر عليها الحَوْل بداية الشهر المقبل، فإذا بها تنزل قرارا به شيء من الحَوَل يدعو الآباء رفقة أبنائهم إلى الذهاب بنظام وانتظام إلى المقاطعات المتواجدة قرب مقرات سكناهم لتصحيح إمضاء التزامهم بعدم غش فلذات أكبادهم. شخصيا التقيت ببعض الآباء الذين أكدوا لي بأنهم يضطرون للاستثمار في غش أبنائهم، فمنهم من يستعمل وسائل تقليدية وعنده دفتر "الكريدي" مع "مول فوطوكوبي ديال الدرب"، ومنهم من يقضي ساعات طوال في درب غلف للبحث عن آخر التقنيات الحديثة في الغش عن بعد.! وما هذا إلا غيض من فيض لباقي القصص التي يشارك فيها الآباء أبناءهم في التطبيع مع ظاهرة الغش.. ومع هذا، فمنظومتنا الزجرية اختارت الهروب إلى الأمام بتحميلها المسؤولية للتلميذ فقط. بالمقابل، هل قامت الجهات الوصية على ملف التربية والتكوين بالمطلوب منها للحد من ظاهرة الغش؟ خصوصا أن مواضيع الامتحانات لا تستدعي على الإطلاق إعمال العقل و التفكير ، و لا تقتضي توظيف مجهود خاص في الفهم و التحليل و الاستنباط بل تتطلب فقط تكرار معلومات و أفكار سبق التعرف عليها داخل القسم، وبالتالي فمجموعة من التلاميذ لايجدون أي حرج في اللجوء الى الغش لتطبيق مبدأ "بضاعتكم ردت إليكم". كما أن البيداغوجية التعليمية الحالية تغفل الجانب المهاراتي والمعرفي والتكويني لدى التلميذ، وتم التركيز على مسألة التقويم على حساب تنمية قدرات التلميذ العقلية ومهاراته الذهنية وتربيته على اكتساب قيم ومهارات تؤهله على مواجهة متطلبات العصر العلمية و تجعله قادرا على المبادرة و الاندماج بسلاسة في بيئته وحياته العلمية والمهنية. كان بودّي أخيرا قبل صدور قرار إمضاء الآباء للإلتزام بعدم غش أبنائهم، أن يمضي القائمون على التربية والتكوين بهذا البلد على التزام أخلاقي بإخراج نتائج تحقيق تسريبات الباكلوريا قبل الامتحانات المقبلة، وبعدم تكرار هذه الفضيحة المجلجلة.