لماذا تشن المعارضة هجوما جنونيا على رئيس المجلس البلدي لمدينة تمارة؟ هل الهجوم يهدف لإحقاق الحق وإزهاق الباطل، أم يسعى لتشويه صورة الرئيس وتلطيخ سمعته في الإعلام والرأي العام؟ هل يسافر الدكتور موح رجدالي كثيرا كما يزعمون وعلى نفقة المجلس كما تدعي المعارضة وصحافتها الحمراء؟ أم أن الجنون أفقد هؤلاء الناس صوابهم وانهارت أعصابهم فطفقوا يطلقون الكلام دون تمييز ولا تمحيص؟ أم أنهم ينفسون عن الهزيمة التي حصدوها في الانتخابات الجماعية وتشكيل المجلس البلدي في تلك الأيام الساخنة؟ ومن هي هذه المعارضة التي تزعم أنها تدافع عن مصلحة مدينة تمارة وعن أموالها المهدرة؟ وأين كانت في الولايات السابقة يوم كان الرؤساء السابقون يصولون ويجولون دون حسيب ولا رقيب؟ صك الاتهام تتهم المعارضة رئيس المجلس البلدي السيد موح رجدالي بما سمته في صحافتها أول فضيحة سياسية لرئيس المجلس البلدي لأنه يقوم بالسياحة على حساب المال العام ولذلك تبرأ منه الفرنسيون الذين سافر إليهم. وجاء في جريدتهم أحداث تمارة أن الفريق الموسع في المعارضة استطاع أن يفجر قنبلة في بداية المشوار السياسي في تسيير الشأن المحلي لموح رجدالي حيث وجه أعضاؤه (8 مستشارين) مذكرة استعجالية إلى السيد إيمانويل لامي رئيس المجلس البلدي لمدينة سان جرمان أون لاي حول زيارة عمل في إطار توأمة تمارة وسان جرمان. وأوردت تلك الجريدة جواب الفرنسي إيمانويل لامي حيث يقول إن بلدية سان جرمان لم تدع إلى أي زيارة رسمية ولم تبرمجها، وأن السيد موح رجدالي أخبرنا فقط بالفاكس أنه سيكون بفرنسا خلال الأسبوع المقبل. (انظر أحداث تمارة العدد 14 ماي .2004 الصفحة الأولى والصفحة الثانية. وانظر أيضا الصفحة الأولى لصحيفة ليبراسيون المغربية. العدد .4122 يوم 20 ماي ,2004 وكذلك صحيفة الأحداث المغربية ليوم الأربعاء 26 ماي 2004 الصفحة الأخيرة. عبداللطيف جبرو). فهل هذه هي الحقيقة أم أن في الأمر كذبا واضحا وتدليسا فاضحا؟
حقيقة السفر سفر موح رجدالي حقيقة وليس وهما ولا سرابا. فقد سافر الرجل إلى فرنسا بدعوة من منظمة أوروبا أورغانيزاسيون كوفتارا الموجودة بزنقة سانت بانتاليون رقم 5 مدينة تولوز سيديكس، وموضوع الدعوة هو حضور أشغال المؤتمر التأسيسي للمنظمة العالمية للمدن والسلطات المحلية المتحدة المنعقد بباريس من 2 إلى 5 ماي ,2004 وحددت الدعوة ثمن المشاركة في 500 أورو يدفعها المشارك مساهمة في الحضور، أما الإقامة والأكل فهي على حسابه أو حساب المجلس البلدي الذي يمثله. وقد سافر 75 عضوا يمثلون جماعات ومدنا محلية بالمغرب على حسابهم بعد أن وعدتهم وزارة الداخلية بتسديد النفقات