ترامب يهدد بمحاولة استعادة قناة بنما    هيئة المعلومات المالية تحقق في شبهات تبييض أموال بعقارات شمال المغرب    المغرب يخطط لإطلاق منتجات غذائية مبتكرة تحتوي على مستخلصات القنب الهندي: الشوكولاتة والدقيق والقهوة قريبًا في الأسواق    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    فريق الجيش يفوز على حسنية أكادير    شرطة بني مكادة توقف مروج مخدرات بحوزته 308 أقراص مهلوسة وكوكايين    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    حفيظ عبد الصادق: لاعبو الرجاء غاضبين بسبب سوء النتائج – فيديو-    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    وقفة أمام البرلمان تحذر من تغلغل الصهاينة في المنظومة الصحية وتطالب بإسقاط التطبيع    الولايات المتحدة تعزز شراكتها العسكرية مع المغرب في صفقة بقيمة 170 مليون دولار!    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    رسالة تهنئة من الملك محمد السادس إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي بمناسبة يوم الاستقلال: تأكيد على عمق العلاقات الأخوية بين المغرب وليبيا    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    رحيل الفنان محمد الخلفي بعد حياة فنية حافلة بالعطاء والغبن    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شهادة : النقيب علي نجاب، الأسير سابقا في تندوف أمام اللجنة الرابعة للأمم المتحدة ب « نيويورك»


سيدي الرئيس
المندوبون الأجلاء
اسمحولي أولا أن أقدم لكم شخصي: اسمي علي نجاب ضابط طيار حرب، متقاعد، في القوات الملكية الجوية.
- أسير حرب سابقا لمدة 25 سنة في «تندوف» بالجزائر».
-كنت رفقة أسرى آخرين بلغ عددهم 2300 وهم من بين من أحصتهم المنظمة العالمية للصليب الأحمر. إنهم الآن أحرار.
- فبمجرد عودتنا إلى بلدنا، تشكلنا في إطار جمعية. وإذا كنت الآن هنا كرئيس لهذه الجمعية، فلكي أحدثكم عن المحنة التي عشناها جميعا، وعن الآلام التي قاسيناها خلال ربع قرن عند « البوليساريو» بالجزائر»، وعن الآثار العميقة والخطيرة، سواء على أجسامنا أو على معنوياتنا، بل وحتى على عقولنا.
ولهذا لا يمكننا أن ننسى ما دام لم يتم جبر الأضرار ومحاكمة من أحدوثها بعد التعريف بهم.
لماذا لا يمكننا أن ننسى.
لأن :
1- في بداية محنتنا، خلال عشر سنوات تقريبا، وتحت أنظار ضباط الجزائر، كان «البوليساريو» يكدسنا في حفر تلتحفنا السماء، ونتعرض، مباشرة لشمس الصيف الحارقة وللوعة البرد القارس. لا شيء يحمينا سوى غطائين مهترئين احتقارا للبنود 23-22 من اتفاقية جنيف الثالثة والتي تلح على الإلتزام بمعاملة أسرى الحرب معاملة إنسانية.
2-كل ما بني في جنوب تندوف بالجزائر (مدارس مستشفيات، أماكن إدارية) لحساب البوليساريو كان بسواعد الأسرى المغاربة على مختلف رتبهم، وكأنهم تحت الأحكام الشاقة، دون انقطاع، سبعة أيام تعقبها سبعة أخرى تحت السياط دون أدنى ضمان للعمل وإنما خرق للبنود 49 -51 -53 من نفس اتفاقية جنيف.
3- ولا يمكننا أيضا ألا ننسى أبدا:
أ- أنه تم إكراهنا، عنفا وبانتظام، على إعطاء دمنا للمستشفيات في تندوف بالجزائر. وتبعا لذلك ما زال كثير من الأسرى يعانون الآثار الخطيرة لهذا الإكراه.
ب- أنه تم إكراهنا، عنفا، على أن نقرأ في الإذاعة، النصوص العدائية ضد بلدنا وضد مؤسساتنا. وكان كل من امتنع عن ذلك يتعرض للتعذيب والإيداع في زنازن انفرادية خلال شهور.
