أعلن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان رسميا مطلع الأسبوع الجاري استقالة وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جيمس بيكر من منصبه كمبعوث خاص للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية بعد سبع سنوات على قيامه بهذه المهمة. وقال عنان في رسالة بعث بها إلى مجلس الأمن وكشف عنها مركز أنباء الأممالمتحدة على الأنترنت ووكالة أ. إف. بي للأنباء إن جيمس بيكر بذل أفضل مهاراته الدبلوماسية من أجل تسوية هذا النزاع الذي يسمم منذ ثلاثين عاما العلاقات بين المغرب والجزائر، مضيفا أنه بالرغم من التقدم الذي تحقق في ملف الصحراء، فإن الأطراف لم تكن قادرة على التوصل إلى حل، معربا عن أسفه لكون مساعده(بيكر) لم يتمكن من التوصل إلى حل. وحتى لا يظل المنصب الذي تركه جيمس بيكر شاغرا، أكد كوفي عنان في الرسالة نفسها أن ممثله الخاص إلى الصحراء المغربية الفارو دي سوتو، الذي كان مكلفا من قبل بالملف القبرصي، سيواصل العمل مع الأطراف والبلدان المجاورة (في إشارة مباشرة إلى الجزائر) للبحث عن حل سياسي عادل ودائم ومقبول من جميع الأطراف المعنية لهذا النزاع. وفي سياق البحث عن حل عادل ومقبول يضمن للمغرب حقوقه التاريخية وسيادته على أقاليمه الجنوبية يدور الآن حديث حول مبادرة إسبانية عبارة عن لقاء قمة ببرشلونة أو غرناطة، يجمع خلال الشهور المقبلة الأطراف المعنية بالنزاع بما في ذلك المغرب والجزائر وجبهة البوليزاريو تحت غطاء الاتحاد الأوروبي ومباركة الأممالمتحدة والحكومة الأمريكية، الهدف منها التوصل إلى وضع حد للنزاع المفتعل. وتأتي المبادرة الإسبانية الجديدة التي أصبحت تعرف بالحل الرابع، أو الحل في إطار إقليمي وليس في إطار الأممالمتحدة، ترجمة للوعود التي أخذها على نفسه رئيس الحكومة خوسي لويس رودريغيت ساباتيرو خلال زيارته للمغرب في أبريل الماضي، وهي أول زيارة له إلى خارج الوطن. فضلا عن تصريحات وزير خارجيته أنخيل موراتينوس. وكان ساباتيرو قد أعلن حينها أن إسبانيا ستبذل قصارى جهدها من أجل التوصل إلى حل سياسي يرضي جميع الأطراف خلال الأشهر الستة المقبلة، اعتبارا من شهر أبريل الماضي، وقد تجسدت أولى ملامح تصريح رئيس الحكومة الإسبانية من خلال الزيارات التي قام بها لبلادنا كل من رئيس الحكومة الكاتالونية الذي أعلن حينها عن إمكانية إجراء مفاوضات بين الأطراف المعنية خارج هيئة الأممالمتحدة وبمباركة منها، فضلا عن الزيارة التي قام بها كاتب الدولة في الشؤون الخارجية الإسبانية بيرناردينو ليون لتندوف قصد إجراء مباحثات في الموضوع مع مسؤولي جبهة البوليساريو، دون أن يخلف ذلك أدنى ردود فعل مغربية، وهو ما اعتبر حينها أول لقاء بين مسؤول رفيع المستوى في حكومة خوسي لويس رودريغيث ساباتيرو الجديدة وقيادة جبهة البوليساريو. وفي الإطار ذاته، يجري الحديث الآن أيضا حول إمكانية عقد اجتماع قريب يجمع كلا من فرنساوإسبانيا والمغرب والجزائر، ترى بعض الأوساط المتتبعة أنه إن عقد فقد يمثل صيغة مخرج ما قد يرضي بعضا من مطالب المغرب ولا يمثل في الوقت نفسه تراجعا جزائريا برغم غياب الجبهة عنه. من جانب آخر قال دياز بالارت، عضو الكونغرس الأمريكي في كلمة ألقاها مساء أول أمس الثلاثاء على هامش حفل توقيع اتفاقية التبادل الحر بين المغرب والولايات: علينا أن نتفهم تمسك المغرب بوحدته الترابية مشيرا إلى أن المغرب لا يريد قيام كيان إرهابي على صحرائه من شأنه أن يشكل تهديدا ليس فقط لأمنه الوطني المغرب ولكن أيضا للأمن الوطني للولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، داعيا، وهو في الوقت نفسه عضو لجنة الأمن الداخلي ولجنة التسويات بمجلس النواب، الحكومة الأمريكية إلى مواصلة دعم المغرب، الذي وصفه بمعقل الحكمة والاستقرار بمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط. عبد الرحمان الخالدي