في 22 يوليوز من السنة الماضية، ارتكبت مجزرة في حق مجموعة من الشباب الديمقراطيين المجتمعين في جزيرة يوطويا قرب العاصمة النرويجية أوسلو، خلفت العشرات من القتلى والجرحى، أعقب ذلك سلسلة من التفجيرات في الحي الحكومي في العاصمة أودت هي الأخرى بحياة أبرياء، ومباشرة بعد العمليتين ركزت الأجهزة الأمنية كل اهتمامها على العامل الإسلامي وأهملت كل العوامل الأخرى، لأنه لا يمكن أن يكون غيرهم ولو على سبيل التوقع، إذ ينسب كل فعل «إرهابي» إلى الإسلام والمسلمين، لكن المفاجأة سيكتشفها الغرب بعد ساعة ونصف على وقوع التفجيرات، فالشخص الذي ارتكب هذه العلميات البشعة لم يكن إلا يميني متطرف يريد إنهاء «أسلمة النرويج»، وينتمي إلى شبكة «خيالية» هدفها معارضة الإسلام والمسلمين. لم يكن هناك في أوروبا من يتحدث عن حجم التهديد الذي يشكله المسيحيون المتشددون، لكن عملية «أسلو» أسقطت مقولة أن مدبري العمليات الإرهابية هم في الغالب مسلمين، وقد أظهرت تقارير عديدة عكس ذلك، لعل آخرها التقرير الخامس بشأن الإسلاموفوبيا أنجزه مرصد تابع لمنظمة التعاون الإسلامي، ما يزال قيد الطبع ولم يتم نشره بعد، وتم عرض مقتطفات منه في اجتماع وزراء خارجية دول التعاون الإسلامي في دورته التاسعة والثلاثين المنعقدة في جيبوتي نهاية الأسبوع الماضي، التقرير الذي حصلت «التجديد» على نسخة منه، أظهر أن المسلمين باتوا تحت نيران التهديد بفعل تعاظم تأثير الأحزاب اليمينية بشكل ملحوظ في العديد من الدول الأوروبية، وانتشار التنظيمات القومية الشوفينية بشكل أوسع، مستفيدة من القلق الذي يبديه الغرب إزاء ازدياد أعداد المهاجرين الذين يفدون إلى بلادهم من الدول الإسلامية. وكشف التقرير الذي يرصد ظاهرة الإسلاموفوبيا في الفترة الممتدة بين ماي 2011 وشتنبر 2012، حقائق مثيرة، من بينها أن المسلمين أصبحوا أكثر الجماعات الدينية استهدافا من سياسات الإرهاب، على الرغم من كونهم الأقل ضلوعا في «الإرهاب» في كل من كل من أوروبا وأمريكا، يزكي ذلك بيانات الشرطة الأمريكية، التي أفادت أنه ضمن 14 ألف جريمة قتل المسجلة في أمريكا السنة الماضية لم تكن أي واحدة منها بسبب التطرف الإسلامي، وتقرير يرصد اتجاهات الإرهاب في الاتحاد الأوروبي، أحصى أن العمليات الإرهابية التي نفذها مسلمون في دول الاتحاد لم تتعد 0.4 في المائة من مجموع العمليات برسم سنة 2011. وأمام هذه المعطيات، تبدو «الإسلاموفوبيا» في نظر محللين «إيديولوجية» تتجدر في وعي الرجل الغربي بشكل منظم ومخطط له، بعد أن كانت إلى وقت قريب تتعالى أصوات تحذر من اختراق هذه الإيديولوجية للغرب، وإلا لماذا كل هذا الاستهداف للإسلام والمسلمين بهذا الشكل، وتصوريهم على أنهم «غول» يتطلب أخذ الحيطة والحذر؟ وهناك باحثون ومفكرون يدافعون على أن فكرة «الخوف من الإسلام» ظلت ترافق الغرب على مر التاريخ، ويرجعون ذلك إلى التأثير القوي للإسلام والذي استدعى منطق الاجتثاث من الرقعة الأوروبية في انتظار اجتثاثه من كل بقاع الدنيا. من جهة أخرى، فإن معطيات التقرير ومؤشرات عديدة، تميط اللثام عن حقيقة أخرى بالغة الأهمية، وهي أن «الإسلاموفوبيا» باتت تتخذ طابعا مؤسساتيا ودستوريا، وأضحت تستعمل كأداة في السياسة الانتخابية وفي السياق القومي والإقليمي على حد سواء في أوروبا والولاياتالمتحدةالأمريكية، ولم تعد تقتصر فقط على الأفراد والجماعات، وإنما امتدت إلى أجندات الأحزاب السياسية، الأمر الذي جعل المشاعر المعادية للمسلمين في أوروبا تأخذ شكلا أوضح في السنوات الأخيرة، سواء من خلال الانترنت، أو من خلال مجموعات صغيرة تنظم احتجاجها في الشارع ضد ما تسميه «أسلمة أوروبا». ومن المؤشرات الدالة على ما يمكن أن نسميه مأسسة التخويف من الإسلام وتأجيج نيران الكراهية اتجاه المسلمين، تمويل سبع مؤسسات وازنة في أمريكا لبرامج تشويه الدين الموجه إلى العالمين، فقد كشف التقرير، أن حوالي 42 مليون و575 ألف دولار تسلمتها مؤسسات ومراكز أبحاث وجمعيات خيرية على مدى العقد الماضي، من أجل نشر الكراهية ضد المسلمين، وأبرز أن الجهات التي تلقت الدعم لها خيوط في دول عديدة في العالم بينها ول إسلامية، وتقوم بدورها بتمويل مشاريع في نقط متعددة في أنحاء المعمور، هذا في الوقت الذي سيق فيه مسلمون أبرياء إلى السجون بتهمة تمويل «الإرهاب» وجمع تبرعات، فأي مفارقة هاته؟ «التجديد» تنشر ما ورد في تقرير منظمة التعاون الإسلامي بشأن الإسلاموفوبيا، وتتناول الموضوع من زوايا متعددة، وتناقش أبعاد التقرير وخلاصاته مع أحد الأساتذة المتخصصين. تجذر «الإسلاموفوبيا» دستوريا وسياسيا وحزبيا.. ووفقا لتقرير «التعاون الإسلامي»، فقد كانت للأحداث الضخمة التي وقعت خلال السنوات الخمسة الماضية مثل حظر سويسرا لبناء المآذن والتشريعات المتحيزة في بعض الدول الأوروبية ضد الحجاب نذير سوء من حيث إضفاء الطابع المؤسسي والدستوري على الإسلاموفوبيا، ومن التطورات الأخرى في السياق ذاته –يضيف التقرير- تسييس الإسلاموفوبيا واستغلاله كأداة في السياسة الانتخابية في السياق القومي والإقليمي على حد سواء في أوروبا والولاياتالمتحدةالأمريكية، وهو تطور مليء بالكثير من التبعات العكسية من حيث الأثر السياسي والاجتماعي والاقتصادي المقابل. وأكد التقرير، أن الفترة التي يغطيها تميزت بتصاعد مقلق في الأنشطة المتطرفة في أوروبا والولاياتالمتحدةالأمريكية خاصة أنها لم تعد تقتصر فقط على الأفراد والجماعات، إذ امتدت إلى أجندات الأحزاب السياسية، والمتمثلة أساسا في أحزاب اليمين المتطرف في أوروبا التي بدأت تتموقع بشكل جيد في كل الدول، الأمر الذي جعل المشاعر المعادية للمسلمين في أوروبا تأخذ شكلا أوضح في السنوات الأخيرة، سواء من خلال الانترنت، أو من خلال مجموعات صغيرة تنظم احتجاجها في الشارع ضد ما تسميه «أسلمة أوروبا»، مثل كتلة الهوية في فرنسا ورابطة الدفاع البريطانية ورابطة