هدد الأستاذ امحمد طلابي بالمتابعة القضائية لكل الذين افتروا عليه الكذب بخصوص محاضرة ألقاها في كرسيف يوم الجمعة الماضي، وقال في تصريح لالتجديدإن ما نشرته صحف الأحداث المغربية وبيان اليوم والاتحاد الاشتراكي حول محاضرته في مدينة كرسيف مجرد افتراء وأكاذيب، وإن ما نسب إليه من أقوال حول الديمقراطية والمرأة تدليس واضح وتلبيس فاضح. وأكد طلابي أنه ركز محاضرته ليوم الجمعة الماضي على أن هناك مساحة للإئتلاف بين الإسلام كعقيدة وشريعة والحداثة كفلسفة وتجربة تاريخية غربية، معتبرا أن لديمقراطية كوسيلة استراتيجية للحكم أصبحت ضرورة وأن على الحركات الإسلامية تبنيها وإدماجها في مشروعها الثقافي الإسلامي. لكن عند نقل الخبر في جريدة الأحداث، والقول لطلابي، اقتصرت على ذكر الديمقراطية كوسيلة ولم تضف كلمة استراتيجية أي كوسيلة استراتيجية وهذا الحذف من منطوق المحاضرة مقصود، حتى توهم القارئ أن الحركات الإسلامية كلها، حتى التي تتبنى الديمقراطية فإنها تتبناها كتكتيك أو سلم تصل به إلى السلطة تم ترمي به خارج الحقل السياسي. وتابع طلابي يقول مع أنني كنت دائما في هذه المحاضرة أؤكد على ضرورة ألا تكون الحركات الإسلامية ميكيافلية في التعامل مع الديمقراطية كوسيلة استراتيجية وليست تكتيكية.وتحدى المحاضر الجرائد التي افترت عليه أن تعود إلى أشرطة التسجيل لهذه المحاضرة و هي بالعشرات في كل مناطق المغرب و فيها أؤكد، يقول طلابي، أن قصدي بالديمقراطية كوسيلة استراتيجية هو قبول الإسلاميين بنتائج صناديق الاقتراع حتى و إن أعطت قيادة الشيوعيين للسلطات العامة بالبلاد. وهو ما أؤكده الآن أيضاً، بحيث يتبارى برنامج الحركة الإسلامية المستمد من الإسلام و برنامج باقي الحركات العلمانية المستمد من فلسفات أخرى كالليبرالية و لاشتراكية وغيرها، ونحتكم إلى صناديق الاقتراع و التداول السلمي للسلطة التنفيذية والتشريعية. وشدد امحمد طلابي على أن الصحف المذكورة دلست عليه القول وقولته ما لم ينطق به، خاصة وصف الديمقراطية بالكفر، وأضاف أن هذا يتنافى مع دعوته المتكررة والملحة للحركات الإسلامية بتبني الديمقراطية كوسيلة استراتيجية. يقول موضحا في محاضرتي بمدينة جرسيف قلت إن كل ملتزم بأحكام الشريعة الإسلامية لا بد أن يميز بين الديمقراطية كفلسفة والديمقراطية كوسيلة، فالديمقراطية كفلسفة تعطي السلطة المطلقة للشعب أي أن الشعب هو المصدر الأعلى لإدارة الشان العام للبلاد، في حين أن نصوص القرآن الكريم والحديث الشريف يأمرنا بالحكم بما أنزل الله. و لا داعي لسرد الآيات في هذا الشأن، ففي الإسلام الحكم لله و السلطة للأمة مقيدة بشرع الله، أما منح الإنسان الحكم المطلق فهذا ما لا يقبله الشرع الإسلامي. ويخلص طلابي إلى أن التلبيس على ما قاله في هذه المحاضرة هو خلطهم المتعمد بين الديمقراطية كفلسفة و الديمقراطية كوسيلة استراتيجية للحكم. وتعليقا على ما نسب إليه من وصف للمرأة بأنها حمارة قال طلابي لحسن الحظ، أن المحاضرة مسجلة، و سأضطر إذا لم يعتذر كاتب بيان اليوم مصطفى السالكي عن هذا الكذب الوقح أن أنشر المحاضرة عبر الأنترنيت ليتأكد الرأي العام المغربي من كذب هذا الرجل. وأوضح طلابي أنه تحدث في محاضرته عن مفهوم الحرية و الآدمية في الإسلام و مفهومها في فلسفة الحداثة، وأعطى مثالاً على أن الإسلام حرص على آدمية الإنسان و منها المرأة وحرمتها كإنسان، وأنه قارن ذلك بالانفلات في الحرية الشخصية اليوم بالغرب و تكلم عن ما يسمى بالمجتمعات الطبيعانية في أوروبا و الغرب عموماً، إذ فهمت شريحة من الغربيين الحرية أن يتخلص الإنسان من كل قيد على جسده، فأسسوا لهم مجتمعاً يعرف بالمجتمع الطبيعاني أي العيش وفق الطبيعة عراة كما ولدتهم أمهاتهم هم و أبناؤهم و زوجاتهم، ليستخلص من ذلك أن هذا النوع من الحرية الشخصية في الغرب فكك آدمية الإنسان و دفعه دفعاً نحو عالم القطيع. وقال طلابي إنني قلت متسائلا حول المرأة و الرجل في مجتمع العراة: ما الفرق بين امرأة عارية ودابة أو حمارة عارية ؟؟ و لم أقصد بها إلا هذه المجتمعات الطبيعانية. لكن لغرض في نفس هؤلاء المهووسين بالحروب على الحركات و الأحزاب الإسلامية انتزعوا الكلمات من سياقها ووضعوها في سياق مخدوم. ونفى طلابي أن يكون قد تطرق في محاضرته للمرأة السافرة عموماً والمرأة المغربية بالخصوص، وهنا أيضاً، يتحدى طلابي أصحاب هذه المقالات أن يأتوا بنص من كلامه. وفسر المحاضر النزوع نحو الكذب عند المفترين بالحقد السياسي والفكري على أبناء الصحوة الإسلامية المباركة لا غير. وسخر طلابي مما ردده المرددون من علاقة هذا بحزب العدالة والتنمية قائلا أنا لست حتى عضواً في حزب العدالة والتنمية، واختتم تصريحه بتوجيه نصيحة إلى الكاتبين المفترين بأن يكفوا عن التهجم على أبناء الصحوة الإسلامية، إذ لم يحنوا من وراء ذلك شيئا يذكر، فقد سبق أن فعلوا ذلك قبيل الانتخابات التشريعية والجماعية فكانت النتائج عكسية. يذكر أن صحفا ثلاثة تهجمت على الأستاذ امحمد طلابي وهي جريدة الأحداث المغربية ليوم الاثنين بالعدد 1932 ، وجريدة الاتحاد الاشتراكي ليوم الثلاثاء . في عددها ,7576 و جريدة بيان ليوم الثلاثاء عدد4233 ، وأن المحاضرة التي بألقاها بمدينة جرسيف يوم الجمعة 8 ماي 2004 كانت تحت عنوان العمل النقابي في ظل العولمة. حسن صابر