في الوقت الذي كانت تجري فيه مسرحية محاكمة سفلة أبوغريب أول أمس الأربعاء، كانت الطائرات الأمريكية تنفذ مذبحة ضد مدنيين عراقيين أثناء إعدادهم لعرس. وسقط 14 عراقيا جراء القصف الجوي الأمريكي لقرية تقع بالقرب من الحدود السورية أثناء الإعداد للعرس. وأفادت قناة العربية الفضائية نقلا عن شهود عيان ببلدة القائم القريبة من الحدود السورية أن الطائرات الأمريكية قصفت قرية مكر الديب الحدودية فيما كان أهلها يحضرون لحفل عرس؛ وهو ما أدى إلى سقوط 41 مدنيا، بينهم عدد من النساء والأطفال. وقالت العربية إن طائرات أمريكية استهدفت منزلين في قرية مكر الديب بمنطقة القائم على الحدود العراقية السورية. وقالت القناة الفضائية: إن الطائرات دمرت كذلك منازل أخرى في القرية، كما نشرت صور جثامين ملفوفة في أغطية يجري تحميلها على سيارات نقل. من ناحية أخرى، تظاهر نحو 400 شخص في كربلاء تلبية لدعوة المرجع الشيعي آية الله العظمى علي السيستاني، ضد وجود جنود من الاحتلال وعناصر ميليشيا مسلحين في المدينة. ورفع المتظاهرون الذين تجمعوا أمام مستشفى المدينة لافتات كتب عليها نعم لإزالة كل وجود مسلح في كربلاء، ولا للاعتداء على أماكننا المقدسة. وكان السيستاني قد خرج عن حالة الصمت التي التزمها منذ بدء المواجهات بين الجانبين في أبريل ,2004 وطالب القوات الأمريكية ومقاتلي جيش المهدي بالانسحاب من مدينتي النجف وكربلاء المقدستين اللتين تشهدان مواجهات مسلحة. وفي الوقت الذي يطالب فيه السيستاني من الزعيم الشاب الصدر ومقاتليه إخلاء النجف والأماكن المقدسة وإفراغها من مظاهر التسلح، رأى محللون معنيون بالشأنين العراقي والإيراني أن هناك مؤشرات على دعم إيراني لتيار الزعيم العراقي الشيعي الشاب مقتدى الصدر في مواجهة سلطات الاحتلال الأمريكي، وعزى هؤلاء أهداف إيران إلى رغبتها في تخفيف الضغط الأمريكي عليها بشأن ملفها النووي من جهة وإيجاد حزام شيعي جيو-إستراتيجي ضد أي تهديد أمريكي محتمل لإيران من جهة أخرى. ورأى المحللون أن حجم هذا الدعم الإيراني يتفاوت بين مساندة كاملة تسمح بتنفيذ الصدر للسياسات الإيرانية داخل العراق وبين دعم معنوي حذر، وإن استبعد أحدهم وجود علاقة قوية بين طهران والصدر. ع.ه