تخلى المكتب التنفيذي لنقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، في لقاء عقد أول أمس الأحد بالرباط بحضور أكثر من ثلثي أعضائه عن عبد الرزاق أفيلال الرجل الأول في المنظمة، وقال بيان للمكتب توصلت «التجديد» بنسخة منه أمس الإثنين إن المكتب قرر طرد عبد الرزاق أفيلال من منظمة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب وتجريده نهائيا من الصفات والصلاحيات التي كان يمارسها بموجب ذلك. وجاء قرار طرد أفيلال الكاتب العام للنقابة يوضح البيان بناء على تمادي هذا الأخير في سلوكياته الهوجاء التي تسيئ للمنظمة ومناضليها بدءا من التسلط المطلق على قرارات المنظمة دون اعتبار لأجهزتها التقريرية، مرورا بالتصرف الانفرادي في ماليتها، والمزاجية المتقلبة التي تطبع جميع تلك التصرفات، وانتهاء بتعمد إثارة الفتنة والفوضى داخل صفوف مناضليها. ودعا المكتب التنفيذي كل الهيئات والمنظمات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية، السياسية والنقابية والجمعوية الوطنية منها والأجنبية إلى وقف التعامل معه، وحمل المكتب عبد الرزاق أفيلال آثار ونتائج وعواقب القرارات التي تصدر عنه باسم الاتحاد العام للشغالين بالمغرب. وأعلن المكتب التنفيذي حسب البيان نفسه احتفاظه بحق اللجوء إلى القضاء للحسم في ما يراه زيغا أو تطاولا أو تسلطا أو استغلالا لاسم المنظمة وصفاتها. وقرر المكتب إحالة قرار الطرد على المجلس العام للمنظمة الذي سيعقد يوم الأحد المقبل صباحا بالمركز العام للمنظمة بالدار البيضاء للمصادقة عليه، مطالبا مناضلي الاتحاد إلى تعزيز الصفوف واحتضان الحركة التصحيحية والانخراط فيها بكل ثبات والتصدي لخصومها ومقاومتهم في كل المواقع ضمانا لتقوية مسيرة التصحيح وإنجاحها. وفي سياق ذلك قال محمد العربي القباج المنسق العام للنقابة حاليا في تصريح ل «التجديد» إن لقاء المجلس العام المزمع عقده يوم 4 شتنبر بالبيضاء سيتولى المصادقة على طرد عبد الرزاق أفيلال، والنظر في مستقبل النقابة من خلال تكوين لجنة تحضيرية للتهيئ للمؤتمر الوطني المتوقع تنظيمه في ال 20 من مارس المقبل، والتهييء للمؤتمرات الجهوية والإقليمية والجامعات الوطنية والدخول الاجتماعي المقبل، وأكد أن هدف الحركة التصحيحية التي يتزعهما كان هو عدم الإسراع باتخاذ قرارات من هذا النوع لتفادي عدم إحداث انشقاق في المنظمة، مشيرا إلى أنهم قاموا بالاتصالات اللازمة دون جدوى، واعتبر القباج أن حركته تصحيحية من داخل الاتحاد، فيما سيستمر أفيلال في ما وصفه ب الحماقات. وكان الوزير الأول قد عقد لقاءين، قبل أسبوعين، مع كل من أفيلال والأمين العام لحزب الاستقلال عباس الفاسي، استمع فيها إلى وجهتي نظر الطرفين في النازلة.. و في رد فعل لعبد الرزاق أفيلال ذكرت مصادر إعلامية أن هذا الأخير قرر من جانبه عقد لقاء بالمقر المركزي للاتحاد العام للشغالين بالدارالبيضاء في اليوم نفسه ( 4 شتنبر) سيخصص لموضوع الدخول الاجتماعي الشيء الذي اعتبره متتبعون توجها نحو انشقاق المنظمة. وقد حاولت «التجديد» أخذ موقف أفيلال إلا أن كل محاولات الاتصال به هاتفيا لم تنجح. وكان الاتحاد العام للشغالين قد شهد نهاية شهر يوليوز المنصرم حدثا فريدا من نوعه إذ عرفت النقابة صراعا حادا بين فريق عبد الرزاق أفيلال وفريق محمد العربي القباج، أفضت وقتها إلى اتخاذ قرارات بالإقالة والإقالة المضادة من جسم المركزية النقابية عقب اجتماعين اثنين لمكتبين تنفيذيين. وفي سياق ذلك كان كل من المكتب التنفيذي للنقابة وكتابتها العامة قد أصدرا بيانين متناحريين حمل الأول قرارا بإقالة أفيلال من قبل محمد العربي القباج وأنصاره، فيما تضمن الثاني قرارا مضادا بإقالة محمد القباج وثلاثة آخرين من لدن أفيلال. وتبادل الفريقان حينها أصنافا متعددة من الاتهامات والاتهامات المضادة كان أقواه نعت أفيلال بالكذب والهذيان والثرثرة المرضية، والنزق والطيش والتصابي، في وقت نعت فيه أفيلال كلا من محمد بنجلون الأندلوسي ومحمد العربي القباج وحميد شباط ومحمد تيتنا العلوي ب الخيانة والتآمر ضد المركزية النقابية.