ت- لقد عرضنا بانتضام على أنظار الصحافة والوفود الأجنبية، وأكرهنا على إلقاء تصريحات خاطئة ضد notre pays ، وكان كل رافض لذلك يلقى به في زنازن انفرادية لمدة شهور (وكان شهر ونصف من نصيبي أنا) خرقا للبنود 1-12-13 من اتفاقية جنيف.
ث- لقد حرمنا لمدة طويلة من مراسلة أسرنا شريطة أن نبدأ رسائلنا بشعارات معادية لبلدنا خرقا للفصل 77-من نفس الإتفاقية.
ج- لقد أرغمنا، عنفا، على ملء وتفريغ أطنان وأطنان من الأسلحة والدخائر الموجهة للإستعمال في الجبهة ضد بلدنا.
ح- حرمونا من تغذية كافية وعلاجات مناسبة خرقا للبند 26 من الإتفاقية المذكورة مما تسبب للكثير من الأسرى في أمراض خطيرة أعقبتها وفاتهم بسرعة فائقة.
خ- لقد رأينا أصدقاءنا يموتون تحت التعذيب خصوصا بعد محاولتهم الفاشلة للهروب، وكانت المروحيات الجزائرية تلاحق كل الفارين، وكانت الوحدات الجزائرية تتعقبهم وتعيدهم إلى البوليساريو الذي كان يخضعهم للتعذيب في زنازن حتى الموت (خرقا للبند 3 للتفاقية جونيف) وآخر من مات منهم كان في سنة 1998 أي بعد سبع سنوات من توقيف إطلاق النار.
د- وأخيرا، وليس آخرا، كانت معاملة الضباط دون اعتبار لرتبهم بل بالعكس كثيرا ما أهانوهم أمام الجنود وأجبروهم على العمل معهم (خرقا للبنود 13-44-49) من نفس الإتفاقية.
أيها السادة
لقد أردت أن أعرض عليكم، باختصار، أمثلة من بعض آلامنا التي ذقناها في تندوف بالجزائر. إنني أعرف، بالتجربة، أن كل الناس يتألمون هم أيضا خلال سماعهم لمعاناتنا هاته ولكن، مع الأسف نحن ملزمون بالكلام عنها، لأن في ذلك ما يخفف عنا من لوعاتها.
وإذ أطلب اليوم أخذ الكلمة أمامكم باسم جمعية أسرى الحرب المغاربة في تندوف فلأن مؤسستكم، مدافع كبير عن الحرية وعن احترام القانون الدولي وعن الحقوق الإنسانية.
فمنذ إيقاف النار سنة 1991 طلب مجلس الأمن للأمم المتحدة عن طريق كاتبه العام، أربع مرات من الجزائرين، إطلاق، دون شروط، سراح الأسرى المغاربة. غير أن الجزائريين لجأوا إلى الأذن الصماء لكي يحتفظوا بالأسرى كرهائن يأمرونهم بالعمل كعبيد، رغم إيقاف إطلاق النار. لقد طلب منهم إنهاء هذه الأعمال العدوانية مما يؤكد مرة أخرى خرق اتفاقية جنيف.
أيها السادة :
إذا كان كل الأسرى المغاربة الذين أحصتهم المنظمة العالمية للصليب الأحمر قد تم إطلاق سراحهم، يبقى أن نوضح مصير عشرات المختفين؛ فمصيرهم مجهول. كما يلزم إلقاء الضوء على حالة الأسرى المدنيين والعدد الكبير من الأطفال الذين تم اختطافهم من بين السكان المدنيين من طرف (الجغزاريو algirisario) خلال الهجومات على «طانطان» TANTAN والبويرات «LABOUIRATE و»سمارة» SMARA وأماكن أخرى.
أيها السادة :
إن جمعية «فرانسا الحريات «France liberté التي ساندت البوليساريو لردح من الزمن، قامت ببحث دولي متعلق بشروط اعتقال أسرى الحرب المغاربة المحتجزين بتندوف بالجزائر.
