أكد خالص جلبي أن العالم الإسلامي في مجمله يعيش مرحلة القرون الوسطى باستثناء بعض التجارب الواعدة ،كالتجربة الماليزية وقال:"نحن الآن عمليا في مرحلة ما قبل الإصلاح الديني في أوروبا نحن في 1437 هجرية ،والواقع أننا في 1437ميلادية ،ولم ندخل العصر بعد". وأوضح المفكر العربي في تصريح ل"جديد بريس" أن الحضارة هي ثلاث كلمات عملية إبداعية، وصيانة، وتطوير، ونحن حتى اليوم لم تتشكل عندنا بعد العقلية الإبداعية فضلا عن الصيانة، والتطوير". وأضاف جلبي أن الحضارة ثلاث طبقات هي عالم الأفكار ،ثم تأتي الطبقة العلمية ،تم تأتي التكنولوجيا أو إفراز الأشياء ، من الطبقة العلمية والقاعدة العلمية بذاتها لا تتشكل ما لم يتشكل المناخ الفكري وقال "ونحن حتى اليوم عندنا كثيرا من الأسئلة ما تزال تعتبر طابوهات حيث لا نستطيع مناقشتها كنظرية التشريعات ،والدراسة القرآنية التاريخية المقارنة ،ودراسات تفسيرية جديدة"، داعيا إلى تغيير المناخ العقلي ومعترفا أن حصول هذا التغيير ليس بالأمر السهل لأن البنية الثقافية هي بنية متكلسة. وحول ثورة الربيع العربي قال خالص جلبي "إذا كان ما حدث أفرز تفكيرا جديدا أو مناخا جديدا من التفكير والحوار، والاعتراف المتبادل والتسامح والحب والرحمة والإفراز العلمي فهو خير"، واستدرك بأننا اليوم " يبدو في مخاض عسير قد يأخذ عشرات السنوات". ونبه العاملين في مجال الإصلاح أن يعملوا على بناء مراكز البحث العلمي لتشخيص أمراض الأمة، داعيا إلى اعتماد هذه المراكز في تشخيص الأمراض من خلال خبراء وتعميم وتبسيط الأفكار، أي ما يسمى بتبسيط العلوم واستدل ب"الوردي" عالم اجتماع عراقي الذي يرى أن التهم الكبيرة التي وجهت للسفسطائيين في أتينا، ترجع إلى أن هؤلاء كانوا يبسطون العلوم للجماهير. وخلص إلى ضرورة وجود طبقة تبسط المعلومات،لأن الناس العاديين يصعب عليهم الفهم.