في الوقت الذي يتزايد عدد المهاجرين المسلمين في أوروبا ويتزايد تغلغلهم في الحياة الاجتماعية والسياسية في بلدان إقامتهم، هناك تنامٍ لليمين المتطرف وتبنٍّ لأفكاره ورؤيته من طرف عدد كبير من الشباب، الذين يعتبرون الجالية المسلمة المهاجرة سبب المشاكل التي تتخبط فيها القارة العجوز، ولا يترددون في استعمال العنف. إنهم النازيون الجدد. هناك تنامٍ لليمين المتطرف في جميع أنحاء أوروبا وظهور جيل جديد على شبكة الإنترنت من الشباب المؤيدين للقومية والمعادين للمهاجرين. هذا ما كشف عنه تقرير أصدرته مؤسسة «ديموس» البريطانية للبحوث ونشرته صحيفة «غارديان» البريطانية. وكشف التقرير انتشار المشاعر القومية المتشددة بين الشباب خصوصا، وعلى نطاق واسع، في القارة الأوروبية العجوز، وتزايد الاستياء من حكومات بلادهم والاتحاد الأوروبي، والخوف على هويتهم الثقافية بسبب الهجرة وتنامي النفوذ الإسلامي. وسلط التقرير الضوء على تفشي الشعور المعادي للمهاجرين والشكوك من المسلمين في أوروبا، وتحديداً في فرنسا وإيطاليا والنمسا وهولندا والدول الاسكندينافية، التي تضم برلماناتها كتلا كبيرة معادية للمهاجرين، وتصاعد التحركات القومية في الشوارع في بلدان أوروبية أخرى، بينها رابطة الدفاع البريطانية. وأشار التقرير إلى أن جماعات اليمين المتطرف في أوروبا ترى أن الإسلام يناقض الديمقراطية الليبرالية، وهو ما تبناه غيرت فيلدرز، زعيم حزب الحرية الهولندي، الذي بات ثالث أكبر قوة في البرلمان الهولندي بعد ست سنوات فقط على تأسيسه. وقال معد التقرير جيمي بارتلت: «ينشط آلاف من المحبطين من التيارات الحاكمة في أنحاء أوروبا للتعبير عن قلقهم من تآكل هويتهم الثقافية والوطنية، ويتحولون إلى الجماعات اليمينية المتطرفة التي يشعرون بأنها تعبّر عن مخاوفهم».وأضاف «هؤلاء الناشطون بعيدون عن أنظار سياسيي التيارات الحاكمة إلى حد كبير، لكنهم يملكون دوافع وينمو حجمهم، لذا يجب أن يجلس معهم السياسيون في أنحاء أوروبا للاستماع إلى مخاوفهم والاستجابة لها». ونسبت الصحيفة إلى توماس كلاو من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية قوله إن «معاداة السامية كانت عاملا لتوحيد أحزاب اليمين المتطرف في عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين، لكن معاداة المسلمين (الإسلاموفوبيا) أصبحت العامل الموحد لهذه الأحزاب في العقد الأول للقرن الحادي والعشرين». التطرف اليميني يتضاعف تعاني الدول الأوروبية من تنامي المشاعر اليمينية المتطرفة، التي تحمل عداوة للمهاجرين من غير الجنس الأوروبي، حيث يعتقد اليمينيون المتطرفون أن الجرائم والسرقات هي بسبب كثرة الأجانب في بلادهم، وأن هذا الكم الكبير من المهاجرين إلى أوروبا يسبب خللا في التركيبة السكانية والنسل، وأن الأجانب لديهم عادات وتقاليد قد تكون دخيلة وغير مرغوب بها في مجتمعهم الأوروبي، خاصة إن كانوا مسلمين أو من دول