الدفاع الدنماركية. وأشار التقرير، إلى إمكانية تتبع الجذور الإيديولوجية للحركة المعادية للإسلام فيما يسمى المجتمع «المناهض للجهاد» للمدونين الأمريكيين والأوروبيين الذين كانوا يزعمون على مواقع مثل «أبواب فيينا» و»دورية بروكسيل»، أن المهاجرين المسلمين يستعمرون أوروبا بموافقة ضمنية من النخب السياسية اليسارية، ولفت إلى أن الجماعات المناهضة للمسلمين لديها قدرة أكبر على النمو مما لدى متطرفي اليمين التقليدي الذين يناضلون من أجل تعزيز أعدادهم في غالبية الدول الأوروبية. وخلص التحليل الموضوعي للحوادث التي سجلها التقرير السنوي الخامس، إلى أن المتطرفين اليمينين قد انشغلوا بمحاولة التلاعب بعقليات الناس العاديين ليغرسوا فيها نظرة سلبية ومشوهة للمسلمين والإسلام وذلك عبر إثارة الأساطير المنافية للعقل مثل أن الإسلام معادٍ تمامًا لحرية التعبير وأن المسلمين في أوروبا يهددون القيم والحضارة الغربية. أداة للسياسة العالمية.. من خلال عملية الرصد التي يقوم بها مرصد «الإسلاموفوبيا» التابع لمنظمة التعاون الإسلامي، شدد التقرير أن أهم الاكتشافات للسنة الماضية تمثلت في أن الإسلاموفوبيا تستخدم كأداة للسياسة العالمية من خلال سياسات الإرهاب التي توقع عليها غالبية الدول، وتروم تشديد الضغط على المسلمين والتخويف منهم. ومن الجوانب المثيرة التي رصدها المرصد خلال السنة الحالية، سقوط مقولة أن ظاهرة الإسلاموفوبيا سائدة في أوروبا فقط، فقد خلص التقرير، إلى أن لها جذورا في الولاياتالمتحدةالأمريكية أيضا على الرغم من أنها ما فتئت تلقن العالم مبادئ التنوع والتسامح باعتبارهما قيمها الأساسية، وللتأكيد على ذلك، يستحضر التقرير مسألة حرق المصحف من جانب القس في ولاية فلوريدا، وبرامج تدريب مكتب الباحثين الفيدرالي لمراقبة ورصد المسلمين الأمريكيين، وإنتاج فيلم «براءة المسلمين»، ونشر الإسلاموفوبيا من خلال وسائل الإعلام الاجتماعية من جانب عناصر اليمين المتطرف. والمثير أيضا، أن مطلع السنة الحالية شهد إنشاء قوة عالمية جديدة هدفها الدفاع عن المجتمعات الحرة في العالم باسم أوقفوا أسلمة الأمم، بعد تنسيق بين حركة أوقفوا أسلمة أمريكا وحركة أوقفوا أسلمة أوروبا. ** المسلمون أكثر الجماعات الدينية استهدافا من سياسة الإرهاب! في فبراير من السنة الحالية، أجرى مركز تراينجل الأمريكي بحثا عن الإرهاب والأمن الوطني، خلص فيه إلى أن عدد الهجمات التي ارتكبها الأمريكيون المسلمون قد انخفض للسنة الثانية على التوالي، رغم التحذيرات المستمرة من حدوث موجة من العنف على الأراضي الأمريكية أبطالها مسلمون، وكشفت بيانات رقمية للشرطة، أنه ضمن جرائم القتل التي بلغت 14 ألف في السنة الماضية لم تكن أي واحدة منها بسبب التطرف الإسلامي. وأظهرت دراسة ديوك مؤسسة ديوك الأخيرة عن الإرهاب، أنه منذ أحداث الحادي عشر من شتنبر شهدت الولاياتالمتحدةالأمريكية 33 حالة وفاة فقط من الإرهاب