فاز الكاتب المغربي بن سالم حميش بجائزة نجيب محفوظ للرواية للعام 2002، التي تنظمها الجامعة الامريكيةبالقاهرة. وقد أعلن قسم النشر بالجامعة الامريكية عن فوز حميش بالجائزة عن روايته "العلامة" في احتفال أقيم مساء الاربعاء، والذي وافق مناسبة عيد ميلاد الروائي المصري المعروف الحاصل على جائزة نوبل للآداب. وقام الدكتور توماس برتليت رئيس الجامعة الامريكية في القاهرة بتقديم الجائزة الى الفائز وقد تم اختيار حميش من قبل لجنة تحكيم مكونة من الدكتورة فريال غزول أستاذة الأدب الانجليزي والادب المقارن في نفس الجامعة، والدكتورة هدى وصفي أستاذة الأدب الفرنسي بجامعة عين شمس، والناقد والكاتب رجاء النقاش، والدكتور عبد المنعم تليمة أستاذ الأدب العربي بجامعة القاهرة، ومارك لينز رئيس قسم النشر في الجامعة الامريكيةبالقاهرة. وقالت لجنة التحكيم في سياق منحها الجائزة للكاتب المغربي إنه تمكن من استنطاق "قناعات المفكر العربي الكبير ابن خلدون. ونتعرف عبر سرده الفني المتميز بالسهولة الممتنعة على شخصية تاريخية فذة بجوانبها الانسانية الحميمة وفلسفتها في التاريخ والاجتماع وتفاعلها مع التصدعات الكبرى في عصرها". وأضافت: "على مستوى التشكيل الجمالي وفق بن سالم حميش في دفع التقريري إلى التصويري والمباشر إلى المجازي، والمجازي إلى الرمزي". وقد نشرت رواية العلامة في الرباط عام 2001 عن دار المعارف الجديدة، وهي تدور حول الحياة العاصفة للفيلسوف العربي ابن خلدون. وقد امتدحت الدكتورة فريال غزول ما وصفتها بأنها سلاسة أسلوب "جعلت الرواية عملا ممتعا ومفيدا في آن واحد، فنحن نكتشف في قراءتنا عن ابن خلدون مفهومه للتاريخ وفلسفة التاريخ ورؤيته لصعود الحضارات وانهيارها". وتضيف: "كما نقرأ عن مبادئه في علم الاجتماع والعمران، بالاضافة الى جوانب حميمة من حياته تشمل أفراحه واتراحه، وتنطوي على مواقفه من المرأة والعلاقة بين الجنسين. إن ابن خلدون، ذلك الرجل المهيب والنائي، قد أنسنته رواية العلامة وتمثلته شخصا من لحم ودم". أما الدكتورة هدى وصفي فقد قال إن "رواية العلامة بحث في ذات مفكر كبير في تجلياتها المختلفة، وهي عمل فني يتمحور حول سيرة ابن خلدون، ويتناص مع مقولاته ليقدم رؤية للعالم لا تقل ثراء عن النصوص الابداعية العالمية عبر التناوب بين السرد على لسان الراوي ولسان البطل الروائي". كما أثنى الدكتور عبد المنعم تليمة على مستوى التشكيل الجمالي بالقول إنه "يفصح عن تحريك الموقف الذي يتبدى في الشخصية من المحلي الى المشترك الفكري والثقافي الانساني". واعتبر الناقد المصري رجاء النقاش الرواية معالجة لمشكلة "الصراع بين المثقف والسلطة، وقد حقق كاتبها عملا أشبه بقطعة موسيقية تتألف من لحنين، لحن تاريخي، ولحن عصري، والرواية بذلك تخاطب عصرنا من خلال قناع شفاف من التاريخ". الفلسفة والتاريخ أما الروائي نفسه فقد قال إن الدخول الى الرواية تطلب عنصرين هما النص الفلسفي والنص التاريخي "وأخال ان كل شيء تراث، أي تاريخ، إذ حتى ما ننتجه حاضرا يأتي عليه وقت يحوله الى تراث، وككل نسق تاريخي يتعرض التراث في تقلبات الزمان لامتحان الاحوال والديمومة والبقاء، فتبرز منه أعمال أعلام تمنحها قوتها الذاتية الفائقة نفوذا عابرا للأمكنة والأزمنة". وتحدث عن تأثير نجيب محفوظ عليه بالقول: ".. وعند كتاب أفذاذ من صنف نجيب محفوظ أدركت ان الكتابة الروائية فرع من الحداثة كانتاج متجدد لحلقات القيم المضافة، وتعبير حي عن الوجود والحضور في حقول السؤال والابداع بعيدا عن مهاوي التقليد والاتباع. ان مازلت اتعلمه ان الرواية ثقافة بقدر ما هي ممارسة ابداعية بامتياز". ورواية العلامة هي الخامسة للكاتب، الذي اجيز بدرجة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة السوربون عام 1986، ويشغل حاليا منصب نائب رئيس اتحاد الكتاب بالمغرب، واستاذ الفلسفة بجامعة محمد الخامس بالرباط. وقد نشر مجموعات من القصائد وكتبا عن ابن خلدون بالعربية والفرنسية، وسبق ان اعيدت طباعة روايته عن الحاكم بامر الله وعنوانها "مجنون الحكم" في مصر. يشار إلى أن حميش حصل على جائزته هذه في الدورة السابعة لجائزة نجيب محفوظ، التي أنشأها قسم النشر في الجامعة الامريكية عام 1996، والذي تولى نشر أعمال محفوظ باللغة الانجليزية منذ عام 1978. المصدر: وكالات