انطلقت قبل يومين امتحانات البكالوريا برسم الموسم الدراسي 2013/2014 ، و معه يطرح السؤال القديم الجديد ظاهرة الغش وتسريب الامتحانات التي أرّقت الحكومات المتعاقبة و بالتالي تنقيص من قيمة الشهادة ومصداقيتهاعلى الصعيدين الوطني و الدولي و رغم كل الاجراءات المتخذة من لدن الوزارة الوصية فالظاهرة مستمرة وفي تزايد وكأن الاعتماد على النفس هو الاسثناء و الغش(النقيل) هو القاعدة لن اغوص في سرد اسباب هذه الظاهرة رغم أن معرفتها و تحليلها كفيل بإخراجنا من هذه الورطة ولا عن اشكالها و طرقها ، سأقتصر فقط على كيفية مواجهة هذه الظاهرة خاصة مع تعدد أساليب الغش الالكترونى خلال السنوات الأخيرة وفق التطورات الحديثة فى مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ومن الامور التي يمكن اقتراحها : اولا: يجب الاقرار من طرف جميع المتدخلين في الحقل التربوي أن الوزارة فشلت فى مواجهة ظاهرة الغش الإلكترونى لأنها مازالت تتبع نفس الأساليب القديمة المتمثلة فى التفتيش وعمليات التهديد والتخويف اي المقاربة الأمنية و هذا لم و لن ينجح لأن المشكلة تكمن في العقلية التي تريد الغش، وليس في منع الغش ثانيا: مثلما صرفت الدولة أموالا طائلة في برامج معلوماتية مثل مسار يجب ان تمتلك الوزارة أجهزة تكنولوجية حديثة يمكنها الكشف عن الاتصالات فى محيط لجنة الامتحان واجهزة للتشويش على الاتصالات ومنع شبكات الاتصال حول لجان الامتحانات، وأجهزة أخرى للكشف عن الاجهزة الرقمية من كاميرات وبلوتوث وأجهزة محمول . ثالثا :وضع اسئلة متنوعة تقييس مهارات وقدرات الطالب وتمنع الغش فى نفس الوقت، وقد واجهت الدول المتقدمة ذلك من خلال تطبيق مايسمى بالاختبارات الموقوتة والتى تقييس السرعة والمهارة وتكشف بدقة عن ما يمتلكه من مهارات وقدرات وهى اسئلة محدودة الوقت لا تتيح الغش وتدفع الطالب للاعتماد على نفسة ومنها ما يطلق عليه فى اوروبا اختبارات " وپين بووك open book ". رابعا: بما أن أصحاب التسريبات هم من التلاميذ معناه أن هذا التلميذ يجب عليه أن ينظبط داخل حجرة الامتحان لأوامر المراقبين بزيادة عددهم و توفير الحماية لهم داخل و خارج مراكز الامتحان و الاقتصار على 20 تلميذ في القسم كحد اقصى لامكانية ضبطهم خامسا : لابد من إنجاز برامج في الاعلام الوطني المرئي والمسموع للتوعية و التحسيس بضرورة محاربة ظاهرة الغش في الامتحانات، وهذه نقطة مهمة يجب التركيز عليها اما ان يرمي السيد وزير التربية الوطنية بالكرة في مرمى وزراة الداخلية تارة و تارة أخرى نراه يدعو و يطلب من شركات الاتصالات التشويش على الغشاشين في امتحانات البكالوريا فقد نسي معاليه أن هاته شركات رأسمالية تتعامل بمنطق الربح لا غير و مرحلة الامتحانات هذه هي فرصة العمر لها لمضاعفة الأرباح.