الإسلامي، في حين وقعت 150 ألف جريمة قتل خلال نفس الوقت. وفي أوروبا، أظهر تقرير وضع الإرهاب واتجاهاته قي الاتحاد الأوروبي (TE-SAT) الذي نشرته مدونة «إسلاموفوبيا ووتش» نهاية السنة الماضية، أن نسبة الهجمات الإرهابية في الاتحاد الأوروبي التي نفذها مسلمون لم تتعد 0.4 في المائة برسم سنة 2011، وبلغ عدد الهجمات الإرهابية بين عامي 2009 و2010 حوالي 543 هجوم، لم يرتكب المسلمون منها إلا أربعة، وهذا يعني أن نسبة الهجمات الإرهابية التي قام بها أشخاص ادعوا أنهم مسلمون كانت 0.7 في المائة، بالمقابل، وفي نفس الفترة نفذت الجماعات المتشددة اليمنية والانفصالية في أوروبا 397 هجوما إرهابيا، ما يشكل نسبة 73 في المائة من مجموع الهجمات الإرهابية التي وقعت، وبعملية حسابية أخرى، نفذت الجماعات الأوروبية 99.2 مرة للهجمات الإرهابية التي نفذها المسلمون، كما أشارت المعطيات، أن الجماعات اليسارية نفذت 85 هجوما، وهو ما يمثل حوالي 16 في المائة من مجموع الهجمات الإرهابية. ورغم أن المسلمين أقل ضلوعا في تنفيذ العمليات الإرهابية في دول أمريكا وأوروبا، فإن المسلمين أكثر الجماعات الدينية استهدافا من سياسات الإرهاب، وقد خلص تقرير «التعاون الإسلامي» إلى أن السنة الحالية تميزت بتصاعد مقلق في الأنشطة المتطرفة اتجاه المسلمين في كل من أمريكا وأوروبا، وكشف استطلاع للرأي هم مسلمي أمريكا، أن نسبة 50 في المائة أكدوا أن سياسات مكافحة الإرهاب الحكومية خصتهم بزيادة المراقبة والرصد، وذكر العديد منهم حالات زيادة الشتائم والتهديدات والمضايقات من قبل أمن المطار والموظفين المكلفين بإنفاذ القانون وغيرهم. صعود اليمين المتطرف أورد تقرير «التعاون الإسلامي» نقلا عن صحيفة ميركيزي نيوز الأمريكية لائحة لأحزاب اليمين المتطرف في أوروبا والتي تم نشرها قبل أسابيع، وفيما يلي اللائحة؛ النمسا: حزب الحرية، 34 من 183 مقعدًا في البرلمان، وثاني أقوى حزب في استطلاعات الرأي. بريطانيا: الحزب الوطني البريطاني، العضوية تقتصر على «البريطانيين الأصليين». عشرة مقاعد في المجالس المحلية، مقارنة ب50 مقعدًا في عام 2008. الدانمرك: حزب الشعب الدانمركي. ثالث أكبر حزب، وصانع الملوك في البرلمان لمدة 10 أعوام. دفع الدانمرك لاعتماد بعض قوانين الهجرة الأكثر تشددًا في أوروبا. فنلندا: حزب الفنلنديين. حصل على 19 في المائة من الأصوات في الانتخابات البرلمانية في 2011 مقارنة ب 4 % قبل أربع سنوات. فرنسا: حزب الجبهة الوطنية. فازت زعيمته مارين لوبن بما يقرب من 18 %، من الأصوات في الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية في أبريل 2012. غير أنه فاز بمقعدين فقط في البرلمان في انتخابات يونيو 2012. ألمانيا: الحزب الديمقراطي الوطني. له أعضاء في 2 من 16 مجلس ولاية، لكن بلا مقاعد في البرلمان الوطني. وتتركز قاعدة الدعم في ولايات ألمانياالشرقية الشيوعية سابقًا، حيث تزيد البطالة