بعد العودة. وذلك ما فعله جميع المدعوين إلى تلك المناسبة الهامة. وبالفعل، كلف موح رجدالي بتلك المهمة بناء على أمر من والي جهة الرباطسلا زمور ازعير بعد أن استشار الوالي الوزارة المعنية وأخذ موافقتها، كما تقول الوثائق. في الرسالة القادمة من وزير الداخلية إلى رئيس مجلس الجماعة الحضرية لتمارة تحت إشراف السيد عامل عمالة الصخيرات تمارة ليوم 15 مارس 2004 يحث الوزير موح رجدالي للمشاركة بقوله: وعليه وحتى تتمكن الجماعات المحلية المغربية العضوة في الاتحاد العالمي للمدن المتحدة التي أصبحت بقوة القانون عضوة في المنظمة العالمية الجديدة، من المشاركة في هذا الجمع التأسيسي بشكل يضمن أحقيتها في التصويت وحسن تموقعها وتواجدها في الأجهزة المسيرة للمنظمة العالمية الجديدة، أطلب منكم العمل على: - تأكيد مشاركتكم شخصيا في أشغال هذا الجمع التأسيسي، وذلك قصد الارتقاء بمستوى تمثيلية الجماعات المحلية المغربية في هذا المنتدى. - إعداد دراسات ومداخلات بخصوص الموضوع العلمي لهذا الجمع التأسيسي وتهييء مطبوعات تعرف بجماعتكم لتوزيعها خلال هذا اللقاء العالمي المتميز. كما أضافت الرسالة في نهايتها تنبيها إلى قيمة المشاركة وتحمل مصاريف السفر والإقامة من لدن المشاركين. أما مدينة سان جرمان وعلاقتها بهذا السفر، فتلك حكاية أخرى لها علاقة بالميثاق الجماعي وما يخوله من اختصاصات لرئيس المجلس في قضية التوأمة بين المدن المغربية ومدن أجنبية تسمح للرئيس بالسفر دون إدراج ذلك في الدورات ولا في المناقشات. موح رجدالي أخبر رئيس بلدية سان جرمان بقدومه إلى فرنسا فعلا، وعلى إثر ذلك، دعا هذا الأخير موح الرجدالي إلى مأدبة غذاء على حساب رئيس بلدية سان جرمان يوم الأربعاء 5 ماي،إلا أن موح اعتذر عن ذلك اليوم بسبب أشغال المؤتمر المذكور، فتم تقديم اللقاء ليوم الثلاثاء 4 ماي 2004 على الساعة الثانية عشرة والنصف زوالا. واللقاء المذكور جاء بناء على اتفاقية التوأمة بين مدينة سان جرمان ومدينة تمارة. وعند رجوع موح رجدالي إلى أرض الوطن أرسل رسالة شكر إلى رئيس بلدية سان جرمان باسم المكتب المسير لبلدية تمارة المجتمع يوم 11 ماي ,2004 وعبر له فيها عن مشاعر التقدير لحفاوة الاستقبال واستعداد المجلس للتعاون بكل حماس على تعزيز التعاون بين المدينتين. فهذه هي حقيقة سفر موح رجدالي إلى فرنسا، فالرجل ذهب ليمثل بلده ومدينته على الصعيد العالمي، وذهب من أجل الجماعة المغربية الكبرى بتكليف وعلم من وزارة الداخلية لأسباب تعرفها وزارة الداخلية ويعرفها الخبراء الدوليون وهي الأسباب التي سنبسطها بعد قليل، ولم يكن أبدا يتفسح على حساب أموال الجماعة.
