اللقاء الذي طالبت الشبيبات الحزبية بعقده مع رئيس الحكومة يبدو في الظاهر لقاء عاديا، لكن تزامنه مع الأنباء التي تداولتها بعض وسائل الإعلام والتي تفيد بإعداد وزارة الداخلية لمشروع قانون لتعديل القانون التنظيمي لمجلس النواب تلغى بموجبه لائحة الشباب الوطنية، يعطي لهذا اللقاء طعما آخر وأهدافا غير معلنة.. شبيباتنا اليوم في أمس الحاجة من أي وقت مضى إلى التكوين والتأطير و أخد التجارب والعبر من شبيبات الدول الديمقراطية والتي وصل شبابها إلى أعلى مراتب المسؤولية. فبدل النضال الذي أصبحت تبذله أغلب شبيباتنا الحزبية لضمان مقعد مريح في لائحة "الريع" الوطنية، تمنيت أن يستثمر هذا النضال في منطق تغيير الثقافة السياسية والتنظيمية داخل "غيتوهات" الأحزاب السياسية، ليضمن الشباب وصولهم وفق الأعراف الديمقراطية إلى مراكز القرار الحقيقية، وبشرعية انتخابية كاملة، بدل التستر داخل لائحة ريعية بواسطة قطار الكوطا الذي قد يزيغ عن سكته في أي وقت وحين. علما أن أصحاب القرار الحقيقيون هم من قرر منح الشباب لائحتهم الوطنية في الانتخابات الماضية، وهم أنفسهم من قرر إلغاءها في الانتخابات المقبلة!