قرر المغرب سحب سفيره من العاصمة الكينية نيروبي من أجل التشاور، وذلك عقب الخطوة التي أقدمت عليها الحكومة الكينية أول أمس باعترافها بالجمهورية الصحراوية الوهمية. وأضاف بلاغ صادر عن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون أول أمس أن هذا القرار القاضي بالاعتراف بكيان وهمي لا يتوفر على أي مقوم من مقومات دولة ذات سيادة يتنافى بشكل واضح مع الشرعية الدولية ، كما يتعارض تماما مع دعوة المجتمع الدولي إلى حل سياسي ومتفاوض بشأنه لخلاف إقليمي ومع الجهود المبذولة لهذه الغاية من قبل الأممالمتحدة في علاقة مع كافة الأطراف المعنية، وأضاف البلاغ:وبهذا القرار المؤسف للغاية تكون السلطات الكينية قد تحملت ليس فقط مسؤولية الإضرار بالعلاقات التقليدية والتي ظلت حتى الآن مبنية على الثقة بين البلدين الشقيقين ، بل تحملت أيضا مسؤولية إقصاء بلدها، من خلال فقدانها المصداقية، من كل مساهمة ممكنة في الحل السياسي الذي يتم السعي إليه في إطار الأممالمتحدة. واعترفت الحكومة الكينية رسميا قبل يومين بما يطلقالجمهورية الصحراوية المزعومة في نيروبي خلال لقاء بين وزير الخارجية الكيني علي مواكوير والمكلف بالشؤون الخارجية لما يسمى بجبهة البوليساريو سالم ولد السالك، حيث تم توقيع اتفاق بشأن التمثيل الديبلوماسي بين الطرفين، وبرر الناطق الرسمي باسم الحكومة الكينية هذا الاعتراف بكيان غير موجود تتدافع الدول الإفريقية والاوروبية للتراجع عن الاعتراف به في الماضي، بأن تلك الخطوةتندرج في إطار ما قامت به البلدان الأعضاء في الاتحاد الإفريقي. ويأتي اعتراف كينيا بالجمهورية الصحراوية الوهمية بعد أشهر على مبادرة في نفس الاتجاه قامت بها جمهورية جنوب إفريقيا في شهر سبتمبر من العام الماضي. وكانت كينيا من بين البلدان الإفريقية التي لم تعترف بجبهة البوليساريو في السابق ولا بجمهوريته الوهمية منذ قبول هذه الأخيرة داخل منظمة الوحدة الإفريقية عام 1984 والذي أدى إلى انسحاب المغرب منها، وارتبطت كينيا بمؤتمر نيروبي عام 1981 الذي قبل فيه المغرب للمرة الأولى إجراء الاستفتاء في الصحراء المغربية تحت إشراف الأممالمتحدة ومنظمة الوحدة الإفريقية. ادريس الكنبوري