المتهجمون: من هم؟ لا نذهب بعيدا في كشف حقيقة المتهجمين على موح ومستواهم الأخلاقي والسياسي، فعامة الناس يعرفون أمثال هؤلاء، ويعرفون لماذا يتهجمون على رؤساء المجالس البلدية إن كانوا من طينة موح رجدالي. ويكفي أن نعرض على القراء والمهتمين بعض كلامهم الساقط في جلسة أشغال دورة أبريل الماضي، وكيف يصفون الرئيس والأعضاء الذين معه. المناضل الاتحادي لحسن العريفي مثلا شتم المستشار أحمد لحبابي (من العدالة والتنمية) قائلا له: أنت حمار، ثم أعادها للمرة الثانية توكيدا وإصرارا بالقول: أنت حمار، دين أمك (للتأكد أنظر محضر الدورة العادية لشهر أبريل 2004). هذا المناضل لم يتورع أيضا عن سب موح رجدالي عندما نصحه بالخروج من الجلسة إن كان يشعر أنه معتقل فقال: اخرج أنت، الله يخرج لك الروح هذه قلة العراض. وهذا الكلام جاء في سياق مناقشة مسألة رفع الجلسة أو عدم رفعها مع قرب الساعة الثانية عشرة زوالا، فإذا كان هؤلاء الذين يفتحون أفواههم بهذا الكلام الساقط وهم في جلسات مسؤولة، فكيف لا يتورعون عن اتهام موح رجدالي ومن معه بسرقة المال وتبذيره في غير الصالح العام. وقديما قال الشاعر أبو العلاء المعري: وإذا أتتك معرتي من ناقص، فهي الشهادة لي باني كامل مع تعديل بسيط فيها لنقول: وإذا أتتك معرتي من سفيه، فهي الشهادة لي بأني بريء.
رجدالي: شخصية علمية وطنية وعالمية لا يعرف الناس كثيرا الوزن العلمي للدكتور موح رجدالي على الصعيد الوطني والعالمي. فالرجل الأمازيغي الذي ولد عام 1957 حاصل على دكتوراه الدولة في علم النبات، ومهندس في المياه والغابات، وأستاذ جامعي بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، وخبير دولي في مجال البيئة وعلم النبات، وممثل المغرب وأفريقيا في منظمات عالمية ومعاهد دولية، ومنسق دول شمال أفريقيا لدى الشبكة العالمية للتصنيف والتنوع البيولوجي، وعضو في المجموعة المتخصصة في النباتات الطبية ولجنة الحفاظ على الأنواع بالاتحاد الدولي للمحافظة على الطبيعة والموارد الطبيعية وعضو في معهد الأبحاث من اجل التنمية بفرنسا وعضو الجمعية اللينية بلندن وعضو اللجنة العلمية للتنوع البيولوجي بشمال المغرب ورئيس الفرقة الوطنية المغربية.. وناشط في عدة جمعيات وطنية ومحلية. وله أبحاث علمية معترف بها دوليا ووطنيا، وكتابات ودراسات علمية معروفة على الصعيد الدولي باللغات العربية والأنجليزية والفرنسية وغيرها (12 مؤلفا وأكثر من 30 مقالا وعدة مؤلفات علمية بالاشتراك مع خبراء آخرين)، كما أن له اكتشافات كثيرة في ميدان الأعشاب والنباتات، وخبرة في الغطاء النباتي ومكافحة التصحر. كما أنه محاضر من الدرجة العلمية الرفيعة في عدة مؤسسات علمية مغربية وعالمية ولهذه القيمة العلمية العالمية الثقيلة يضطر رجدالي إلى السفر كثيرا إلى الشمال والجنوب والشرق والغرب حتى شبع وتعب من كثرة السفر والترحال، وأصبح يتمنى أن يستريح قليلا من ذلك. وعندما تولى مهمة رئاسة المجلس البلدي لمدينة تمارة اضطر الرجل إلى التغيب عن كثير من الملتقيات العالمية ليتفرغ لتسيير المجلس البلدي الجديد الذي تشكل عقب الانتخابات الجماعية المنظمة في شهر شتنبر ,2003 والتي فاز فيها رجدالي برئاسة المجلس عقب تشكيل تحالف واسع باسم كتلة الوفاء والإصلاح (العدالة والتنيمة والأحرار والاستقلال والتقدم والاشتراكية والحركة الشعبية والقوى الديمقراطية والوطني الديمقراطي والبيئة والتنيمةوالاتحاد الديمقراطي وحزب المبادرة وحزب المواطنة والتنمية)، وكان ذلك اليوم مشهودا في تاريخ المجلس البلدي حيث عرف مشاهد ساخنة ومواقف انهارت فيها أعصاب بعض المناضلين عندما أيقنوا أن الرئاسة ستكون من نصيب العدالة والتنمية. يقضي رجدالي يومه كاملا في المجلس البلدي متجاوزا ما يخوله له القانون من حصص للحضور ومتابعة قضايا البلدية وشؤونها الداخلية والخارجية ويحرص على متابعة كل صغيرة وكبيرة من الساعة الثامنة صباحا حتى وقت متأخر من الليل، أي أزيد من نصف يوم طيلة أيام الأسبوع.
