أعلنت فصائل سنية من المقاومة العراقية توحدها تحت قيادتين سياسية وعسكرية؛ ليحمل الجناح السياسي اسم الجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية، ويعرف اختصارا بجامع، بينما أطلق على الذراع العسكرية اسم كتائب صلاح الدين الأيوبي. وتعد هذه هي المرة الأولى التي يكشف فيها عن وجود جناح سياسي لفصائل المقاومة العراقية. ويتركز نشاط الجبهة ضد قوات الاحتلال في محافظتي نينوى ومركزها مدينة الموصل، ومحافظة ديالة ومركزها مدينة بعقوبة. وجاء في بيان للجبهة تلقاه موقع إسلام أون لاين الأحد الماضي: نزف إليكم بشرى إعلان جبهتكم؛ الجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية (جامع - الجناح السياسي) لتكون على طريق الجهاد والمقاومة، وبداية النهاية لأحلام المحتلين -بإذن الله- والمعول الكبير الذي سيحفر قبورهم على أرض هذا البلد الكريم. واختارت الجبهة (الجناح السياسي) شعارا برز في أعلى البيان، يتكون من عبارة بسم الله الرحمن الرحيم على قمة خريطة العراق، ويخرج من وسطها قبضة يد تحمل علما أبيض، وكتب بجانبها كلمة جامع، في إشارة إلى توحيد فصائل المقاومة العراقية. وأضاف البيان أنه بعد احتلال البلاد بدأت عمليات المقاومة من الفصائل التي تضمها الجبهة ولم يتم الإعلان عنها طوال الأشهر الماضية استجابة لظروف تلك المرحلة. وتابع أن التطور النوعي في عمليات المقاومة والضربات القوية التي وجهتها لقوات الاحتلال مهد الطريق للإعلان عن تلك الوحدة بين (فصائل) المقاومة. وتعهدت جامع بأن تصبر وتصابر وتطاول بالجهاد حتى تحقق أهدافها بطرد المحتل، معتبرة أن الجيش الأمريكي جاء ليس كمحرر للبلاد وإنما لمحو هوية العراقيين الإسلامية لنصبح أمة بلا جذور، ونهب ثرواتنا وخيرات بلادنا لتصب في خزائنه وخزائن أربابه من اليهود والخونة. وحذر البيان -الذي وضع في أسفله بختم المكتب السياسي والصادر في 28 ماي المنصرم- من التوغل الصهيوني في البلاد والمنطقة، ومنها تدمير وحدتنا وتكريس التشرذم بين أبناء الشعب. وأوضحت الجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية في بيانها أن برنامجها السياسي والجهادي ينطلق من رؤية شرعية وواقعية متكاملة في النظر للواقع والمستقبل، تصب في برنامج شامل ومتكامل، واضح المعالم ومتدرج الخطى. وبارك البيان عمليات المقاومة التي نفذتها كتائب صلاح الدين الأيوبي الجناح العسكري لجامع ضد قوات الاحتلال. ويبدو من العمليات التي أعلنت الكتائب مسؤوليتها عنها أن نشاطها متركز في محافظتي نينوى ومركزها مدينة الموصل، ومحافظة ديالي ومركزها مدينة بعقوبة؛ مما يؤشر على أن تلك الجبهة الموحدة تضم فصائل المقاومة العراقية التي تعمل في المحافظتين، دون أن تكون لها علاقة بعمليات المقاومة التي تشهدها البلاد، وخاصة في محافظة الأنبار التي تضم الفلوجة. ولم تتبن الكتائب أي عمليات اغتيال طالت أحدا من أعضاء مجلس الحكم أو من الأحزاب أو الحركات العراقية التي لها تمثيل بمجلس الحكم العراقي المؤقت. الجدير بالذكر أن عمليات المقاومة العراقية بدأت بعد دخول الأمريكيين للبلاد بشهر واحد، وتبنى عدد من الفصائل بعد عدة أشهر من الاحتلال عدة عمليات ضد الاحتلال. وتوالت عمليات المقاومة بعد ذلك في المناطق ذات الأغلبية السنية بشكل خاص. وحسب مصادر من المقاومة العراقية فإن معظم الفصائل التي نشأت في هذه الفترة وحتى الآن هي مجرد مجموعات من الأفراد لا تتعدى المجموعة 10 أشخاص وتصل في بعض الأحيان إلى 5 فقط يديرون شؤونهم بأنفسهم، ولا يتلقون أي دعم مادي من أية جهة، إلا أن تواصل نشاط المقاومة أكسبها قدرا أكبر من الخبرة والتنظيم.