ذكرت صحيفة القدس العربي في تقرير لها من العاصمة الإسبانية مدريد، أن حكومة هذه الأخيرة تتابع باهتمام كبير عمليات إفراج المغرب وموريتانيا والجزائر عن بعض الإسلاميين المشتبه في انتمائهم إلى حركات مسلحة وترغب في معرفة تحركاتهم في المستقبل تخوفا من تسللهم الي أوروبا وإمكان تورطهم في عمليات ضدها. وقالت الصحيفة إن جلالة الملك محمد السادس عفا خلال سنة 2005 عن آلاف السجناء المغاربة بمناسبة الأعياد الوطنية والدينية. وحول الموضوع، كشفت جريدة الموندو يوم الاثنين أن اسبانيا تلقت في الشهور الأخيرة بنوع من الارتياح قرارات العفو لأنها شملت عشرات الإسبان كانوا معتقلين في قضايا المخدرات، ولكنها تبدي بعض القلق جراء الإفراج عن الإسلاميين. وتابعت الجريدة أن الشرطة الوطنية الإسبانية أجرت اتصالات مع السلطات المغربية لمعرفة حجم المستفيدين من هذا العفو وبحث الانعكاسات علي اسبانيا. ويتخوف قادة الأمن الاسبان من أن يشمل العفو بعض الأشخاص الذين قد تكون لهم علاقة بتفجيرات 11 مارس في مدريد أو اعتداءات الدارالبيضاء. وقد طلبت الأجهزة الأمنية الاسبانية من نظيرتها المغربية معطيات كافية عن المفرج عنهم، الأسماء والبصمات، واستجابت الأخيرة للطلب الإسباني. وتبين من خلال هذه الطلبات أن جميع المعنيين بالإفراج غير موجودين في سجلات الشرطة الاسبانية بتهمة الارهاب. وكانت الأجهزة الأمنية تتابع وتستمر في المتابعة بالنسبة للجزائريين الذين أفرجت عنهم السلطات الجزائرية خلال الثلاث سنوات الأخيرة وسبق أن كانوا متورطين في عمليات مسلحة أو مجرد مشتبه فيهم. إلموندو كتبت كذلك أن عمليات الافراج التي قامت بها سلطات موريتانيا الجديدة وشملت متهمين بالإرهاب بدورها أقلقت إسبانيا، وخاصة أن الأجهزة الأمنية في هذا البلد الأوروبي لم تتوصل بمعطيات كافية عن المفرج عنهم بسبب العلاقات المتوترة بين مدريد ونواكشوط. ذلك، أن وزير الخارجية الإسباني ميغيل آنخيل موراتينوس كان من ضمن المسؤولين الدوليين القلائل الذين نددوا بعملية الانقلاب ضد معاوية ولد الطايع. وذكرت الصحيفة أن بعض المهتمين يرى أن عمليات الافراج في المغرب ليست بالخطيرة لأنها شملت الكثير من الذين جرى اعتقالهم تعسفا كما أفادت الكثير من جمعيات حقوق الانسان، وكان جلالة الملك محمد السادس قد قال في حوار مع الباييس يوم 16 يناير الماضي أن خروقات وقعت في حق بعض المعتقلين بعد تفجيرات 16 مايو ، ويفسر المراقبون عمليات الافراج عن ما يسمون بالسلفيين الجهاديين بانه تصحيح أخطاء الأجهزة الأمنية المغربية.