إن نتائج هذا البحث لأكثر تأكيد على مسؤولية البوليساريو، وعلى الخصوص مسؤولية الجزائر في المعاملات السيئة للأسرى المغاربة المحتجزين في تندوف خلال أكثر من ربع قرن.
تتحمل الجزائر كامل المسؤولية لأن هؤلاء الأسرى كانوا محتجزين فوق التراب الجزائري، بتندوف وبناحيتها بالجنوب الجزائري؛ ثم بعد ذلك بشمال «بليدا « BLIDA «وبوفريك» BOUFAIK «وجيلفا» JELFA قرب الجزائر العاصمة. ونتيجة لذلك كانت الجزائر في نفس الوقت سلطة اعتقال وحماية الأسرى المغاربة طبقا للبنود 12-13-14-15-16 تطبيقا للتفاقية جنيف الثالثة. وعليه فالجزائر مسؤولة عن المعاملات الغير الإنسانية وعن كل أنواع التعذيب التي تحملها الأسرى خلال ربع قرن.
وعلى السلطات الجزائرية، أيضا، أن تعمل على إرجاع جثت مع شهادات الوفاة لمئات الأسرى المغاربة الذين ماتوا تحت التعذيب والمرضى فوق التراب الجزائري، وفي نفس الوقت أن تجيب أمام المحكمة الدولية على التصرفات المحدثة خرقا للاتفاقيات وللقانون الدولي. ويوجد، إشارة لذلك، عشرات مقابر الأسرى المغاربة على بعد 25 كيلومتر جنوب تندوف. وتعترف بهم المنظمة الدولية للصليب الأحمر وجمعية فرنسا للحريات. إن لدي هنا قائمة تضم 27 أسيرا مغربيا ماتوا تعذيبا أمام أنظار أصدقائهم وفي مركز «رابوني» «Raboni على بعد 25 كيلومتر جنوب تندوف، سواء، قتلوا بحد السلاح أو أعدموا حتى الموت أو أهملوا في حالة احتضار أو ماتوا تبعا لانهيار زنازنهم عليهم وأخيرا ماتوا في حوادث عمل. لنأخذ معدل 25 سنة أي 9125 يوم وعندما نقرأ في البند الواحد الصادر عن الأمم المتحدة حول التعذيب، فإنكم ستلاحظون أنه لا وجود ليوم واحد لم يخضع فيه أسير مغربي أو أكثر للتعذيب. وهناك ما لا يقل عن خرق 50 فصلا من إتفاقية جونيف الثالثة، من قبل الجزائر في معاملتها لأسرى الحرب المغاربة. أقول «الجزاريو» Algirisario لأن ضباط الأمن العسكري الجزائري هم الذين كانوا أخضعوني للبحث في تندوف، حيث كنت قد أقمت مدة شهر ونصف المرة الأولى و12 يوما في المرة الثانية في قيادة الجيش الجزائري بتندوف. وكان الضباط الجزائريون ببدلاتهم العسكرية يديرون هم أنفسهم هذه الإستنطاقات إن لم يكن هم الذين يقومون بالإستجواب.
فإذا كانت الجزائر تدعي أنها لم تكن معنية فعليها أن تقول :
1- لمذا قبلت حجز الأسرى المغاربة فوق ترابها في تندوف .
2- لمذا ساقت 460 أسير مغربي بمن فيهم عدد من الضباط إلى الشمال قرب العاصمة في القيادة العامة للجيش الجزائري في «»بليدة « BLIDA و»بوغافر» BOUGHAFARو»بوفارك «BOUFARIK .
3- لا يمكن للجزائر أن تنكر أنها تبادلت 150 أسير حرب مغربي مقابل 106 جندي وضابط جزائري أسروا من طرف الجيش المغربي خلال معركة أمغلا AMGALA في قلب الصحراء سنة 1986.
4- على الجزائر التي جاهرت عاليا، بأنه لم يكن لها أبدا أطماع في الصحراء أن تقول اليوم للمجتمع الدولي: ماذا كان يفعل جنودها في الصحراء: في «المحبس» و»في بئر الحلو» و»في عين بن تلي « وفي «تفاريتي» وفي « أمغلا» سنة 1975 وسنة1976.
