قال المفكر السوري الأصل خالص جلبي إن الفكر الحر وحرية التعبير والحوار مع الآخرين هو المفتاح لإنضاج المجتمعات، وأكد في محاضرة نظمتها جمعية الشروق الثقافية بمدينة تمارة أول أمس السبت أن العالم العربي يعيش مشكلة ثقافية ولم تنضج لديها بعد إمكانية الاعتراف بالآخر أو الاختلاف مع الآخر. ولفت جلبي إلى أهمية أن نفهم أن القانون الالهي يستند على التنوع في الوجود والمخلوقات، وأبرز أن أسوأ ما ابتلي به العالم الإسلامي هو قتل المختلف مثلما تفعل بعض التنظيمات التي توظف الدين مثل داعش التي دمرت آثار مدينة تدمر التاريخية بما تضمه من إرث انساني، معتبرا أن هذه الممارسة أساسها سياسي وليس ديني. وأوضح المحاضر أن الخلافات بين البشر تمتاز بجدلية، خاصة أنها رحمة إذا تعامل الناس على أساس أنها حقيقة كونية فلم ينعزلوا عن بعض ولجأوا إلى الحوار لاكتشاف كل فريق ما عند الآخر، فيما يتحول المجتمع إلى جحيم إذا تحولت المجموعات المختلفة إلى شرانق مغلقة منعزلة عن بعضها البعض تتغذى على الريبة والحقد وتنفجر على التطهير العرقي، مستندا في هذا الصدد إلى الفظاعات المرعبة التي نقلها لنا التاريخ حول اختلاف المذاهب واقتتال الطوائف. ويرى خالص جلبي أن العالم العربي بعد أن جرب القوميين والشيوعيين والبعثيين، ظهر اليوم على السطح الإسلاميون، مشيرا إلى حدوث صراع بين جناح المتطرفين والمتشديين والجناح التنويري والعقلاني والمتسامح متوقعا أن يكون المستقبل لهذا الجناح. وفي الحالة المغربية، قال جلبي إن حزب العدالة والتنمية وحركة التوحيد والإصلاح وغيرهم يتبنون استراتيجية تقوم على السلام واللاعنف وهذا معناه العقلانية، معتبرا أن الجنوح إلى العنف يعني الحرب وهذا بحسبه إعلان إفلاس أخلاقي وجريمة وجنون.