فقيرة. كما يحمل معظمهم عداوات ضد أصحاب الديانات الأخرى غير المسيحية، خاصة الإسلام، ولديهم إمكانات كبيرة للعنف من جرائم القتل والتفجيرات والحرائق المتعمدة، والاعتداءات وإطلاق النار. هكذا بدؤوا التوجه اليميني المتطرف في صورته الحديثة في أوروبا بدأت معالمه في تسعينيات القرن الماضي، تزامنا مع بروز خطر جماعات اليمين المتطرف في الولاياتالمتحدة عقب تفجير أوكلاهوما سنة 1995 بشاحنة ملغومة، والذي أسفر عن مقتل 168 شخصا، وهي الحادثة التي ألصقت بالإسلام في البداية قبل أن يتضح أن منفذها هو اليميني الأمريكي المتطرف تيموثي ماكفاي. بعد ذلك شهد العالم ظهور جماعات «النازيين الجدد» حليقي الرؤوس في ألمانيا وبعض دول أوروبا الشرقية، ثم بدأت التيارات اليمينية تحقق الكثير من المكاسب لها على الصعيد السياسي من خلال قدرتها على التأثير على الناخبين. بعدها ظهر جان ماري لوبان، زعيم الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة، في الساحة السياسية الفرنسية، والذي ستكون ابنته مارين واحدة من أبرز المرشحات في الانتخابات الرئاسية الفرنسية العام المقبل، وهي تتعهد منذ الآن بإعادة المهاجرين القادمين إلى أوروبا على نفس القوارب إلى بلدانهم. كما لا ننسى التجربة غير المتوقعة التي جاءت باليميني يورغ هايدر إلى السلطة في النمسا قبل أن يتم استبعاده عقب ضغوط شعبية وأوروبية ودولية. ومن بين الأحزاب الأوروبية اليمينية المتطرفة التي حققت نجاحات كبيرة في الانتخابات نجد حزب الديمقراطيين في السويد، وحزب رابطة الشمال «ليغا نورد» بزعامة أومبيرتو بوسي في إيطاليا، وحزب «جوبيك» اليميني المجري. وبصفة عامة، فإن أحزاب اليمين المتطرف الآن موجودة بالفعل داخل الحكومة الإيطالية، ولها ممثلون في برلمانات كل من النمسا وبلغاريا والدانمارك والمجر ولاتفيا وسلوفاكيا، إضافة إلى البرلمان الأوروبي نفسه. وتشير مراكز البحوث والرصد الأمريكية المتخصصة في هذا المجال إلى أن عدد المجموعات المتطرفة والعنصرية ازداد بشكل كبير في السنوات القليلة الماضية، خاصة بعد أحداث 11 شتنبر 2001، حيث ازداد بنسبة أكثر من 60 في المائة منذ سنة 2000، إذ ارتفع عددها من 602 مجموعة إلى أكثر من 1000مجموعة في السنة الماضية، حسب تقديرات مركز «ساوذرن بوفرتي لوو سنتر»، الذي لفت الانتباه إلى أن مثل هذه الحركات انتشرت وتوسعت نشاطاتها، خاصة منذ انتخاب باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدةالأمريكية في نونبر 2008، مرجعا سبب ذلك إلى كونها استاءت كثيرا من وصول رئيس أسود إلى البيت الأبيض. لماذا صعود «الإسلاموفوبيا»؟ هناك قراءات مختلفة لأسباب صعود ظاهرة الإسلاموفوبيا خلال الآونة الأخيرة، منها قراءة ثقافية ترى أن صعود الإسلاموفوبيا هو انعكاس لمشاعر سلبية عميقة مدفونة في وعي المواطن الغربي ضد الإسلام والمسلمين، وتعبير عن تحيز تاريخي وثقافي ضد الإسلام كدين وضد المسلمين وحضارتهم. وقراءة ثانية ترى أن ظاهرة الإسلاموفوبيا هي نتاج لبعض الأحداث الدولية، التي أثرت بقوة على العلاقات بين العالم الإسلامي والمجتمعات الغربية خلال السنوات الأخيرة، وعلى رأس هذه الأحداث هجمات الحادي عشر من شتنبر 2001 وما تبعها من هجمات إرهابية ضربت مجتمعات غربية مختلفة مثل إسبانيا وبريطانيا. إضافة إلى بعض المشكلات الثقافية الدولية، التي أثرت سلبا على العلاقات الإسلامية – الغربية، مثل أزمة الرسوم الدانماركية، وأزمة تصريحات البابا بنديكت السادس عشر، وأزمة الحجاب في فرنسا، وتصريحات بعض القيادات الغربية الدينية والسياسية المسيئة إلى المسلمين. أما القراءة الثالثة المطروحة في هذا المجال فهي قراءة سياسية اقتصادية ترى أن صعود الإسلاموفوبيا خلال السنوات الأخيرة انعكاس لبعض التغيرات المجتمعية الكبرى، التي لحقت بالمجتمعات الغربية والإسلامية خلال العقود الأخيرة، وعلى رأس هذه التحولات تراجع قوى اليسار الغربي التقليدية، التي سادت خلال النصف الثاني من القرن العشرين، وصعود قوى اليمين الثقافي والديني في الغرب والعالم الإسلامي خلال الفترة ذاتها. جماعات نازية مسلحة منذ سنة 2009 والمنظمات الحقوقية الدولية تحذر من تزايد عدد وأنشطة جماعات اليمين المتعصب في وسط وشرق أوروبا، وأن عددا مرتفعا منها تحول إلي تنظيمات «شبه عسكرية» محترفة تمارس العنف ضد الأقليات العرقية، في وقت يتنامى فيه التأييد الشعبي للحركات والأحزاب المتطرفة جراء تداعيات الأزمة الاقتصادية. «التطرف اليميني تزايد في شرق أوروبا، لاسيما في المجر وتشيكيا حيث تشكلت جماعات شبه عسكرية»، تقول المتحدثة باسم الشبكة الأوروبية ضد التمييز العنصري جورجينا سيكلوسي، في تصريح لإحدى الوكالات الصحفية، مشيرة إلى أن «الخطر القائم بالفعل من انتشار هذه الجماعات هو نتيجة للأزمة الاقتصادية». وأشار خبراء حقوق الإنسان والمحللون السياسيون إلى أن ظاهرة تنامي اليمين المتطرف في دول شرق أوروبا اكتسبت أبعادا غير مسبوقة منذ سقوط الشيوعية، التي اعتادت على قمع العداء التاريخي للأقليات مثل اليهود والغجر. كما أتاحت حرية التعبير عن الرأي والسفر، نتيجة للديمقراطيات الجديدة التي حلت بهذه الدول، انتشار الأيديولوجية اليمينية المتطرفة من دول غرب أوروبا إلى شرقها، مما ساعد على تنامي جماعات اليمين المتطرف فيها. وأكدت إيفا دوبروفولنا، الناطقة باسم منظمة العفو الدولية العالمية في تشيكيا، أن «العديد من هذه الجماعات أقام اتصالات وعلاقات مع حركات يمينية متأصلة في عدد من الدول كألمانيا، وتعلم منها واستلهم أنشطته منها وتحول إلى جماعات منظمة ومحترفة». واتضح مدى عمق الظاهرة من خلال سلسلة أعمال العنف الوحشي بما فيها القتل، التي ترتكب ضد الأقليات في وسط وشرق أوروبا.