قدم الدكتور هيثم خالد الحسن أخيرا في مؤتمر طبي عالمي بدولة قطر دراسة ميدانية جديدة في المجال الطبي أطلق عليها اسم متلازمة قناص الفخذ، وتكشف هذه الدراسة عن صورة أخرى من صور الحرب النفسية التي تشنها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، إذ تستهدف إعاقة هذا الشعب الأبي على مستوى الرجلين لتشل حركته بعدما ثبت لديها بالملموس أن اغتيال الشهداء يرفع من معنويات الجماهير. الدكتور هيثم خالد الحسن، مغربي الجنسية، فلسطيني الأصل، استشاري جراحة الأوعية الدموية بمستشفى المقاصد الخيرية بالقدسالمحتلة، أب لأربعة أطفال، مقيمين مع أمهم بالمغرب، لا لشيء إلا لأن الدكتور هيثم قدم خدمة الوطن على خدمة الأسرة كما قال لنا. في هذا الحوار المباشر الذي خص به الدكتور هيثم جريدة التجديد يتحدث عن دراسته وعن ظروف عمل الأطر الطبية في فلسطين، مناشدا همة المجتمع الدولي لفضح التجاوزات الإسرائيلية دون إغفال بركة الدعاء. مرحبا بالدكتور هيثم، كيف تصف لنا وضعك هناك بفلسطين، خصوصا وأننا نعلم أن أسرتك، بمن فيها والداك وإخوتك وزوجتك وأبناؤك، مقيمون هنا بالمغرب؟ والله أختي، هذا صعب جدا، فأن يكون المرء بعيدا عن الأهل وفي وطنه الأصلي، فالمسألة لا تحتمل، فما بالك بالبعد خارج أرض الوطن، إلا أنني أضع أولوية خدمة الوطن على خدمة الأسرة، ولا توجد معادلة لهذا الأمر. رغم أني أقوم بزيارات إلى المغرب. بصفتكم متخصصا في جراحة الأوعية الدموية، كيف تصفون لنا ظروف عملكم؟ هذا هم كبير يا أختي، وكما تعلمين، فطبيب أمراض القلب يحتاج إلى جهاز تخطيط القلب، وجراح الشرايين يحتاج إلى جهاز تصوير الشرايين، وأنا منذ سنتين أعمل جميع عملياتي الجراحية دون وجود جهاز لتصوير الشرايين، أي أنني عدت خمسين سنة إلى الوراء، أعتمد على الحدس الطبي والفحص الطبي اليدوي وبعض المواد الطبية الصغرى لتشخيص حالة ما، وفي بعض الحالات أضطر إلى إرسال الموكب إلى الأردن من أجل عمل الأشعة، وهذا فيه إرهاق مالي شديد على المريض، والطريق صعبة جدا، والله في عون مريض الشرايين فهو يتعب بالمرض ونحن نتعب بالتشخيص. وبالمناسبة أذكر مستشفى المقاصد الخيري بالقدسالمحتلة، وهو واحد من أهم المستشفيات الفلسطينية لأنه المستشفى الذي تحول عليه الحالات الصعبة، وباعتبارنا أطباء نعاني أشياء قاسية يصعب احتمالها مثل عدم وصول المريض إلينا في الوقت المناسب بسبب عراقيل قوات الاحتلال. ما هي نسبة الإصابة بهذا المرض في صفوف الفلسطينيين؟ من نعم الله علينا أنها نسبة قليلة، والمشكلة في أمراض الشرايين تتمثل في أمراض الرقبة والرأس وأمراض شرايين القلب، وهذه الأمراض كثيرة رغم أن عدد مراكز عمليات القلب في فلسطين اثنان، واحد منهما يعمل فقط إذا حضر جراحون متطوعون من الخارج، وينتظر المريض أحيانا شهرين أو ثلاثة لإجراء عملية قلب مفتوح. والملاحظ أن حالات كثيرة من أمراض شرايين القلب ترجع إلى التوتر الدائم. شاركتم في أبريل الماضي في مؤتمر طبي عالمي وقدمتم خلاله دراسة قيل إنها الأولى من نوعها، يسعدنا أن تقرب قراء التجديد من مضمون المؤتمر وموضوع هذه الدراسة؟ كان موضوع المؤتمر هو طب الطوارئ والكوارث العالمي الثاني في قطر، وهو مؤتمر عالمي وقد بلغ عدد المشاركين فيه 2400 طبيبا وطبيبة ومن يقومون بالخدمات الطبية، يستعرض هذا المؤتمر كيفية معالجة الحالات الناتجة عن الكوارث، وكيفية تحسين طب الطوارئ في مختلف النواحي، سواء أمراض القلب أو أمراض الإصابات أو أمراض الكوارث الطبيعية. وقد شاركت شخصيا ببحث سميته متلازمة قناص الفخذ وهو توصيف جديد لإصابة شريانية، وهو اسم جديد لشيء جديد في عالم الطب، وكان ذلك نتيجة ملاحظة أنه أثناء ثلاث سنوات من الانتفاضة الأخيرة في فلسطين، تأتي للمستشفى حالات مصابة في منطقة محددة بالذات من جسم الإنسان، وهذه المنطقة من الناحية التشريحية تحتوي على الشريان الرئيسي للساق والوريد الرئيسي للساق والعصب الرئيسي للساق وعظمة الفخذ، وعندما تصاب هذه المنطقة بطلق ناري تحدث إصابة في الأساسيات الأربعة لحياة القدم، وهذه الإصابة غير قاتلة ولكنها تحدث إعاقة دائمة حتى بعد معالجتها، والمشكلة في تشخيصها السريع لأن كون أربعة أجزاء متضررة يجعل التركيز على جزء على حساب جزء آخر، وبالتالي في بعض الحالات ، كما حدث لنا في 11 حالة، جاءت هذه الحالات متأخرة وفي حالات عطب شديد، هذه الإصابات لا تحدث إلا من خلال قناص، والقناص هذا يتربص بالمدنيين وليس بالمتظاهرين إذ يجب أن يكون الشخص ثابتا لتتم إصابته بدقة. وبالتالي فالصهاينة يتعرضون للواقفين المتفرجين وليس لأنهم يتعرضون للمتظاهرين الذين يلقون الحجارة أو يقومون بعمليات فدائية حسب ادعاءاتهم. والهدف من هذا كله هو تعمد الإعاقة للشعب الفلسطيني، وقد لاحظنا أن هذه الإعاقة زادت حدتها خلال السنتين الأخيرتين من الانتفاضة، فقد كان القتل هو الهدف الأساسي في بداية الانتفاضة، وبعد ذلك تعمدت قوات الاحتلال إحداث الإعاقة وقد نتج عن هذا السلوك المشين إلى حد الآن حدوث ما يقارب 6400 إعاقة. هذه الحالات من الإعاقة إذا قورنت بقدرة الخدمات الطبية في الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تتوفر على أحسن مستوى للخدمة طبية في العالم فإن الخدمة الطبية للولايات المتحدة ستنهار أمام عدد الحالات، فما بالك بمستوى الخدمات الطبية بفلسطين، وكل حالة إعاقة تستغرق سنة أو سنة ونصف من العلاج، فتصوري الحجم الهائل من المصابين المعاقين الذين لا يجدون أماكن كافية لمعالجتهم. ونتجت عن هذا مشكلتان: الأولى استنزاف الخدمات الصحية، والثانية فقدان جزء هام من طاقة العمل الفلسطيني لأن المصابين مدنيون عاديون، ويصبحون عبئا على مجتمعهم، كما يصبحون في حاجة إلى من يقوم على خدمتهم. يبدو من خلال ما ذكرتم أن هذه الاستراتيجية بدأت خلال السنوات الأخيرة. من وجهة نظركم، لماذا غيرت قوات الاحتلال منهجها من القتل إلى الإعاقة؟ هل هذا يدخل ضمن مخططها الشامل أم أنها عجزت أمام المقاومة الشعبية؟ الحقيقة هذا مخطط وفي الوقت نفسه عجز لقوات الاحتلال، والمخطط هو اعتماد الحرب النفسية، لأنهم يعلمون أن الشهيد يرفع معنويات الشعب الفلسطيني، أما المعاق الموجود في الميدان وفي العمارة والحي لمدة شهر وشهرين وعام وعامين، نفسيا قد ينتج عنه الحذر من القيام بأعمال ضد الكيان الغاصب من المظاهرات أو حتى التفرج، وبالتالي يصبح الزخم الشعبي تدريجيا أقل من السابق، وهذه هي الحرب النفسية. هل تلقى هذه الحرب النفسية في نظركم استجابة من الشارع الفلسطيني رغم ما نسمعه عن هذا الشعب من تمتعه بمعنويات عالية؟ الشعب الفلسطيني ما زالت معنوياته عالية جدا وهو صامد، وكل يوم تسمعون دليلا شاهدا على ذلك، وما زالت الحرب السيكولوجية لم تستطع التأثير كثيرا على الشعب الفلسطيني، فما زالت إرادة العيش بكرامة موجودة، والعدو لا يفهم أن الإيمان يقوي من الإرادة، وشعبنا مؤمن وكلما زاد الضغط عليه تزداد إرادته، وأنا هنا لا أبالغ ولا أحكي كلاما منمقا، فرغم أن الاقتصاد ينهار، ما زال الناس صامدين ومتماسكين والعزيمة قوية. وما يحز في النفس أن الشعب الفلسطيني وحيد في معركته، وهذا لا يتعارض مع أن هناك دعما له، ولكن المقصود أن ما يحدث للمجتمع الفلسطيني أصبح متعودا عليه. وأنا شخصيا منزعج جدا من ثورة الفضائيات في الغناء، ولا أفهم كيف أنه في فجأة أصبح لدينا ثلاثون برنامجا لاختيار مغنيين ومغنيات وفنانين وفنانات وتنسى قضية الانتفاضة تماما، ومنذ سنة ونصف كانت موجودة في الفضائيات فإذا بها تتحول إلى سوبر ستار أو ما شابه ذلك للأسف الشديد. أين هو دور المجتمع المدني الفلسطيني أو العربي الإسلامي أو الدولي أمام هذا الوضع؟ أحسنتِ، (قال متنهدا)، وفي ما يخص الحديث عن الشعب الفلسطيني، فحتى هذه اللحظة ما زال الترابط المجتمعي قويا جدا وسأعطيك مثالا على ذلك، ففي أحداث المسجد الأقصى عندما ابتدأ الجرحى والشهداء يصلون إلى المستشفى، تجمع خارج غرفة طوارئ المستشفى ستمائة شخص تقريبا كلهم يريدون التبرع بالدم، وفعلا كان عندنا نقص في الدم، وبوجود هذا العدد الهائل من المتطوعين خلال ساعات دون استدعائهم، وهذا يدل على أن الشعب الفلسطيني ما زال مترابطا رغم أن إمكاناته ما زالت محدودة فيقدم دمه لأنه لا يجد دعما كافيا لمقاومته. أما من الناحية العربية والدولية، فلابد من شكر الدول العربية على الدعم الذي تقدمه لفلسطين، إلا أن هذا الدعم غير كاف لأن الحاجات لدينا كثيرة جدا، بالإضافة إلى أن هذا الدعم لا يستطيع أن يصل دائما في الوقت المناسب، فالأدوية على سبيل المثال عندما تتعطل في الشحن وتبقى في الحدود تحت الشمس، وهذا بطبيعة الحال بسبب عراقيل قوات الاحتلال، تفسد الأدوية، وعندما نعجز عن إدخال أجهزة معينة بسرعة مناسبة مثل أمصال التطعيم تصبح فائدتها منعدمة. الأمر الآخر أنه بحجة مكافحة الإرهاب العالمي بزعامة الولاياتالمتحدةالأمريكية أصبح الدعم المالي قليلا كما أن البعض يتحرج ويخاف من إرسال دعمه المالي لداخل فلسطين كي لا تتم ملاحقته من قبل العالم الخارجي. أما الدعم الدولي فأنا أعتبره دعما كاذبا، فمنذ سنتين ناشدنا كل الهيئات الدولية بمحاولة إصلاح جهاز تصوير الشرايين الذي نتوفر عليه بالمستشفى، وهو الجهاز الوحيد في فلسطين لتشخيص أمراض الأوعية الدموية ولغاية الآن لم نستطع الحصول على دعم لإصلاحه أو شراء جهاز جديد، وأنا لا أثق في الدعم الدولي لأنه متذبذب. بعد الحديث عن الشعب الفلسطيني، نعود لنرى واقع الأطر الطبية ومدى تأثرها بهذا الوضع وخصوصا ما يتعلق بسير العمل وبالتكوين المستمر؟ ما قلتِه حاصل مائة بالمائة، وأعطيك مثالا: في بعض الأحيان لا نستطيع الوصول إلى المشافي، ففي يوم من الأيام خرجت من البيت في الساعة السادسة صباحا ووصلت إلى المستشفى في الساعة الثالثة والنصف عصرا بفعل عراقيل قوات الاحتلال، أي بعد انتهاء توقيت الدوام بساعة ونصف رغم أن المسافة بين بيتي والعمل لا تسغرق في الأوقات الطبيعية سوى خمسة عشر دقيقة، وعندما وصلت بعد تخطي الحواجز كان المصاب قد مات وهذا الأمر دفعني إلى الإقامة لمدة أربعة أيام متواصلة بالمستشفى خوفا من أن تصل حالات مشابهة وأعجز عن الوصول إليها في الوقت المناسب، هذا على مستوى الأطباء، وأحيانا يأتي الطبيب ويمنع الممرضون أو أصحاب النظافة أو الأشعة من الوصول. والشيء الآخر هو أن كل طبيب في حاجة إلى أن يثقف نفسه، وهذا الأمر أصبح غير متوفر لدينا لأن المكتبات الطبية أصبحت غير قادرة على مواصلة شراء الدوريات الطبية أو حتى الكتب والمراجع الطبية الحديثة وفي المستشفى الذي أشتغل فيه، لم يعد بإمكانننا الاشتراك فيها، بل حتى الجرائد والمجلات لا تصل إلينا بشكل مستمر ومبكر ونادرا ما نجد صحفا خارجية، وهذا يؤثر علينا كثيرا. الشيء الآخر هو أن الطبيب إذا أراد الخروج للمشاركة في مؤتمر ما يجب أن يفكر مائة مرة قبل أن يقرر لأن السفر أصبح مصيبة المصائب، ففي بعض الأحيان كي أصل إلى المغرب تأخذ مني الرحلة أربعة أيام والمسافة بين منزلي وبين مطار عمان فقط 60 كلم. والهيئة الطبية منهكة وبرامج الطوارئ موجودة على مدار الساعة، كما أن محاولة تحسين الخدمات تعذرت، ومحاولة تحسين المستوى الطبي توقفت رغم كل الجهود، وتأثر الجسم الطبي تأثرا كثيرا من جراء سياسة العدو، وأعطيك مثالا آخر فالجدار الجديد بالإضافة إلى كونه يمنع وصول الأطباء فإنه أيضا يمنع وصول المرضى إلى المستشفيات في الوقت المناسب وهو ما يزيد من مضاعفات حالاتها، والخدمات الطبية في القرى معطلة لأن المراكز الطبية فيها فقيرة، زد على هذا أن سيارات الإسعاف تم استهدافها ودمرت، منها 40 سيارة تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني. والآن منذ أسبوع لا يوجد لدينا محلول الملح الذي يعطى في الوريد في المستشفى منذ أسبوع. لابد أنكم دكتور هيثم ذكرتم هذا وغيره في المؤتمر الأخير في قطر وهو محفل عالمي، هل كانت مبادرات أو توصيات عملية في هذا المجال؟ هذا صحيح، المؤتمر في قطر فتح لنا أبوابا كبيرة في فلسطين ولله الحمد، فمنذ الآن إخوتنا القطريون في الهلال الأحمر القطري وفي الحكومة القطرية مشكورون، تولوا استقبال عشرة أطباء فلسطينيين كل عام في التخصص للخمس سنوات القادمة، وهذا معناه أننا الآن نستطيع تعليم خمسين طبيبا خلال الخمس سنوات القادمة في مختلف التخصصات، وكان هذا تفاعلا جيدا جدا، خصوصا أن المشكلة عندنا هي أن الطبيب يتخرج في فلسطين ولا يستطيع التخصص خارج البلد نظرا لضيق ذات اليد. قلت في تصريح لك وأنت في قطر بأن قوات الاحتلال أجبرت مجموعة من النساء الحوامل على النزول من سيارات الإسعاف فبقين ينزفن حتى الموت، أليست هذه الأمور وغيرها حجة ضد قوات الاحتلال أمام المنتظم الدولي؟ والله هي حجة، ولكنها لا تستغل، فهي عالميا تذكر مرة واحدة ثم تطمس، وقد أخبرت جميع الجهات بما فيها الصليب الأحمر الدولي، وجمعيات الهلال الأحمر بالعالم العربي وكلها تعلم بذلك، فلحد الآن توفيت 27 امرأة أثناء الوضع على الحواجز من غير الأطفال الذين توفوا أثناء الولادة، فالمجتمع الدولي لديه أرقام، ولكنه لا يستغلها ولا يكررها لأن ذلك يمثل إحراجا ل إسرائيل وإحراجا لحليفه. إذا أردتم إبلاغ رسالة إلى المجتمع الدولي من هذا المنبر، ماذا تقولون؟ أقول للمجتمع الدولي ما يلي: كفاكم تجاهلا للشعب الفلسطيني، تجاهلتموه منذ سنة 1948 بل وافقتم على تصفيته. كفاكم مواربة ل الإسرائيليين بحجة عدم قطع الاتصال معهم. عليكم أن تزيدوا من فضح الانتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، ولا تخجلوا من إظهار الحقيقة للمجتمع الدولي. عليكم أن لا تهابوا من إسرائيل في إظهار حقيقة إفسادها للأرض الفلسطينية وقوات الشعب الفلسطيني. عود على بدء، ما هي رسالتك لأسرتك هنا بالمغرب ولأشقائك المغاربة؟ أدعو الله لأفراد أسرتي أن يتحملوا غيابي ويعذروني ويدعوا لي بالخير، هم وإخوتي بالمغرب. كلمة أخيرة. إن دعاء المسلمين للمسلمين بركة، والله دائما يستجيب الدعاء، وبالذات إذا خرج من قلوب مؤمنة صادقة، فأتمنى، وأنا أعلم ذلك، أن يزيد دعاء إخواننا وأخواتنا في المغرب في نصرة الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية. حاورته: حبيبة أوغانيم مستشفى المقاصد الخيرية الإسلامية بالقدسالمحتلة تأسست جمعية المقاصد الخيرية بالقدسالمحتلة عام ,1956 وبدأت نشاطها المتواضع برأسمال قدره 1796 دولارا أمريكيا. وفي عام 1964 شرعت الجمعية في بناء مستشفاها، الذي بدأ باستقبال المرضى عام 1968 بطاقة استيعابية متواضعة. بلغت الميزانية الجارية والتطويرية للجمعية عام 1998 حوالي 20 مليون دولار أمريكي، وقد بلغ العجز حوالي 8 ملايين دولار أمريكي، ومن المتوقع أن تكون ميزانية العام الحالي حوالي 20 مليون دولار أمريكي، وبالعجز نفسه. وتقدر موجودات الجمعية من أراض وما عليها من منشآت بمبلغ سبعة وسبعين مليون دولار أمريكي، ويمثل المستشفى أكبر مؤسسات الضفة الغربية الطبية من حيث التخصصات الطبية وقدرة الاستيعاب. ولا يقوم المستشفى فقط بعلاج المرضى، بل يقوم بتدريب طلبة كلية الطب جامعة القدس وطلبة كليات التمريض من مختلف جامعات فلسطين، بالإضافة إلى تدريب الأطباء المقيمين في التخصصات المختلفة. وقد بدأ هذا البرنامج التخصصي عام ,1988 ويضم ما معدله 70 طبيبا مقيما موزعين على مختلف سنوات التخصص في الأقسام التعليمية المختلفة، وذلك حسب اختيارهم مع مراعاة طاقة الاستيعاب. ويتدرب الطبيب المقيم مدة أربع سنوات حسب متطلبات المجلس الطبي الأردني، وكذلك المجلس الطبي الفلسطيني، والذي هو في طور الإنشاء، وتبلغ كلفة هذا البرنامج سنويا حوالي مليون دولار أمريكي. الأقسام الطبية والتخصصات الموجودة في المستشفى: 1 الجراحة العامة. 2 التخدير. 3 الأطفال. 4 الولادة والجراحة النسائية. 5 الأمراض الباطنية. 6 جراحة العظام. 7 التشريح المرضي (الباطولوجي). 8 الأطفال الخدج. 9 الأشعة. 10 الجراحة الخاصة، والتي تشمل: جراحة المسالك البولية، جراحة الأعصاب، جراحة القلب والصدر، جراحة الوجه والفكين. يتعرض المستشفى إلى الكثير من الإشكاليات والعوائق وتتلخص في ما يلي: أولا: العجز المالي الكبير الذي يعاني منه سنويا. ثانيا: سياسة الاحتلال الإسرائيلي للقدس بصفة خاصة، وهي سياسة مبرمجة غايتها تحجيم المؤسسات الأهلية في مدينة القدس. ثالثا: شح الدعم العربي لجمعية المقاصد الخيرية منذ حرب الخليج