شهد قصر المؤتمرات أمس بالعيون افتتاح الزيارة التي يقوم بها 79 شابا من المشاركين في المؤتمر الدولي لمعاينة مشاريع تنموية استفادت منها خمس جمعيات بالمدينة. وأكد السيد محمد بلالي على ضرورة إعطاء شباب الصحراء المغربية العناية ليساهم في مسيرة النماء والتشييد، وأضاف بلالي في كلمة ترحيبية باسم الجمعيات المضيفة أن صاحب الجلالة الملك محمدا السادس عمل منذ توليه العرش على إعطاء شباب الصحراء مكانة واسعة وعناية خاصة. وأبرز بلالي دور جمعيات المجتمع المدني بمدينة العيون، التي تسعى للقضاء على مخلفات عهد الاستعمار المقيت. وتستمر الزيارات الجهوية للشباب إلى حدود الأحد 24 غشت ,2003 يقوم فيها الشباب بالمشاركة في مجموعة من المشاريع التنموية لربوع المملكة. وسيقوم وفد مدينة العيون بزيارة مجموعة من المنشآت الاقتصادية والمشاريع الاجتماعية والمشاركة في أوراش الجمعيات المستفيدة من المشاريع التنموية. وقد شهدت مدينة العيون أول أمس استقبال الوفود المتوجهة إلى كل من جهتي السمارةوالعيون وبوجدور الساقية الحمراء، هذه الأخيرة يزورها 121 شابا توزعوا بين مدينتي بوجدور والعيون. وستعرف مدينة العيون خمسة مشاريع منها الصناعة التقليدية المحلية وتغليف الكتب لفائدة جمعية الساقية الحمراء لتشجيع المرأة، ومركز تجهيز للأجهزة الإعلامية لجمعية نجاح للثقافة الحسانية والتنمية الاجتماعية وحماية البيئة، ثم مشروع إعداد قاعة متعددة الاختصاصات للتواصل وحماية البيئة لصالح العصبة المغربية لحماية الطفولة، أما تعاونية العهد الجديد فتستفيد من مشروع تكوين الشباب في الصناعة التقليدية، أما جمعية آفاق توعية وتنمية، فستعرف مشروع تهييء فضاء أخضر. ويذكر أن المشاريع التنموية، التي تقدر ب 121 مشروعا، تستفيد منها جميع جهات المملكة المغربية. وكان صاحب الجلالة الملك محمد السادس قد وجه الثلاثاء الماضي رسالة سامية إلى المشاركين في المؤتمر الدولي للشباب الذي تحتضنه الدارالبيضاء ما بين 16 و 28 غشت ,2003 في افتتاح رسمي، ركز فيها جلالته على المشاكل التي يعج بها العالم في ظل تقليص المسافات وانعدام الفواصل بين أطراف المعمور، وتعدد الروابط بين مكوناته، مشيرا إلى أن هذا الوضع ذو حدين، إذ أنه بقدرما يفتح آفاق التفاعل الحضاري إيجابيا، على طريق التعاون والتقدم للجميع، بقدرما يتيح فرص الهيمنة المستمرة من جهة، والتبعية المطردة من جهة أخرى، ما بين الأمم والشعوب، قويها وضعيفها، فقيرها وغنيها. وأضاف صاحب الجلالة في الرسالة التي تلاها صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، الذي ترأس الافتتاح الرسمي للمؤتمر، أن من شأن إنشاء مؤسسة دولية للشباب العالمي أن يسهم في صياغة استراتيجية شبابية عالمية وتعزيز الجهود الرامية إلى تحقيق المزيد من التعارف بين الشعوب والنهوض بوضعية الإنسان عبر آليات تمكن من تحقيق برامج للتنمية المستديمة وتساهم في تحسين فرص الحياة لشرائح واسعة من ساكنة العالم، وأضاف جلالته أن صياغة هذه الاستراتيجية تتطلب تكثيف الجهود وتنظيمها برعاية أممية، وعبر منظمة دولية خاصة بهذا الشأن وضمن رؤية واضحة قائمة على مبادئ التعاون والتعايش والتسامح تستقي من مكارم الأخلاق الإنسانية ومن الحقوق الأساسية في الحرية والكرامة والمساواة. كما أوضح جلالته الأهمية التي يحظى بها المغرب كصلة وصل بين الحضارات والقارات، ومثالا حيا لتعايش الديانات والمعتقدات، مشيرا إلى أن المغرب بقدر ما يولي واجباته الدولية ما تستحق من اهتمام والتزام بخدمة القضايا العادلة، وبقدرما أعطى من مثال على تشبثه بالأعراف الدولية عبر مواقف التأييد الجدي لمبادئ الأممالمتحدة، بقدرما هو ملزم كذلك بما يقتضيه منه موقعه ودوره في الفضاء الأورومتوسطي والعربي والإفريقي، من تعزيز فرص التعايش والسلام وإشاعة المزيد من روح التساكن والتعاون، في أفق التأسيس العملي لشراكات دولية فاعلة. واعتبرت السيدة كارول بيلامي المديرة العامة لليونيسف أن الآمال المعقودة على هذا المؤتمر الدولي تتمثل في إرساء عالم تسوده المساواة ويتمتع بالسلم، مشيدة في الآن نفسه بالحماس الذي أبداه المشاركون في هذا الملتقى، وكذا التنوع الكبير في الأفكار والتراث الثقافي الذي يميزهم. وتحدثت شفيقة أفاق، نائبة رئيسة منتدى الشباب المغربي للألفية الثالثة، عن المبادرات التي يتخذها الشباب المغربي من أجل المساهمة النشيطة والفاعلة لصنع جيل مغربي يؤمن بهويته ويتخذ المبادرات بشكل عقلاني وموضوعي، وأضافت أفاق أن الشباب المغربي يتطلع إلى تجسيد البعد الحضاري لقضيته مع الانفتاح على العالم الخارجي والحفاظ على الهوية المغربية كبلد إسلامي. وتليت رسائل أخرى، من ضمنها رسالة الدكتور عبد الإله بلقزيز رئيس منظمة المؤتمر الإسلامي، دعا فيها الشباب المسلم إلى التسلح بالعلم والمعرفة والالتزام بالقيم الإسلامية مع الابتعاد عن التعصب والظلم، مؤكدا أن المسؤولية تقع على كاهل الشباب المسلم أكثر من غيرهم، لكونهم يمثلون 50 بالمائة من سكان العالم الإسلامي. خديجة عليموسى/ العيون