شددت البرلمانية والخبيرة في شؤون الهجرة نزهة الوافي في مداخلتها في اجتماع لجنة الهجرة واللجوء للجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا المنعقدة أيام 21 و 22 مارس 2016 بجورجيا على أن هناك أولوية وحاجة لبلورة ميثاق سياسي بين الأحزاب الأوروبية لسن قواعد قانونية تجرم توظيف الهجرة واللجوء من طرف الأحزاب والإعلام كأوراق سياسية في النزاعات المحلية والإقليمية و لضبط موازين القوة و ممارسة الضغط والابتزاز الشعبوي والسياسوي. واعتبرت الوافي أن ما جاء به التقرير الذي تقدم به الايطالي أندريا راكوني Andrea Ragoni حول حول العنف la violence entres les migrants خير دليل على أن هناك تهديد حقيقي للأحزاب المتطرفة وهذا يشكل تهديدا للعيش المشترك وللرصيد الأوروبي في حماية حقوق الانسان. وطالبت النائبة عن العدالة والتنمية بإحداث أرضية plate forme parlementaire sud nord لوضع استراتيجية شاملة ومندمجة بهذا الخصوص تنخرط فيها برلمانات الجنوب والشمال والمنظمات الدولية وجميع الحكومات لأن السياسات المعتمدة بشكل أحادي من طرف الاتحاد الأوروبي أبانت عن محدوديتها. وأكدت على ضرورة تعزيز التعاون ويتمأسس وتبادل الممارسات المثلى و "طرح الأسئلة الصحيحة للتوصل إلى الأجوبة السليمة بشكل منسجم ومتناغم مع السياق السياسي الحالي" ، مبرزة أن المغرب له كل المؤهلات ليكون فاعلا في هذا الإطار. ودعت الوافي إلى وضع سياسات إعلامية تحارب الصور النمطية السلبية ضد المهاجر واللاجئ. وتعالج هذه السياسات قضايا الانزلاق الإعلامي بصور و قضايا الهجرة واللجوء و قضايا ربط الهجرة واللجوء بملفات الإرهاب، أو الآفات الاجتماعية المختلفة. وأشارت الوافي إلى أن من بين المجالات التي ينبغي أن يشملها التقييم والاجتهاد في السياسات الاجتماعية المدمجة للشباب الأجنبي بالضرورة تضيف البرلمانية المغربية: التعليم، والإعلام، و التعامل الأمني، والصحة، والشغل. وشددت الوافي على ضرورة تجريم الاسلاموفوبيا حيث "إنه للأسف الشديد الجاليات المسلمة تعيش ظرفية صعبة ومهددة لحقوقهم الأساسية تكاد تعصف بحقوقهم المكتسبة، فتقارير دولية تؤكد ارتفاع وتصاعد خطر الإسلاموفوبيا والعنصرية، والتي اتخذت جميع الأشكال من اعتداءات جسدية وقتل وتهديدات للمساجد وجمعيات المسلمين في دول أوروبية عدة وتصريحات مسؤولين و تصريحات سياسيين من اليمين المتطرف حيث أرجع كل أشكال العنف بالشباب المسلم ثم استعماله ونعته للإسلام، فضلا على الاستعمال السياسوي للإسلام الأوروبي في البلدان الأوربية". وأكدت الوافي على ضرورة فتح فضاء للحوار الدبيلوماسي الرسمي للتصدي لكل أوجه العنف والعنف المضاد ومواجهة المداخل الرئيسية للإرهاب والانتصار لقيم التنوع الثقافى والعرقى للجاليات وتعزيز الحوار بين الثقافات والحضارات والتعايش بين أتباع الأديان كمصدر لإغناء المواطناتي لأوروبا التي لا يمكن أن تضحي برصيد زخم من التعددية والتنوع الثقافي والديني. وأدانت الوافي بقوة " التوجه للتطبيع مع الإسلاموفوبيا بضغط من اليمين المتطرف الذي يريد أن يركب على مأساة إنسانية وسراب الإرهاب المظلم: مشددة على : أن الإرهاب الجبان استهدف الجميع دينيين ولا دينين مسلمين ونصارى ويهود تجمعهم فرنسا واسطنبول وبريكسيل". وشددت الوافي بالقول " اليوم يجب أن تنتصر لرصيدنا المشترك بالحكمة والتعقل لتجاوز الأزمة بسلام".