5- على الجزائر أن تبرر أيضا رفضها تحرير مجموع 460 أسير مغربي التي كانت تحتجزهم في «بليدة». ولمذا أرسلت 273 منهم إلى مخيمات تندوف عند البوليساريو. وهكذا بصفتها الدولة الغير المحايدة، جزء من أول بروتوكول إيضافي في اتفاقية جنيف، ارتكبت الجزائر مخالفة خطيرة وهي تحتجز كل الأسرى المغاربة عسكريين ومدنيين على حد سواء. وخلال احتجازهم في الشمال بقي هؤلاء الأسرى دون أخبار عن أسرهم لأن السلطات الجزائرية، بكل بساطة، رفضت إحصاءهم من قبل المنظمة الدولية للصليب الأحمر. وفي هذا أيضا خرق للتفاقية جونيف.
6- وأخيرا على الجزائر أن تفسر لمذا لم تقم برد الفعل إزاء التصريحات التي أدلى بها السيد «ولد خداد» منسق البوليساريو مع «لمينورسو la munorso، « خلال استجوابه من قبل «قناة الجزيرة «. لقد قال بالحرف:» كان الأسرى المغاربة في المناطق المحررة وليس على الأرض الجزائرية». هل تندوف وناحيتها أراضي حررها البوليساريو؟ هل «بليدة « الواقعة جنوب عاصمة الجزائر أرض حررها البوليساريو؟
لنتأمل ذلك حقا .
أيها السادة :
إذا كان اليوم تحرير الأسرى المغاربة الذين تم إحصاؤهم من قبل المنظمة الدولية للصليب الأحمر قد تم بالفعل إطلاق سراحهم، فإن مأساة أخرى مستمرة في تندوف إنها مآسي السكان المدنيون الصحراويون القابعون في المخيمات في ظروف هشة سواء على مستوى التغذية أو على مستوى الصحة والنظافة. إنهم السكان الذين تم ترحيلهم بقوة من الصحراء إلى تندوف. وبالفعل فإن عددا من فيالق الجيش النظامي كانوا قد أدخلوا إلى الصحراء منذ شهر نونبر سنة 1975 إلى شهر أبريل سنة 1976.
لقد اصطدمت وحدات الجيش المغربي مع الوحدات الجزائرية مرتين في موقع «أمكاد» في شهر فبراير من سنة 1976 تم اعتقال 106 من الجنود والضباط الجزائريين. وهؤلاء هم الذين تم تبادلهم مع الجزائر مقابل 150 جندي من بين 460 جندي مغربي، كانت الجزائر قد احتجزتهم في ثكناتها، قرب عاصمة الجزائر .
ولكي نعود إلى الأسر في مخيمات تندوف فإنها تعيش دائما في وضعية مأساوية بسبب أطفالها المبعدين عنها والمرسلين خلال السنة قصد حقنهم بأفكارهم، إلى المدارس كالتي تسمى»مدرسة 12 أكتوبر « أو بسبب أطفالهم المرسلين إلى «كوبا cuba فوق جزيرة تسمى «جزيرة الشباب،» وذلك من أجل نفس الهدف، كحالة هذه الطفلة «سعدني ماء العينين» المرسلة إلى «cuba في سن العاشرة والعائدة منها في سن السادسة والعشرين 26 وهذه الحالة هي أكثر مأساوية لأن أب هذه الطفلة كان قد لقي حتفه تحت التعذيب لرفضه تهجير ابنته إلى» كوبا cuba.
إن حالة الأطفال المتوفين والمقبرين في جزيرة الشباب «بكوبا cuba قد أخبر عنهم شهود كوبيون كالأستاذ الجامعي» Jacobo Machover أو أيضا Daniel Alarcon أو هذا العميل السابق في المخابرات الكوبية « Juan Vivaces الذي يشهد بكل وضوح «في كتاب نشره مؤخرا تحت عنوان » El ? Magniffico « :إن تهجير الأطفال الصحراويين في سن مبكر من تندوف إلى كوبا، قد تم بالفعل؛ وهو واقع فعلا حتى الآن .
