شخصية الأسبوع الشيخ علال الفاسي: المناضل الذي صالح بين الدين والسياسة واحد من رواد الإصلاح وأعلام الدعوة الإسلامية بالمغرب، ناضل بالقلم والخطابة في سبيل بناء الوطن والنهوض بمستوى الحياة، والذود عن قضايا الأمة، لقبه محبوه بزعيم السلفية اللبرالية، ووصفه خصومه بالرجعية والتزمت لدعوته إلى التمسك بالإسلام عقيدة وشريعة، كرس حياته لحمل الدعوة الإسلامية والجهاد في سبيلها وقارع الاستعمار الفرنسي باللسان والتنظيم السياسي والمسلح ونظم الشعر محمسا لأجل ذلك: كل صعب على الشباب يهون هكذا همة الشباب تكون الميلاد والنشأة هو علال بن عبد الواحد بن عبد السلام الفاسي نسبة إلى مدينة فاس التي ولد فيها سنة1326 هجرية الموافقة لسنة 1908 ميلادية، درس بجامع القرويين وحصل بها على الشهادة العالمية عام1932، ونشأ نشأة عصامية جمعت بين الدين والسياسة، وبين الدعوة والحزب في ثنائية لا تحتمل الفصل، انتقلت أسرته إلى الأندلس، وفي سنة 1930 انضم إلى ثلة الوطنيين المنددين بالظهير البربري لكونه مخططا يشق صف الأمة المغربية، مما دفع الاستعمار الفرنسي إلى اعتقاله ثم تم نفيه إلى تازة ومنع من التدريس، فانصرف إلى جامع القرويين يلقي الدروس العلمية عن تاريخ الإسلام، وشغل عضوا في المجمع العلمي العربي بدمشق ومجمع اللغة العربية بالقاهرة. نفي في سبيل الوطن في سنة1933 حاولت السلطات الفرنسية الحد من نشاطه، فسافر إلى إسبانيا وسويسرا حيث اتصل بالأمير شكيب أرسلان وإخوانه من القادة المسلمين والقوميين المناضلين، وبعد سنة عاد إلى المغرب، ثم قامت السلطات الفرنسية بإبعاده مرة أخرى إلى الغابون ثم الكونغو، وبعد إطلاق سراحه سنة 1949 أنشأ مع بعض إخوانه في الوطنية حزب الاستقلال، وانتقل بين الدول الإسلامية والأوروبية معرفا بقضية بلده المغرب مطالبا الشباب المغربي في الداخل والخارج بالتكتل في سبيل الجهاد وتحمل أعبائه، واتصل خلال هذه الجولات بقادة الإصلاح في العالم الإسلامي من أمثال الشيخ حسن البنا ومحمد صالح حرب وأمين الحسيني والبشير الإبراهيمي وحسن الهضيبي وغيرهم. وكان طموح علال في قضية الاستقلال، أكبر مما تحتمله السلطات الفرنسية، وسعى لتحقيق الاستقلال الكامل لكل المغرب العربي ليحقق مع الاستقلال الوحدة بين بلدانه. كما كان علال الفاسي يؤكد أنه:من غير الممكن مُواجهة الأخطار، وحماية أنفسنا، وأراضينا، إلا بالعودة إلى الإيمان واتباع الجهاد الإسلامي. جهاد في سبيل إسلام الوطن بعد الاستقلال وبالضبط في عام1961 تولى الشيخ علال الفاسي وزارة الدولة في الشؤون الإسلامية ثم استقال منها عام 1963، و كان قد بدأ في أسلمة القوانين المغربية لتمتح مرجعيتها من التشريع الإسلامي وتتنخل من رواسب القانون الوضعي وكانت الثمرة الأولى في إصلاح مدونة الأحوال الشخصية وألف كتابا سماه:التقريب: شرح مدونة الأحوال الشخصية، وانتقل العمل إلى مجال القضاء لكن أسباب مجهولة حالت دون إتمام هذه الإصلاحات، وتجهل أسباب تعثرها. وفي إحدى زياراته لمصر، ناقشه بعض الطلبة المغاربة فيما يخص توجه حزب الاستقلال الفكري وطالبوه بأن يعنى حزب الاستقلال بالجانب التربوي بحيث لا يطغى الجانب السياسي على معظم أنشطة الحزب، فتلقاها الزعيم الإسلامي بروح الود والإكبار واعتبرها التفاتة طيبة في ترشيد السير. وكان وثيق الصلة بالعاملين بالحقل الإسلامي، وشن حملة على النظام الناصري في إقدامه على التضييق على الدعاة والمصلحين بمصر من أمثال عبد القادر عودة وسيد قطب ومحمد فرغلي ويويف طلعت وهنداوي الدوير...