من معدلات السخط. اليونان: حزب الفجر الذهبي. أحد أحزاب النازيين الجدد، وأحد أكثر الأحزاب تطرفًا في أوروبا، تزيد شعبيته بسبب معارضة برنامج التقشف. حصل على 18 مقعدًا في الانتخابات البرلمانية التي جرت في ماي 2012. المجر: حزب جوبيك. فاز بما يقرب من 17 في المائة من الأصوات عام 2010. أحد حزبي المعارضة الرئيسيين. كما يوجد حزب فيدسيز المحافظ، وهو حزب رئيس الوزراء فيكتور اوربان، الذي يمرر القوانين المقيدة للحقوق المدنية، والحريات الأساسية التي تعارض عضوية المجر في الاتحاد الأوروبي. هولندا: حزب الحرية. بقيادة جيرت فيلدرز، ثالث أكبر أحزاب البرلمان، أسقط حكومة الأقلية من خلال سحب الدعم. خسر في الانتخابات الأخيرة. النرويج: حزب التقدم في النرويج. يشغل 41 من 169 مقعدًا في البرلمان. اكبر أحزاب المعارضة في النرويج. وأكثر اعتدالاً من نظرائه الأوروبيين. السويد: حزب الديمقراطيين السويديين. دخل البرلمان في عام 2010 مع 19 مقعدًا من 349 لكن ليس له تأثير كبير على التشريع. 42 مليون دولار لتمويل الكراهية ضد المسلمين كشف تقرير المرصد التابع لمنظمة التعاون الإسلامي بشأن الإسلاموفوبيا، أن أزيد من 42 مليون و575 ألف دولار تسملتها مؤسسات ومراكز أبحاث دولية من سبع مؤسسات كبيرة بأمريكا، من أجل الانخراط في تأجيج نيران الكراهية ضد المسلمين ووضع برامج لتشويه الإسلام على مدى العقد الماضي. وأورد التقرير، نتائج مشروع بحثي استغرق ستة أشهر لمركز التقدم الأمريكي بعنوان «مؤسسة الخوف: جذور شبكة الإسلاموفوبيا في أمريكا»، أظهر أن صندوق المانحين الرأسمالي يعد أكبر الممولين بحوالي 20 مليون دولار، تليه مؤسسات ريتشارد سكيف ب 8 مليون دولار، ومؤسسة ليند وهاري برادلي ب 5 مليون دولار، ومؤسسة راسل بيري ب 3 مليون دولار، إضافة إلى صندوق أنكوراج الخيري وصندوق عائلة ويليام روزوولد بنحو 3 مليون دولار، ثم مؤسسة نيوتن وروشيل بيكر ومؤسسة فيربوك بنحو مليون دولار لكل واحدة منهما. وتبرز المعطيات، أن الجهات التي تلقت الدعم الضخم من أجل الدعاية للإسلاموفوبيا والتخويف من الإسلام والمسلمين، بعضها مراكز أبحاث دولية وجمعيات خيرية لها شراكات وفروع مع دول العالم بينها دول إسلامية، ومن أبرز المؤسسات منتدى الشرق الأوسط والمشروع الاستقصائي بشأن الإرهاب وصندوق كلاريون ومركز ديفيد هورويتز للحريات، ومؤسسة مكافحة الإرهاب والتربية الأمنية والأبحاث، ومركز سياسة الأمن وجهاد ووتش والمؤتمر الأمريكي للحقيقة. وأشار التقرير، أن شبكة الإسلاموفوبيا عملت على تعزيز مقولة أن المساجد حاضنات للتطرف، وأن «الإسلام الراديكالي» قد تسلل إلى كافة جوانب المجتمع الأمريكي بما في ذلك حركة المحافظين. وأوضح أن آلة التمويل الأمريكية المناهضة للإسلام امتدت إلى أوروبا أيضا، عبر تقديم «اللوبي» الأمريكي تبرعات كبيرة للأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا في مقدمتها حزب