أكد سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أن ربح المعركة ضد الإرهاب يمر عبر تحديد مقاربة شمولية ومندمجة تتناول هذه الظاهرة في جميع أبعادها. وقال العثماني، في حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة مرور سنة على وقوع الأحداث الإرهابية التي استهدفت مدينة الدارالبيضاء في 16 ماي الماضي وخلفت سقوط العديد من الضحايا الأبرياء، إننا نواجه ظاهرة تخترق الحدود". وأوضح أن القضاء على الإرهاب يقع على عاتق الجميع، حيث يتعين على الدول والمجتمعات والأفراد الاضطلاع بمسؤولياتهم، كل حسب مستواه". واعتبر أن رجال التربية والفكر يضطلعون، في هذا السياق، بدور حيوي ومركزي في نشر القيم التي تقدس الحياة الإنسانية والتسامح والمواطنة واحترام الحق في الاختلاف، باعتبارها قيما تشكل مصدر ثروة وغنى أي أمة من الأمم. وقال الأمين العام لحزب العدالة التنمية إنه يتعين على كل فرد، في المجتمعات الإسلامية، العمل والالتزام بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف ليكون في منأى من أي تأثيرات متطرفة. وبخصوص التضامن الذي أبانت عنه مجموع مكونات الشعب المغربي، غداة وقوع هذه الاعتداءات الإرهابية، أوضح سعد الدين العثماني، أن مثل هذا الإجماع لا يعادله سوى إجماعنا حول القضية الوطنية الأولى أي قضية الصحراء المغربية. وقال لقد تعلمنا من خلال تتبع مسار تاريخ الإنسانية، أن عظمة أمة ما تقاس بمدى قدرتها على تحدي ومواجهة الآلام وتمكنها من المضي قدما نحو الأمام والتمسك بسبيل الحكمة. وأكد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية أن المغاربة، شعب كبير قادر، في ظل القيادة الرشيدة لأمير المؤمنين، على تجاوز اللحظات الصعبة، مستعينين في ذلك باتباع هدي الله تعالى، والإرادة الحسنة لجميع أبناء هذا البلد". ومن جهة أخرى، عزا الخلط بين الإسلام والإرهاب إلى الرغبة والإرادة الواعية التي عبر عنها البعض، في إطار تصفية حسابات سياسية مع خصومهم الذين يعلنون تشبثهم بالمرجعية الإسلامية للدولة، وكذا إلى سلوكات وخطابات متطرفة وربما إجرامية، صادرة عن أناس يعلنون بدورهم تشبتهم بالمرجعية الإسلامية. وأشار سعد الدين العثماني إلى أن سعي هذين الفاعلين إلى هذا الخلط، ندفع ثمنه نحن ومعنا الحركات المعتدلة التي تدعو إلى نهج الطريق القويم، مسجلا أن الاستعداد الحقيقي النفسي والمتسامح واحترام الآخرالذي يعبر عنه من خلال رغبة حقيقية في الحوار والتبادل، بإمكانه وحده تبديد هذا الخلط"