يعيش عبد الرزاق أفيلال الزعيم التاريخي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب أياما من أسوإ أيامه بعدما ضيقت عليه اللجنة المركزية للاتحاد في لقائها الأخير الخناق وزكت تسمية العربي القباج منسقا عاما للمكتب التنفيذي للنقابة الاستقلالية، بل وأدانت بشدة خرجات أفيلال الإعلامية المتعددة ضد بعض قيادات الحزب والنقابة، ووصفتها بغير المسؤولة، كما أدانت اللجنة ما قام به أفيلال >من خلال طرد صفوة من مناضلي الاتحاد<. وبما سبق وما يلابسه من تفاصيل يكون عبد الرزاق أفيلال قد فقد مقود الاتحاد العام للشغالين بالمغرب الذي ظل يتحكم فيه لمدة طويلة جدا إلى أن برزت على السطح حركة تصحيحية وصف بلاغ للمكتب التنفيدي للاتحاد القائمين بها بكونهم >نخبة مؤمنة أخذت على عاتقها مسؤولية تصحيح الأوضاع الفاسدة داخل المنظمة والمتمثلة بأبشع ممارسات سوء التسيير والاستبداد بالقرار والتصرف المطلق في مالية الاتحاد...<، وقد ذكر البلاغ نفسه عددا من الأخطاء والعيوب في تسيير وتدبير النقابة الاستقلالية. من جهة أخرى أجل المكتب التنفيذي للاتحاد ندوة صحفية كان يعتزم تنظيمها لتسليط الضوء على ما يجري داخل النقابة المذكورة، خاصة بعدما لم تفلح اللجنة المركزية في الإطاحة صراحة بأفيلال من كرسي زعامة النقابة الاستقلالية بفعل توازنات داخل قيادة حزب الاستقلال نفسه. وينتظر من المؤتمر الوطني المقبل للاتحاد الذي أعلن أنه سيعقد يوم 20 مارس المقبل أن يحسم في الأمر، وإلى ذلك الحين سيكون على اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال أن تدبر العلاقة داخل الاتحاد في المدة الفاصلة عن الموعد سالف الذكر. يشار إلى أن النزاعات داخل الاتحاد العام للشغالين بالمغرب واتهام الزعيم أفيلال بالاستبداد في تسيير هذا الأخير وسوء التسيير يفتح من جديد واقع الديمقراطية الداخلية عند نقاباتنا وأحزابنا السياسية وكذا جمعياتنا، ويبين بوضوح أن المطالبين بالإنصاف والعدل والديمقراطية هم أحوج من يكون لتطبيق تلك المبادئ داخل إطاراتهم قبل التوجه بها نحو الحكومة، حتى تكون لخطاباتهم مصداقية لدى المجتمع.