وليست هناك فقط مأساة الفراق. فالأطفال والنساء الحوامل في المخيمات يتألمون أيضا من جراء سوء التغذية لأن المساعدات الغذائية التي تبعتها لهم المندوبية السلمية للاجئين (HCR) ، تضل طريقها، لكي تباع في مورطانيا أو في الجزائر أو في أماكن أخرى.
لقد سمعت صحراويين يعيشون في مخيمات لا أريد ذكر أسمائهم، يظهرون امتعاضهم بعد ما شاهدوا بأعينهم في « زويرات ZOUIRAT بموريتانبا، 13 شاحنة كبيرة محملة بالمواد الغذائية قادمة من تندوف لكي تباع من جديد. وكان من السهل بمكان، التأكيد من ذلك، لأن الأسرى المغاربة هم الذين كانوا شحنوها قبل انطلاقها من تندوف بالجزائر.
يحتفظ البوليساريو بهؤلاء السكان في تندوف ليستمر أكثر في طلب العون، لهم وكم يبالغ في أعدادهم.
وعندما يتعلق الأمر بتحديد هوية السكان فإنه لا يقبل أكثر من 86000 شخص ولكن لكي يطلب المساعدات الإنسانية فإنه يعطي قوائم ب 200000 وأكثر. وفي هذا ما يدعوا إلى التأمل.
إنه لمن المستعجل أيضا أن ينكب في أقرب وقت ممكن، المجتمع الدولي عموما وهيئة الأمم المتحدة خصوصا على المآسي التي يعيشها هؤلاء السكان منذ ما يقرب من 30 سنة. لقد أصبح إحصاؤهم أمرا مستعجلا حتى لا يتحولوا إلى أدوات تبت أن رجال البوليساريو، في النهاية، يرومون الإتراء على حساب ساكنة، أقتيدت وأبقيت، دون رضاها، في تندوف.
لنترك هذه الساكنة أن تختار، ولكن بحرية ما بين البوليساريو والرجوع إلى الوطن الأم الذي يسميه الصحراويون هم أنفسهم مسقط الرأس. وسترون أن اختيارهم سيكون، لا غبار عليه. أي الرجوع بين ذويهم الذين اختاروا البقاء مغاربة.
السيد الرئيس
قبل قليل رأيت بعض المتدخلين يتعاقبون على هذه المنصة وكأنهم جاءوا إلى نصرة البوليسارو، وقد أغمضت عيني وهم يقرأون نصوصهم. لقد أحسست، غريزيا، بأني ما زلت دائما في تندوف.
كنت أسمع نفس الكلمات ونفس الشعارات التي كان البوليساريو يلزم الأسرى المغاربة بقراءتها في الإداعة بتندوف. ولكي يرغمونهم على هذه القراءة كان البوليساريو يستعمل القوة والتعذيب وكان يستعمل من هؤلاء المتعاطفين والمتعاطفات، ما نستطيع، ببساطة أن نفهمه وأن نتوقعه. إن بعض هذه الجمعيات والمنظمات غير الحكومية التي جاءت إلى هذه المنصة النبيلة، لتدرف دموع التماسيح دفاعا عن البوليساريو.
نعلم جيدا:
1- ليس هناك بوليساريو ولكن هناك جزاريو Algirizario .
2- إن المساعدة الإنسانية التي تصب في تندوف لا تصل إلى سكان المخيمات ولكن أغلبها يباع إما في الجزائر أو في موريتانيا.
3- لقد شاهدت هذه الجمعيات والمنظمات الغير الحكومية خلال زيارتها المتعددة إلى مخيمات الأسرى المغاربة، أن الأسرى يشتغلون كعبيد. إن بعضا منا نحن السجناء قال لهم وأمدهم بدقائق المعاملة الغير الإنسانية التي كنا خاضعين لها. لم تكترت أبدا هذه الجمعيات والمنظمات الغير الحكومية بما نحن فيه ولا أبدا بمصيرنا بل بالعكس أغلقوا عيونهم .
هل نقبل، ونحن ندافع على الحقوق الإنسانية أن نكيل الكيل بمكيالين؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.