تشويه رجدالي.. لماذا؟ ربما كان الحضور المتواصل للرجدالي في قلب الميدان ومتابعته لكل شاذة وفاذة وترتيب البيت الداخلي بعناية ودقة من الأسباب الرئيسية التي جعلت بعض الضعاف والانتهازيين المرتزقة يقذفونه بتلك التهمة الخاوية الواهية، والتي يعرفون حق المعرفة تهافتها وتفاهتها. ربما ظنوا أنه يمكن استغفال الناس والضحك عليهم واحتقارهم إيمانا منهم بأن الناس مجرد هوام عوام لا يفقهون في السياسة شيئا، لكن هيهات. هناك سبب آخر لا يخفى على أحد ولو لم يبلغ الحلم، فالذين سعوا لتشويه سمعة رجدالي أصابهم سعار الهزيمة، وفقدوا السيطرة على أنفسهم وانهارت أعصابهم عندما رأوا عجلة الإصلاح والتغيير تتحرك في مدينة تمارة سواء في بلديتها حيث أعيد الاعتبار لكل من فقده من قبل وأكرمت المرأة فأصبحت رئيسة لبعض المكاتب والمصالح، وبانت آثار الأوراش في الشوارع والطرقات والتشجير والمجموعات السكنية وغيرها. وإذا كنت من صغار النفوس فلن تقبل أن يكون خصمك متقدما عليك في العمل والشعبية والنزاهة والوفاء والإصلاح إذ تأخذك مشاعر الغيرة لتنتقل إلى شعور بالحسد ثم أخيرا يتحول الشعور إلى حقد ورغبة في الانتقام بأي وسيلة كانت وعلى رأسها التشويه والتلطيخ ويتوج الأمر في النهاية بالعدوان الجسدي واستعمال العنف. الذين سعوا إلى تشويه موح رجدالي يعلمون علم اليقين كما سلف أنهم كاذبون ومفترون، وأن لاشيء بيدهم، كما يعلمون أنهم موقنون أن القضاء لن يرحمهم إذا التجأ إليه رجدالي بصفته الشخصية لا بصفته الحزبية، ولذلك تراهم يرسلون الوسيط بعد الوسيط من أجل ثني رجدالي عن الوصول إلى المحكمة حتى لا يخسروا ما تبقى من سمعتهم ومكانتهم، وكذلك الأمر بالنسبة للصحف التي نشرت أكاذيبهم. كان من الممكن أن تتحول المعارضة التي يحبك خيوطها مناضلون مزعومون يظنون أن العمل السياسي النضالي حكر عليهم، وأن أمهات المغاربة عجزت عن ولادة أمثال لهم أو أحسن منهم، وأنهم وحدهم يفهمون في الشأن العام الوطني والمحلي حتى قال أحدهم للأمين العام لحزبه في عتو وغرور: لو أن تحفظا واحدا سجل ضدي في المغرب كله فلن أترشح. نسأل الله العفو والعافية في الدين والدنيا والسياسة. حسن صابر