مستنكرا مزاعم السلطة عبر مقالات على صفحات جريدة العلم، ومن أقواله البليغة في خدمة الدين والتثبيت عليه :تستطيع القوة أن تنال من جسم المسلم، وتستطيع أن تسلبه ماله وحياته أو تخرجه من أرضه وعشيرته، ولكنها لا تستطيع أن تسلبه الإيمان أو تزيل عنه اعتزاز بنفسه واعتداده بعقيدته. آثاره ومؤلفاته اشتهر الشيخ علال الفاسي بالجانب السياسي إلا أن الرجل رحمه الله يعد علما من أعلام الدعوة والإصلاح ومؤلفاته القيمة تكشف وجها آخر من جهود هذا العالم الذي ترك اجنهادات فقهية راسخة، استفاد منها علماء دول المكغرب العربي وليس المغرب الأقصى فقط ومنها:دفاع عن الشريعة،مهمة علماء الëسلام،نحو وحدة إسلامية، المدخل لعلوم القرآن والتفسير، مقاصد الشريعة ومكارمها،نضال الإمام مالك، لفظ العبادة وهل يصح إطلاقه لغير الله؟...وعدة مؤلفات أخرى تناوات قضايا الوطن وهمومه، وترك ديزان شعر في أربعة أجزاء. وذكرت جريدة العلم أن الشيخ علال الفاسي تحمل عبء ثلاث قضايا رئيسية: أولاها قضية الاستقلال معتبرا أنه لا استقلال بدون صحراء. والثانية:وحدة بلدان العالم العربي. وكانت القضية الثالثة قضية الديمقراطية، وكان يؤكد فيما يكتب ويحاور ويطالب بأن الاستقلال لا يبنى بغير الديمقراطية. واحتفاء بهذا الداعية المصلح خصصت مؤسسة علال الفاسي جائزة علمية تمنح كل سنتين تحمل اسم جائزة علال الفاسي تهدف إلى: دراسة الاعمال الفكرية والأدبية التي كتبها الزعيم في مختلف الميادين القانونية والوطنية والاجتماعية والسياسية. وحدد موضوع الجائزة لسنة 2003 في:الهوية: هوية المغرب كأمة وكمجتمع. الشعر في خدمة الدعوة نظم زعيم وفقيه الإصلاح الوطني علال الفاسي، رحمه الله، قصائد شعرية، نافح فيها عن الإسلام والوطن، تنصهر في رسالة الشعر ودوره في خدمة الإسلام في العصر الحديث، كما خدمها في العهد النبوي، وهذه مختارات من شعر علال الفاسي، الأولى تحت عنوان:ذكرى مرو أربعة قرنا على نزول القرآن، والثانية بعنواندفاعا عن لغة القرآن. يا أمة قرآنها دستورها وزعيمها كان النبي المرسلا عودي إلى الدين الحنيف عقيدة وشريعة وتخلقا وتعقلا ما في القرآن خير يجبى أو في سوى الإسلام نهج يبتلى هذي فلسطين الجريحة أصبحت بيد اليهود أسيرة لن ترسلا والقدس أولى القبلتين يعده أعداء أحمد كي يقيموا الهيكل عودوا إلى الإسلام يصلح شأنكم وينلكم نصرا مبينا في الملا وفي القصيدة الثانية يقول: إلى متى لغة القرآن تضطهد ويسنبيح حماها الأهل والولد أما دروا أنها في الدهر عدتهم وما لهم دونها في الكون ملتحد ولن تقوم لهم في الناس قائمة أو يستقيم لهم في العيش ما نشدوا إن لم تيتم بالعناد معرفة أو يكتمل لهم في العناد معتقد إن العقيدة في الأوطان ناقصة ما لم تكن للسان الشعب تستند المصدر: من أعلام الحركة والدعوة الإسلامية المعاصرة للمستشارعبد الله العقيل