أعلنت جبهة البوليساريو عزمها الإفراج عن فوج جديد من الأسرى المغاربة المحتجزين بمخيمات تندوف منذ ما يزيد عن ربع قرن من الزمن، دون تحديد وقت مضبوط لذلك ولا عدد الذين ستفرج عنهم. وكانت مصادر مطلعة قد أعلنت أمس الأحد، أن جبهة البوليساريو ستفرج في غضون ساعات معدودات عن عدد من الأسرى المغاربة وصفته جريدة الخبر الجزائرية في عدد أمس بالمعتبر، وقالت إن الجبهة ستسلمهم إلى منظمة الصليب الأحمر الدولي التي ستتولى بنفسها نقلهم إلى المغرب على متن طائرة خاصة إلى مطار مدينة أكادير. وإلى حدود زوال أمس لم يعلن أي طرف من الأطراف المعنية عن الخبر بما في ذلك الصليب الأحمر الدولي وجبهة البوليساريو، بينما أكدته جمعية الصحراء المغربية ونسبته لمصادر جد مطلعة. وفي السياق ذاته، كان آخر فوج من الأسرى المغاربة قد أفرجت عنه البوليساريو هو الذي تكون من مائة أسير بوساطة قطرية في فبراير الماضي، بينما كانت آخر دفعة من الإفراج عن هؤلاء الأسرى قبل هذا الشهر هي التي حصلت في نونبر الماضي والتي شملت 300 أسير مغربي، بوساطة قام بها سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، في إطار نشاطات الجمعية الخيرية التي يشرف عليها. وكانت دفعة أخرى قد تمت يوم 14 غشت الماضي، وأفرجت خلالها البوليساريو عن 243 أسير مغربي. وبهذا القرار الذي أقدمت عليه جبهة انفصاليي البوليساريو، يكون عدد الأسرى المغاربة المفرج عنهم قد وصل إلى حوالي 1793 أسيرا مغربيا منذ سنة ,1991 حيث دخل الاتفاق على وقف إطلاق النار حيز التطبيق (دون احتساب عدد أسرى هذا الفوج الجديد غير المعروف إلى حدود زوال أمس). ومن جانب آخر سحبت دولة الإكوادور يوم الجمعة الماضي اعترافها بجبهة البوليساريو الجمهورية الصحراوية، في سلسلة عملية تواصل سحب اعترافات العديد من الدول بهذا الكيان المصطنع. وتعتبر الإكوادور التي سحبت أخيرا اعترافها بهذا الكيان (بعدما اعترفت به سنة 1983) ثامن دولة من دول أمريكيا اللاتينية تنهج المنهج نفسه خلال الخمس سنوات الأخيرة. وقد عدت وكالة الأنباء أ إف بي هذه الدول وحصرتها في الكوستاريكا، وجمهورية الدومينيكان، والهيندوراس والسلفادور ونيكاراغوا والباراغواي وكولومبيا. وبهذه المبادرة التي أقدمت عليها الإيكوادور تكون الدول الثمانية من دول أمريكا اللاتينية، الساحبة اعترافها بالجمهورية الوهمية، قد التحقت بدولتين كبيرتين في المنطقة نفسها لم تعترفا قط بهذا الكيان المزعوم وهما البرازيل والأرجنتين. وفي موضوع ذي صلة مباشرة بالصحراء المغربية وبما يعانيه الأسرى المغاربة في مخيمات تندوف، جرت الجمعة الماضي الرحلة الثانية لتبادل الزيارات العائلية بين مخيمات المحتجزين بتندوف فوق التراب الجزائري وإقليم بوجدور في إطار المرحلة الأولى التي تهم هذا الإقليم. وأفاد بيان لمكتب التنسيق المغربي مع بعثة المينورسو استنادا لوكالة المغرب العربي للأنباء أن 27 محتجزا من مخيمات لحمادة بتندوف ينتمون لثمان عائلات قد حلوا صباح الجمعة الماضي بمطار العيون والتحقوا بمدينة بوجدور بعد استكمال إجراءات التسجيل بالمطار. وأضاف المصدر ذاته أن 20 مواطنا مغربيا ينحدرون من إقليم بوجدور، وينتمون لست(6) عائلات غادروا هذا المطار في اتجاه تندوف حوالي الساعة الحادية عشرة من الصباح نفسه. جدير بالذكر أنه منذ انطلاق هذه العملية يوم 5 مارس الماضي تم القيام بخمسة عشر رحلة بين مخيمات تندوف بالجنوب الجزائري والأقاليم الجنوبية للمملكة، وقد استفاد منها في المجموع سبعمائة وثمانية وسبعون شخصا. عبد الرحمان الخالدي