أجرت جريدة إيل دياريوالإسبانية لقاء مع الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، الدكتور سعد الدين العثماني، نشر أمس الثلاثاء في موقعها على الأنترنت، حول عدد من القضايا المتعلقة بالتفجيرات التي وقعت في الدارالبيضاء والعاصمة الإسبانية مدريد، وذلك بمناسبة الزيارة التي سيقوم بها جلالة الملك إلى إسبانيا للمشاركة في إحياء ذكرى التفجيرات يوم 11 مارس الجاري. وقال العثماني، ردا على سؤال حول مراقبة خطب المساجد في المغرب، إن ذلك أمر لا يمكن أن يحدث "وليس من المنطقي مراقبة الخطب وأئمة المساجد، فوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية هي التي تقوم بتكوين وتوجيه الأئمة، ولا أعتقد أن المشكلة تتعلق بخطب المساجد. في المغرب هناك نحو 37 ألف مسجد والأئمة يتم اختيارهم من لدن الوزارة وهناك برنامج يتيح لهم أن لا يخرجوا عن المنهج المرسوم، لكن المشكلة تأتي من الثقافة الدينية التي تصدر عن قنوات غير رسمية، قنوات عالمية أو عن شبكة الأنترنت، لكن الثقافة التي تصدر عن القنوات الرسمية أو الشعبية العادية هي ثقافة دينية معتدلة". وقال العثماني، ردا على سؤال عن تفجيرات مدريد وكيف أنها أساءت لصورة الإسلام في الغرب، وعن الأسلوب الذي ينبغي القيام به لتغيير هذه الصورة، إن "العنف موجود في مختلف الثقافات والديانات، ولا يقتصر على ديانة محددة، وينبغي أن نولي الاعتبار لهذه الحقيقة، فلا أحد يقول إن العنف الذي يحدث في إيرلندا الشمالية هو عنف كاثوليكي أو مسيحي، فالدين ليس مسؤولا عن هذا العنف، وإذا كان هناك مسؤولون قاموا بأعمال إرهابية، فإن المسؤولية تقع عليهم وليس على الدين، هناك اليوم قرابة ألف وخمسمائة مليون مسلم في العالم، وأعتقد أن تقاربا جيدا سيساعد أوروبا على معركة حقيقة الإسلام". ورد العثماني على ما يوجه إلى المغرب من اتهامات لكون عدد من المعتقلين في تفجيرات 11 مارس بمدريد هم من المغاربة، قال العثماني: "إن غالبية المغاربة المعتقلين في أعمال إرهابية بأوروبا كانوا يعيشون في بلدان أوروبية منذ زمن طويل وبعضهم حاصل على الجنسية الأوروبية، ولهذا ليس من العدل اتهام المغرب والمغاربة بسبب ما قام به هؤلاء، وأعتقد أنه يجب أن يكون هناك حوار عادل ومتبادل لإيجاد الأسباب ومعالجتها". وعن سؤال يخص الزيارة التي سيقوم بها جلالة الملك محمد السادس إلى إسبانيا للمشاركة في مناسبة مرور سنة على تفجيرات مدريد الإرهابية، وهل إن الشعب الإسباني سوف يرى فيها نوعا من الاعتذار، قال العثماني: "لقد قام جلالة الملك بجهد ديبلوماسي كبير من أجل التعاون مع عدة بلدان، سواء كانت بعيدة أم مجاورة، والمغرب شديد الاهتمام بالعلاقات مع إسبانيا من أجل تطويرها وتقويتها، وفي هذا الإطار، فإن الزيارة الملكية تكتسي أهمية كبرى وتشكل جزءا من الاستراتيجية العامة للمغرب من أجل إقامة وتطوير علاقاته مع مختلف البلدان الصديقة". إدريس الكنبوري