ففي تشيكيا هاجمت جماعات يمينية متطرفة عائلة غجرية مخلفة طفلة لم تتمم السنتين من العمر بين الحياة والموت. وأكد زعماء الغجر أنهم يعيشون وسط مخاوف متعاظمة من الوقوع ضحية الهجمات العنصرية على أيدي عصابات نازية، وشجعوا الغجر على الهجرة الجماعية من تشيكيا. كما نظمت جماعات نازية في تشيكيا مظاهرات جماعية في أوست ناد لابيم، شمال منطقة بوهيميا، للاحتفال بذكرى مولد أدولف هتلر، ودعت الزعيم السابق لتنظيم «كو كلوكس كلان» العنصري المتطرف، ديفيد لوك، إلى إلقاء الخطب في أنحاء مختلفة من البلاد.لكن أوروبا الشرقية ليست المعنية وحدها بهذه الظاهرة، ففي أقاليم شرق ألمانيا التي تعاني من مستويات مرتفعة من الركود الاقتصادي، أفادت السلطات المحلية أن عدد جرائم الكراهية سجل ارتفاعا مستمرا في الآونة الأخيرة. وأشارت بيانات وزارة الداخلية بمقاطعة ساكوسني الألمانية إلى أن عدد الأعمال الإجرامية المرتكبة ضد الأجانب قد ارتفع بنسبة 55 في المائة. كما شن 6.000 من أعضاء الجماعات النازية في مقاطعة درسدين الألمانية حملات واحتجاجات واسعة ضد المهاجرين، إثر قرار الشركات فصل عاملين بسبب الأزمة الاقتصادية. وفي روسيا، أفادت منظمات حقوق الإنسان بأن أعمال العنف الوحشي بلغت ذروتها حيث دأبت جماعات اليمين المتطرف على تنظيم المظاهرات المعادية للأجانب. وبلغ عنف واحدة من هذه الجماعات، المعروفة باسم «منظمة القتال للقوميين الروسيين»، أن ذبحت مواطنا من تاجكستان في موسكو. وقد حذر الاتحاد الأوروبي بدوره من تفشي حركات اليمين المتطرف في دوله الأعضاء، فقد كشفت نتائج استقصاء حول المهاجرين والأقليات العرقية، أجرته وكالة الاتحاد الأوروبي للحقوق الأساسية في الشهر الماضي، أن 55 في المائة من المهاجرين والأقليات يعتبرون أن أعمال التمييز والتفرقة بسبب الأصل العرقي انتشرت بصورة واسعة في بلدان إقامتهم.وصرح 37 في المائة أنهم وقعوا ضحية التمييز والتفرقة، فيما عانى 12 في المائة من جرائم عنصرية، لكن 80 في المائة منهم قرروا عدم اللجوء إلى الشرطة، حيث يؤمن الكثيرون بأن السلطات لن تحرك ساكنا حيال أعمال العنف التي ترتكب ضدهم. مذبحة النرويج بعد ما يزيد عن ثلاثة أشهر على المذبحة التي ارتكبها أندريس بريفيك، وهو أحد أنصار اليمين المتشدد في النرويج عندما قام بإطلاق النيران وقتل 69 شخصا في معسكر للشباب بأوسلو، يطرح سؤال عن مدى تغلغل الأفكار اليمينية المتطرفة في المجتمع الأوروبي. يعد النرويجي أندريس بريفك مقربا من رابطة الدفاع الإنجليزية التي تأسست سنة 2009، وهي رابطة تجمع عددا من الإنجليز الذين يناهضون «الإسلام المتطرف»، حسب قولهم، في بريطانيا وغيرها من الدول الأوروبية. تعرف هذه الرابطة نفسها بأنها ضد العنصرية بمختلف أشكالها، وهي تسعى إلى المحافظة على الثقافة الإنجليزية الخالصة. وفيما نفت أي علاقة ببريفك، فهي ترتبط بعدد من الروابط في أوروبا، فرنسا، وهولندا، وتسعى إلى إقامة رابطة الدفاع الأوروبية. وفي بريطانيا، على سبيل المثال، هناك أيضا الحزب الوطني البريطاني، بزعامة نيك غريفين، الذي استطاع