الحرية الهولندي. ضمن التقرير.. أبرز مظاهر الاعتداء على الإسلام في أمريكا وأوروبا حرق القرآن في أفغانستان وفلوريدا في 22 فبراير من السنة الحالية، تم حرق نسخ من القرآن الكريم وكتب دينية إسلامية من المكتبة التي يستخدمها السجناء في معتقل قاعدة باجرام الجوية في أفغانستان على أيدي جنود أمريكا، وفجر الاعتداء موجة من الاحتجاجات عبر ربوع العالم تخللتها أعمال شغب محلية تسببت في العديد من الوفيات والإصابات، وأعقب ذلك إدانة دولية. كما شهدت السنة نفسها، إقدام القس تيري جونز من مركز دوف وولد أوتريتش في 28 أبريل، على حرق نسخ من القرآن وصورة لمحمد صلى الله عليه وسلم أمام كنيسته أمام 20 شخصا، وقد عرض الحادي مباشرة عبر الانترنت. براءة المسلمين أنتج نكولا باسيلي نكولا فيديو معادي للإسلام بعنوان «براءة المسلمين» وسماه في بادئ الأمر «مقاتل الصحراء» في عام 2011. وقيل أن السيناريو كان في البداية «عن معارك قبلية بسبب وصول مذنب إلى الأرض». وعلى الرغم من أن القصة ليس لها مرجع ديني، قيل أنه أضيف محتوى معادي للإسلام في مرحلة ما بعد الإنتاج من خلال التسجيل فوق الصوت الأصلي دون علم الممثلين. ووفقًا لشخص وصف نفسه بأنه استشاري الفيلم، تم عرض الفيلم بالكامل مرة واحدة فقط للجمهور أقل من عشرة أشخاص في مسرح مستأجر في هوليوود، كاليفورنيا، تحت عنوان براءة بن لادن. وعند الاتصال به بشأن الفيلم استخدم نكولا الاسم المستعار «سام باسيل»، وادعى أنه يهودي إسرائيلي يعمل في مجال التطوير العقاري، على الرغم من أنه مصري المولد ومسيحي قبطي. تم تحميل فيديوهات مدتها حوالي 14 دقيقة قيل أنها معاينات أو «مقتطفات» من الفيلم الأطول على يوتيوب في يوليو 2012، من قبل مستخدم باسم «سام باسيل» تحت عناوين الحياة الحقيقية لمحمد ومقتطفات من فيلم محمد. كما تم تحميل مقتطفات باللغة العربية في أوائل شتنبر 2012، وانتشرت عن طريق المدون المصري الأمريكي والقبطي المسيحي صادق موريس. فاندلعت المظاهرات والاحتجاجات العنيفة ضد الفيلم من يوم 11 شتنبر في مصر وليبيا وامتدت إلى باقي الدول العربية والإسلامية وعواصم العالم خلال الأيام التالية وشملت هجمات على السفارات والقنصليات الأمريكية. وقد أسفر هجوم على قنصلية الولاياتالمتحدة في بنغازي الليبية عن مقتل السفير الأمريكي جيه. كريستوفر ستيفنز وثلاثة أميركيين آخرين. التجسس على المسلمين في شتنبر من السنة الماضية، نشرت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية تحقيقات صحفية عن قصص تكشف أن إدارة شرطة نيويورك قد أنشأت برنامج مخابرات داخلي هجومي بعد هجمات 11 سبتمبر وضع الشركات الإسلامية والمساجد والجماعات الطلابية تحت المجهر. وقد تخطى البرنامج نيويورك بمساعدة وكالة المخابرات المركزية. ووفقًا للمسؤولين المعنيين مباشرة بالبرنامج، زرعت الإدارة ضباطًا سريين، معروفين «بالمخبرين»، في أحياء الأقليات كجزء من برنامج