قال وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية إن سياسة الشأن الديني في المغرب هي من تصور أمير المؤمنين وتخطيطه، وإن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أنشئت لتنفيذ هذه السياسة وإخراجها إلى حيز الميدان، واصفا هذه السياسة بأنها ميدانية تسلك أسلوب المقاربة الحديثة لتدبير شؤون الدولة الحديثة. وطالب الوزير في الندوة الصحافية المنظمة يوم الجمعة الماضي بالوزارة المجتمع بأن تكون هذه السياسة موضوع تعبئة لا موضوع اختلافات، لأن مبادئها واضحة تستمد مقوماتها من التزام المغرب بإسلام سني مبني على الوحدة المذهبية. وأوضح السيد التوفيق أن الاستراتيجية الجديدة تقوم على فتح المجال أمام العلماء ليكونوا قريبين من الناس، وليقوموا بدورهم وفق مقاصد الشرع الهادفة إلى نفع الناس وإرساء العدل بينهم. وأوضح أنه تمت مراعاة شرطين أساسين في اختيار أعضاء المجالس العلمية وهما القرب من الناس والالتزام المذهبي، موضحا أن تعريف العالم لم يعد يقتصر على الحاصل على شهادات عليا في تخصص الدراسات الإسلامية، وإنما يعني بالدرجة الأولى الشخص الذي يحمل علما شرعيا صحيحا مع الالتزام بالمذهب، ويتسم بالفضيلة المبنية على التقوى والعمل واعتراف الناس بهم. ونفى أن يكون للهيكلة الجديدة تأثير على استقلالية العلماء، موضحا أن المصدر الذي يستقي منه العلماء فتاويهم هو القرآن والسنة. وبخصوص إصلاح التعليم قال الوزير بأنه سيشمل كل فروعه، سواء تعلق الأمر بالتعليم العتيق أو التعليم الأساسي أو العالي، أو المناهج ذات الصلة بالتربية والدراسات الإسلامية. وأكد السيد التوفيق أن المغرب مستعد للتعاون مع إسبانيا التي تجمعنا معها علاقات القرب الجغرافي والثقافي والتاريخي في المجال الديني حسب ما يراه الطرف الإسباني مناسبا. ودعا وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، إلى تسليط الضوء على المستجدات الخاصة بإعادة هيكلة الحقل الديني وتحديد ما معنى حركة إسلامية، وقال الوزير إن جلالة الملك في خطابه ل28 ماي، قال بأن المغرب لن يكون فيه جمعيات دينية ولا أحزاب دينية، فالحركات الإسلامية إذا كانت مشروعة، حسب قول الوزير، أصبحت حزبا يخضع لمقتضيات أحزاب البلد. وأوضح التوفيق أن المجتمع بكل فعالياته مدعو من المنطلقات نفسها والغيرة نفسها للحفاظ على أمن البلد كله بالاشتغال والتعاون لتصحيح هذا المفهوم. وأضاف: أنا لا أشكك في أحد، ولكنه للاشتغال لا بد من تصحيح المفاهيم. فالواقع هو الواقع، لكن المفاهيم ضرورية. وقال إن الاشعاع المغربي في إفريقيا يقع تحت مسؤوليتنا، ليس فقط استجابة لأمانتنا التاريخية، بل استجابة للمطالب الملحة الحالية لعدد من الدول الإفريقية التي لها مشاكل تهدد هويتها في ما يتعلق بالمذهب. وبين أن الجالية المغربية المقيمة بالخارج تحظى برعاية خاصة من لدن أمير المؤمنين في ما يخص الشأن الديني، وذكر أن هناك مشروعا لتكوين الأئمة بالخارج، وتنظيم دورات تكوينية تخصص لهذا الغرض. وكشف وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربي عن عدة مشاريع إعلامية للوزارة وقال بأنه ستكون للوزارة قناة خاصة تلفزيونية تشتغل على الأقل ساعتين، موضحا أن الوزارة عدلت عن مشروع إذاعة القرآن الكريم على الموجات الطويلة باهظة التكاليف، و قال إن الوزارة ستقتصر في وقت قريب على الإرسال الرقمي، ضمن الباقة التي سيحصل عليها المغرب في قمر اصطناعي قريب. وسننشر وقائع هذه الندوة يوم غد بإذن الله. خليل بن الشهبة