تفضل أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس أعزه الله فوضع طابعه الشريف على ظهيرين شريفين يرمي مضمونهما إلى تهيئة المجال الديني الذي هو تحت الإشراف المباشر لأمير المؤمنين، ويوكل تنفيذ عدد من جوانب تدبيره إلى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ويتعلق الأمر بالظهير الشريف رقم 193,03,1 الصادر في تاسع شوال 1424 (4 دجنبر 2003) في شأن اختصاصات وتنظيم وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والظهير الشريف رقم 300,03,1 الصادر في 2 ربيع الأول 1425 (22 أبريل 2004) في شأن إعادة تنظيم المجلس العلمي الأعلى والمجالس العلمية المحلية. وفي إطار تفعيل الظهيرين المذكورين تفضل أمير المؤمنين برئاسة حفل بالقصر الملكي العامر بالدار البيضاء ألقى فيه جلالته خطابا توجيهيا وسلم ظهائر التعيين لعدد من الكفاءات العلمية التي ستؤطر السياسة الجديدة في المجال الديني، ويتعلق الأمر بالمسؤولين الآتية حيثياتهم: 16 عضوا في المجلس العلمي الأعلى. 30 من رؤساء المجالس العلمية المحلية. ثلاثة مديرين مركزيين بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وهم: مدير الشؤون الإسلامية ومدير المساجد ومدير التعليم العتيق. 16 مندوبا جهويا للشؤون الإسلامية. وقد حضر هذا الحفل أعضاء المجالس العلمية المحلية وعددهم 226 عضوا، موزعين على ثلاثين مجلسا بزيادة أحد عشر مجلسا على العدد السابق. وينص الظهير الشريف المتعلق بهيكلة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على أن تحقق هذه الوزارة سياسة القرب من الوقائع الميدانية بجهاز من المناديب الجهويين الستة عشر يعينون بظهير ومن مناديب آخرين إقليميين بنسبة مندوب في كل عمالة أو إقليم، سيتم تعيينهم من طرف وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بعد تأسيس المندوبيات الجهوية خلال هذه السنة. ويتبين من التشكيلة الجديدة للمجالس العلمية أن التغيير على مستوى المجالس التسعة عشر القديمة تغيير نسبي مس تسعة من الرؤساء عينوا في غالبهم أعضاء في المجلس العلمي الأعلى، كما مس الأعضاء بنسبة تفوق 43%. وفي منظور وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أنه بالإضافة إلى المكاسب الجديدة المتمثلة في توسيع خريطة المجالس العلمية المحلية وفتح هذه المجالس للعالمات، فإن التجديد المتوقع في عمل المجالس العلمية سيتم في السياسة التي ستعمل بها المجالس وفي برامج عملها ومراقبتها، وإدخال مساطر ضابطة لطريقة اشتغالها. أما علاقة المناديب الجهويين والإقليميين بالمجالس العلمية من جهة، وبالسلطات المحلية من جهة أخرى، فهي في منظور الوزارة علاقة تكامل واندماج وتيسير تهدف إلى معرفة مبنية على المعطيات الميدانية وعلى الحرص على تلبية حاجات المؤمنين في الغذاء المعرفي والطمأنينة الروحية، المبنية على تقاليد المغرب التاريخية واختياراته المذهبية والسياسية وطموحه لبناء نموذج لا يشكو من التفاوت بين الإيمان وحياة إِيمان سليمة في هذا العصر.