رسم الخرائط البشرية، وتمثلت مهمتهم في رصد الحياة اليومية، والمكتبات والمقاهي والحانات والملاهي الليلية. كما استخدمت الشرطة مخبرين، عرفوا باسم «زواحف المسجد»، لرصد الخطب، حتى عندما لم يكن هناك أدلة على ارتكاب مخالفات. ولم يتم إخطار مجلس المدينة، الذي يمول الإدارة، ولا الحكومة الاتحادية، التي أمدتها بأكثر من 1.6 مليار دولار. وقد تم إنشاء العديد من هذه العمليات بمساعدة من وكالة المخابرات المركزية، التي كانت محظورة من التجسس على الأميركيين ولكن كان لها دور أساسي في تكوين وحدة استخبارات شرطة نيويورك. واستند تحقيق وكالة أسوشيتد برس على وثائق ومقابلات مع أكثر من 40 مسؤولاً حاليًا وسابقًا في إدارة شرطة نيويورك والمسؤولين الاتحاديين. وشارك العديد منهم مباشرة في تخطيط وتنفيذ هذه العمليات السرية للإدارة. جلسة استماع للكونغرس عقدت في الكونجرس الجلسة الثانية من سلسلة جلسات الاستماع المثيرة للجدل للجنة الأمن القومي، برئاسة النائب بيتر كينغ، في 15 يونيو 2011. وقيل للمشرعين الأمريكيين أن سجون الولاياتالمتحدة أصبحت مرتعا لتلقين السجناء أفكار معينة وتحويلهم إلى مسلمين متطرفين. وقال كينغ للجنة أن «العشرات من السجناء السابقين الذين أصبحوا مسلمين متطرفين داخل السجون الأمريكية سافروا إلى اليمن للانضمام إلى جماعة تنتمي للقاعدة يديرها أمريكي يدعى أنور العولقي...». وعند الحديث عن التطرف في السجون الأمريكية من منظور كينغ، فضل أعضاء الكونجرس استخدام مصطلح «prislam» إشارة إلى «إسلام السجون». مذبحة النرويج شهدت النرويج عام 2011 هجومين إرهابيين متعاقبين ضد المدنيين، والحكومة، ومخيم صيفي للنشاط السياسي في 22 يوليوز. واعترف المتطرف أندرس بيرينغ بريفيك المعادي للمسلمين بارتكاب المجزرة، وبدأت محاكمته في 16 أبريل 2012، حيث قال، من جملة أمور أخرى، أنه سوف يرتكب مثل هذه المجزرة إذا أتيحت له الفرصة مرة أخرى، ووصف ما حدث بأنه الهجوم الأكثر «روعة» الذي ينفذه مسلح قومي منذ الحرب العالمية الثانية. وانتقد المتطرف المعادي للمسلمين، في كلمته المعدة مسبقا أمام هيئة المحكمة، الحكومات النرويجية والأوروبية بعنف لاحتضانها المهاجرين والسماح بالتعددية الثقافية، وادعى أنه يتحدث بصفته قائد جماعة مسلحة مناهضة للإسلام سماها فرسان الهيكل - وهي الجماعة التي نفى الادعاء وجودها. وتحددت ملامح أيدولوجية بريفيك اليمينية المتطرفة والمسلحة في بيانه 2083 إعلان الاستقلال الأوروبي المكون من 1518 صفحة والذي نشره على شبكة الانترنت يوم تنفيذ الهجمات تحت اسم انجليزي مستعار هو أندرو بيرويك. وحث من خلاله الأوروبيين على تكرار الحروب الصليبية التاريخية ضد الإسلام كما في العصور الوسطى، ودعا الهندوس على طرد المسلمين من الهند. الرسوم المسيئة قالت صحيفة أسبوعية فرنسية ساخرة ، في 31 أكتوبر 2011، أنها اختارت النبي محمد ليكون «رئيس تحرير» عددها المقبل احتفالا