أن يفوز بمقعدين في البرلمان الأوروبي في 2009. ويرى هذا الحزب أن «البريطانيين يُتعامل معهم اليوم كمواطنين من الدرجة الثانية في بلدهم، فيما يُدفع بالمنفيين والمهاجرين إلى الصفوف الأولى». كما يرى هذا الحزب أن الأجانب على الأراضي البريطانية هم «ضيوف دائمون»، رغم أنه في السنة الماضية استطاع راجيندر سينغ، وهو من السيخ، أن يصبح عضواً في الحزب، ولكن هذه العضوية جاءت نتيجة قرار إحدى المحاكم، باعتبار أن منع شخص من الانتماء إلى حزب ما بسبب أصوله هو عمل غير قانوني. هذا الحزب له مثيل في النرويج، هو حزب «التقدم»، الذي يعد ثاني أكبر حزب في البلاد، حسب مشاركاته الأخيرة في الانتخابات. يتجه حزب «التقدم» أكثر نحو الليبرالية، تحرير التبادلات التجارية، خفض الضرائب، إلا أن سياساته وخطاباته المتعلقة بموضوع الهجرة هي التي تؤثر على تصنيفه. أما في السويد، فهناك حزب «الديموقراطيين»، الذي لا يملك وزنا كبيرا في البلاد، إلا أنه حقق نجاحات انتخابية مؤخرا، وهو أيضا حزب يميني نشأ في الثمانينيات من رحم حركة «حافظوا على السويد سويدية». وإلى الجنوب من السويد، هناك «حزب الشعب الدنماركي»، بزعامة بيا كيارسغارد، الذي يحظى بأهمية أكبر. واستفاد الحزب من عجز الحكومات الدنماركية المتعاقبة عن إيجاد حل مناسب لمشكلة دمج المهاجرين المنحدرين من أصول تركية، باكستانية، دول يوغوسلافيا السابقة، ومن دول عربية، الذين يمثلون 7.4 في المائة من نسبة السكان. هذا الواقع دفع الحزب إلى احتلال المركز الثالث بين القوى السياسية في البلاد، مستفيدا من الشعبوية التي تلجأ إليها عادة مثل هذه الأحزاب. وفي فرنسا، تتبنى «الجبهة الوطنية» الخطاب نفسه فيما له علاقة بموضوع الهجرة وإن بطريقة أقسى. ويقول جان ماري لوبان : «اقتصاديا نحن في اليمين، اجتماعيا نحن في اليسار، ووطنيا نحن فرنسيون». هذا الحزب، فعليا، هو الأهم لأنه الوحيد الذي استطاع منذ الثمانينيات أن يعطي دفعا لخطابه باتجاه التركيز على عدم قدرة الوافدين، أو بالأحرى المهاجرين، على التأقلم والاندماج في مجتمع بني على قيم محددة. وترى «الجبهة الوطنية» أن أساس المشاكل التي تعاني منها فرنسا هو سياسة الهجرة المتبعة منذ ثلاثين سنة. وتسعى الجبهة إلى سياسة واقعية لإيقاف هذا «المد» واعتماد سياسة استيعاب ل«كل من يحترم قوانيننا وأعرافنا، ويقبل الفروض القائمة على أساس الحقوق المعطاة له، ويعد فرنسا وطنه، بدون أي انتماء آخر». من جهة أخرى، يتخطى الحزب الوطني الديموقراطي الألماني في تطرفه كل الأحزاب التي سبق ذكرها. ورغم أن قوته تكمن أكثر في شرق ألمانيا، فإنه حقق تقدما ملحوظا بين سنتي 2006 و2008 على صعيد الانتخابات، علما بأنه حزب يتميز بأعلامه وشعاراته القريبة إلى النازية، وهو اليوم يحقق نتائج جيدة في بعض المقاطعات الألمانية. وتمثّل الأحزاب المماثلة في ألمانيا وسويسرا والنمسا حالة خاصة أكثر ارتباطاً بتاريخ المنطقة.