بفوز حزب إسلامي بالانتخابات في تونس. وقالت الصحيفة أيضا أن عددها الذي سيصدر في 2 نونبر سيسمى «شريعة إبدو» بعد أن قال مصطفى عبد الجليل، زعيم الفترة الانتقالية، أن الشريعة الإسلامية ستكون أساس التشريع في ظل النظام الجديد للبلاد، ووضعت صورا للرسول محمد صلى الله عليه وسلم على غلافها. وكررت المجلة الإساءة إلى النبي محمد (عليه الصلاة والسلام) في 19 شتنبر 2012 من خلال نشر رسوم كاريكاتورية عارية لرمز الإسلام. *** توصيات مرصد «التعاون الإسلامي» -الإعلام: هنالك ضرورة لتطوير محفل للمداولات ووضع خطوات عملية ممكنة تتخذها أجهزة الإعلام في الدول الأعضاء في المنظمة لتعمل مع نظرائها في الغرب على تعزيز مبادئ التسامح والتفاهم والاحترام المتبادل، بغية تعزيز السلم والأمن والاستقرار والازدهار والتنمية المستدامة للمجتمعات. كما توجد ضرورة لضمان التعبير عن القيم الإسلامية الخاصة بالسلم والاعتدال من خلال أجهزة الإعلام العالمية الرئيسية. - وضع المسلمين في الغرب: سوف يفضي تحسين جودة حياة المسلمين الذين يعيشون في الغرب إلى فهم أفضل وتكامل أفضل من خلال تقليل انعدام الثقة المتبادل. ويجب ألا ينظر إلى المسلمين باعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية وألا يجردوا من صفتهم الإنسانية وألا ينظر إليهم وكأنهم شياطين وألا يهمشوا وألا يخشوا أو يضطهدوا. ويجب الإقرار بأن المسلمين لهم من الحاجات الأساسية والرغبات مثل ما للآخرين وهي تتمثل في الرفاهة المادية والقبول الثقافي والحرية الدينية دون تخويف سياسي أو اجتماعي. وفي هذا السياق، يتعين عدم تهميش المسلمين أو محاولة تذويبهم إنما استيعابهم بصفتهم مواطنين متساوين لهم حقوق هامة متساوية. - اليمين المتطرف: يتعين على البلدان الغربية بحث إمكانية وضع إستراتيجية فعالة لتجنب الاستغلال السياسي للقضايا الخاصة بالتمييز والتعصب بما فيها الأجندة المضادة للإسلام والرسالة الإسلامية من جانب الأحزاب والحركات السياسية اليمنية المتطرفة بغية تجنب وقوع آثار اجتماعية اقتصادية جسيمة تأتي بنتائج سلبية. - القاعدة الجماهيرية: يتعين على البلدان الغربية تهيئة ظروف مواتية لبناء قدرات المجتمعات ومنظمات المجتمع المدني المسلمة ومحاولة تمكينها من العمل مع السلطات المحلية والوطنية. وفي هذا الصدد، سوف يكون لبرامج التواصل المجتمع فائدة كبيرة في بناء الثقة وتحقيق اتساق بين أفراد المجتمع وتسليط الضوء على معنى العيش معاً. كما يتعين على المجتمعات المسلمة، من جانب آخر، تحمل نصيبها من العبء فيما يتعلق بالقيم المدنية والبلاد المضيفة، بينما تنأى بنفسها عن التفكير المتطرف. - سياسات التكامل: كل ما زاد شعور المجتمعات المسلمة بأنها تعيش في ديارها وأنها سوف تتكامل بشكل حقيقي مع المجتمعات الغربية التي تعيش معها، كل ما سهل تهميش التطرف ونزع فتيل الراديكالية وتجاوز مفاهيم الشعور بالإقصاء والوصم والرفض.